في مسالة الفساد!
د،ع،الصمد بلكبير
مفهوم ومصطلح(الفساد)ينتمي إلى حقل(الاخلاق)ومرجعه الفلسفي،هو من طبيعة (ميتافيزيقية)يمكن تلمسها في كتاب ارسطو(الكون و الفساد)ما يعني أن تمة(اصل)للوجود
(=جوهر) و(تاريخ) من الانحرافات عنه،هي ما يعتبر (فسادا)يحتاج ،في كل حين،إلى اصلاح،من قبل مصلحين(انبياء،رسل،اولياء،حكماء،رؤساء،،،)مفهوم (الفساد)هو نفسه فاسد نظريا (=فلسفيا) وتاريخيا وايديولوجيا(=اجتماعيا)ولعل هذا هو بعض ما يفسر لجوء جميع الطبقات الرجعية في التاريخ،إلى توظيفه ،ضدا على خصومها واعدائها الطبقيين،وآخرها البنكين العالميين،وذلك تحريفا من قبلها لحقيقة المشاكل الاقتصادية -الاجتماعية والسياسية،من جهة،وابعادا للتهمة عنها،باعتبارها المسؤولة عماتسميه ب(الفساد)،اي تدليس واخفاء المشكل الاقتصادي-السياسي،وراءاقنعة( اخلاقوية)بالتالي،فردية،نفسية،طارئة،،وليست بنيوية وجذرية،،في النظام السياسي السائد،بخطابهم المغلوط والادلوجي الزائف عن (فساد)الادارات والافراد،يتقصدون إخفاء واقعة (الاستعمار) وحقيقة (الاستغلال) والاحتكار والمضاربة والغش والتزوير،،،والاخطر(الربا) و(الدولار) و(التبادل التجاري غير العادل)بين الشعوب الضعيفة والمستضعفة ، ودول وشركات الغرب الراسمالي الاستعماري، الاستغلال الراسمالي والفساد،هما صنوان لا يفترقان ،حضورا وغيابا، تماماكما كان الوضع زمن الاستعباد
في القديم،ثم الاستقطاع،في العصر الوسيط وبعض الحديث،
جذر كل المفاسد هو (الربا) ثم الاحتكار والمضاربات والغش والتزوير ، ،،والاستعمار(قديمه وجديده)وكل خطاب اخر،هو من قبيل التغليط والتحريف والتزوير
والتزييف والتغطية عن الاستعمار وعن الراسمالية الربوية ،،،
المثير عربيا،ان نلاحظ ترديد خطاب العولمة حول (الفساد)،
من قبل يسرويين(ليبراليين وتروتسكيين)واسلامويين،في نفس الوقت؟ ما يؤكد أن مرجعيتهم الادلوجية ،فضلا عن السياسية،هي واحدة،رغم( اوهام) الاختلاف بين:
علمانيين ومتدينين(مزورين) في
الحالتين؟!
ولأن الحكمة قد تؤخذ من الأطفال
والمجانين احيانا،فإن نتشه كان حكيما في قوله(أن كل خطاب اخلاقي،هو في عمقه وحقيقته،خطاب اخلاقوي)اي انه
جاهل ومنافق(بالمعنى النفسي-الادلوجي،وليس الاخلاقي؟)
أن كل من يشخصون المشكلات،يطرحون ،موضوعيا،اشخاصهم بدائل،عن الحكام القائمين ،انهم لا يستهدفون تغيير
نظام بنظام بل فقط ،اشخاصا باشخاص،مع المحافظة على نفس
النظام الراسمالي السائد و(الفاسد)
12/9/2023