قم ياعبد القدوس من قبرك !
علي محسن حميد
في مداهمات “أمنية ” غير متوقعة لاعلاقة لها بأمن البلاد ومصالح العباد اعتقل في ٦ يونيو عدد من موظفي منظمات دولية ومدنية يمنية . أودع الجميع جهة / جهات مجهولة في إجراء” سافاكي” يذكرنا بطريق سُلِك ولكن بشكل محدود عندنا قبل ٢٠١١.
كان الظن بأن الاحتجاز لن يدوم لأكثر من ساعات ولكنه تجاوز حتى كتابة هذه السطور الأسبوع والأمل في أن حرية المسجونين ستكون قريبة وقبل عيد الأضحى مع براءة معلنة واعتذار لكل منهم أما من يدان فبحكم قضائي تتوفر فيه كل أركان المحاكمة العادلة والنزيهة والشفافة والعلنية بما في ذلك حضور “محامي أو أكثر للدفاع عن المُدعَى عليه. إن حملات تشويه من يعملون في المنظمات الدولية لم تتوقف وبلغت ذروتها ضد النساء بما في ذلك التجرؤ الوقح المغلف بالدين على المس بوطنيتهن و بأعراضهن. الاعتقالات الأخيرة تخلق استنتاج وحيد هو أن من يعمل في منظمة أجنبية ولاءه الوطني هش وجاهز للتفريط به بأي ثمن ناهيكم عن خلق تصورعام بأن المنظمات الدولية عدوة لليمن.
رباب المضواحي من ضحايا هذه الاعتقالات وهي الإبنة
البارة للدكتور الراحل عبد القدوس المضواحي الوطني، العروبي، القائد الناصري، التي رضعت في بيته أبجديات الوطنية والعروبة وحب الوطن والذي أفنى حياته بدون مبالغة حتى آخر لحظة مناضلا من أجل حياة حرة كريمة لكل مواطن بدون تمييز أوتفرقة مذهبية أو مناطقية أو أسرية وغيرها من الأوبئة التي طفحت في مجاري السنوات الأخيرة وأعادت اليمن إلى الوراء مع تقسيمات منبوذة وجوع وفقر وأمراض واستبداد وبطالة.
قم ياعبد القدوس:
قم لتعلم بأن من ربيتها على الأخلاق والفضيلة وحب الوطن والعروبة مسجونة بدون تهمة وأن تهمتها الوحيدة هي أنها تعمل في منظمة أجنبية مرخص لها قانونا بالعمل في البلاد ولم يُثر حول عملها أي شك طوال سنوات طويلة وتجدد ترخيص عملها بحسب النظام.
قم ياعبد القدوس لتشهد على المنحدر الذي بلغناه ولا أفق للتراجع عنه.
قم لتعلم أن العيد على الأبواب ورباب ورفاقها خلف الأبواب.
قم لتعلم بأنهم يشيعون أن وضعها خطير بمعنى أن هناك مايدينها ويبرر اعتقالها وأن الاعتقال لم يكن جزافيا أومخالفا للقانون.
قم لتعلم أن ثقافة عهد علي صالح لم تتغير وهي نفس الثقافة التي كانت تهدف لإبعاد حتى الأهل عن التوسط لإطلاق سراح من يقع في قبضة الأمن الغليظة وأن من يسمع هذا الافتراء ينأى بنفسه عن التوسط أما الأسرة فقد تتوقف عن السؤال والاستعانة بالغير ويُسجن دورها في رعاية سجينها غذائيا. ومن المسلم به في مثل هذه الحالات أن هناك من يعتقد بأن السلطة دائما على حق وأنه سيبغبغ ماتقوله مما يساعدها في قمعها وانتهاكاتها للحريات وعلى تكرار أفعالها.
إن الحكمة تقضي بعدم توسيع دوائر الخصوم والبعد عن خلق حالة من الجفاء وربما القطيعة مع المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة التي استنكرت الاعتقالات ووصفتها بالمشينة.
إنما الظلم المعاد ظلام
وهو للملك معول هدام
الحرية لرباب المضواحي ورفيقتها ورفاقها.
2024-06-13