قصص قصيرة جداً
زهراء غريب
خيبة
فّر نبضه خارج أسوار القلب نحو سفينة سار معها دون انتهاء وعند الإرساء اكتشف أنها لم تبحر مطلقاً في الماء.
انعتاق
– كيف تنجو؟
– أواجه مخاوف التخلي بالتخلي.. كمن يتنبأ بوشك تعرض قلبه لركلة ما؛ فيغادر بنبضه بعيداً.
ثمن
سيكلفك هذا الحب قلباً كاملاً.
غروب
خاوية؛ الشتاء يذرف قلبي في انتحاب الأفق.
انزواء
يقفل نبضي عائداً إلى العزلة؛ حبري ينزف في العتمة ويتلعثم بالأضواء.
ميلاد
تلك السماء حطّت سحائبها في قلبه حتى الشروق.
اتحاد
كنا نتشارك المغيب في ضوئنا الداخلي.
لاجئ
يتكور الثلج على أضلاعه المنسية، والبياض يحيل صمته إلى لواعج تيه، في حين أن الغمام التي تتدفأ بحقه في الحياة تبوح لاحتضاره بأن أحلامه أذيبت في الشتات.
مواساة
قررت السماء أن تلاغي بالمطر حين رأت أطفالاً يداعبون الجمر في تراب الوطن.
نزال
باغتت عواصف الفقد قلبه تباعاً فحاول النجاة بإضمارها في المجاز لكنها اشتدت فتهاوى وخانه النبض والجسد. قاوم رافضاً المسير على الجمر حافي اليقين، وأرخى حياته من القصائد كالماء؛ لتتجرع معناها المهدور كمداً ريثما يولد من جديد.
أوطاني
في دمشق وبمناسبة ذكرى اتحاد مصر وسوريا طلب المعلم من تلاميذه إلقاء كلمة للوحدة العربية! تحدث الجميع ما عدا تلميذا دامع العينين جلس منزوياً رافضاً النطق. غضب المعلم وأصر على طلبه. أجاب التلميذ: بييبببيلاااااد اللااااعوورب أأوطططااااني!
تناغم
الليل يشبهك؛ هو الآخر يحثُ الحنين على خافقي ويرتحل.
اكتواء
تحتفي بك السماء وتحتفي بي أوجاع الأرض.
توق
كل شيء داخلي، الآن يركن نحو صمت ليل يأوي انكسارات النوى وحنين وصل الراحلين.
قاصة من البحرين
2023-08-04