في إستقبال الاعياد المفرحة : لماذا يكره الاخوان ثقافة البهجة وينشرون ثقافة القتل ؟!
بقلم د. رفعت سيدأحمد
*في أجواء الاعياد المفرحة التي يعيشها العالم الاسلامي وفي قلبه مصر بمناسبة شهر الصيام و عيد الفطر..يمتد الفرح الي الجميع متمنين من الله-في الوقت نفسه – إنقاذ غزة وإنتصار شعب فلسطين وأرض المسجد الاقصي ..وكل ذلك لن يأتي الا بالتضامن الاسلامي والعربي الحق مع الشعب الفلسطيني والوقوف بقوة ضد المشروع العدواني الاسرائيلي والاهم التصدي بشجاعة لتلك القوي الظلامية بقيادة جماعة الاخوان الارهابية وحلفائها من (الدواعش الجدد)الذين يعملون جاهدين علي حرف الانظار عن العدو الحقيقي وإستبداله بالحكومات والجيوش العربية وإصدار الفتاوي بتكفيرهم وجواز الخروج عليهم وقتالهم وكأنهم بذلك قد ساندوا الشعب الفلسطيني وحرروا المسجد الاقصي وأنقذوا غزة من حرب الابادة ..وهذا قطعا غير صحيح تماما وفي طريقهم _الاخوان والدواعش – لحرف الانظار نجدهم أيضا يكرسون (ثقافة القتل ضد المسلمين !) بديلا عن( ثقافة البهجة) والتي تمتاز بها الاعياد الاسلامية ولا تحرم الناس وهم يتضامنون مع الاهل في فلسطين ..من الفرح بتلك الاعياد ..التزاما بدعوة الاسلام والقرآن …
فماذا عن الثقافتين( ثقافة الفرح التي يدعو لها الدين ) و(ثقافة القتل التي أسس لها وتبناها الاخوان والدواعش )؟
*******
أولا :قال تعالى : ((قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)).هنا شرع الله سبحانه وتعالي للمسلمين (ثقافة الفرح والبهجة )وأكد –سبحانه – مشروعية الفرح في الإسلام في كلمتي ((بغير الحق))، فلا يجب على المؤمن أن يفرح بغير حق ، فكل فرح بغير الحق منبوذ مذموم مُنهى عنه محرّم لا يحبه الله ، فإن الله لا يحب من كان فرحه اختيالاً وفخراً وعجباً وتكّبراً وباطلاً ، أما مَن يفرح بفضل الله ورحمته ، وبفضل سلامة وطنه من الفِتَن وابتعاده عن ثقافة وفعل الغلوّ والإرهاب الداعشى والاخواني فهذا فرح بالحق وهو فرح مطلوب مرغوب أمرنا الله به وحبّبنا فيه ونحسب أننا اليوم ووسط انتشار تنظيمات الإرهاب المُلتحِفة زيفاً برداء الدين، ونقصد بها تحديداً (القاعدة) و(داعش ) و(الاخوان) وأخواتهم ومن يموّلهم بالمال والفتوى من القوى الخارجية والداخلية المُتطرّفة الهادِفة للقتل، وليس لعمارة الدنيا وصون الدين الحق..، وسط هذا كله، إان واجبنا الديني والسياسي والوطني أن نعرّي ونكشف ،هكذا ثقافة ، وألا نهادنها ونترأّف بها ، لأنها ساعتها ستسترّد عافيتها وتنهض مجدّداً ناشرة الظلام والكآبة.. وبعدها.. مباشرة الإرهاب المسلّح في أوطاننا .لأن هذا (الإرهاب) هو الإبن الشرعي لتلك الثقافة.. والتي يرفضها كليّة الإسلام . خلاصة القول إن القرآن الكريم كتاب هداية للحق وللخير … وهو كتاب يدعو الي سعادة الخلق –لا الي تعاستهم كما يفعل المتطرفون والغلاة – والي بهجة المؤمنين الذين من أجلهم …أنزله الله ..!! *****************
ثانيا : ثقافة الكرهية والقتل : تميز تاريخ جماعة الاخوان الارهابية والتي هي الحاضنة التاريخية لكل تنظيمات الارهاب من (القاعدة وداعش والنصرة وغيرهم ) برفض (ثقافة البهجد والفرح ) و بالدعوة لثقافة الكره والقتل ولنتأمل ما يقوله التاريخ …فها هو حسن البنا-المرشد الاول والاكبر للاخوان – يقول نصا فى افتتاحية العدد الأول لمجلة النذير التابعة للتنظيم «سننتقل من حيز دعوة العامة إلى حيز دعوة الخاصة أيضًا، ومن دعوة الكلام إلى دعوة النضال والأعمال، سنتوجه بدعوتنا إلى المسؤولين من قادة البلد وزعمائه ووزرائه وحكامه وشيوخه ونوابه وهيئاته وأحزابه وسندعوهم إلى منهاجنا ونضع بين أيديهم برنامجنا وسنطالبهم بأن يسيروا بهذا البلد المسلم بل زعيم الأقطار الإسلامية فى طريق الإسلام فى جرأة لا تردد فيها، وفى وضوح لا لبس فيه ومن غير مواربة أو مداراة فإن الوقت لا يتسع للمناورات فإن أجابوا الدعوة وسلكوا السبيل إلى الغاية آزرناهم وإن لجأوا إلى المواربة والمراوغة وتستروا بالأعذار الواهية والحجج المردودة فنحن حرب على كل زعيم أو رئيس أو حزب او هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام سنعلنها خصومة لا سلم فيها ولا هوادة معها حتى يفتح الله بيننا» ** أما شيخ التكفير الاكبر لدي الاخوان وهو سيد قطب والذي أسس بكتبه وفتاويه وخاصة كتابه الاشهر (معالم في الطريق ) فيشرعن لاستخدام القوة والارهاب ضد المسلمين معللا ذلك بأن الهدف منه يتمثل فى إزالة الطواغيت كلها من الأرض جميعاً، وتعبيد الناس لله وحده، وإخراجهم من العبودية للعباد إلى العبودية لرب العباد! لا بقهرهم على اعتناق عقيدته، ولكن بالتخلية بينهم وبين هذه العقيدة. بعد تحطيم الأنظمة السياسية الحاكمة، أو قهرها حتى تدفع الجزية وتعلن استسلامها والتخلية بين جماهيرها وهذه العقيدة، تعتنقها أو لا تعتنقها بكامل حريتها!، وهنا يحاول قطب جاهدًا التلبيس بين ما هو دينى وما هو دنيوى فى دعواه للخروج على السطات الحاكمة هى عودة إلى الله لتحقيق مآربه الخاصة والوصول إلى أهدافه.كما ردت عليه دار الافتاء المصرية !
************
ثالثا : بعد جيل حسن البنا وسيد قطب واصل الاخوان ثقافة الكره والقتل ولم يتعلموا أبدا ثقافة التسامح والفرح رغم عشرات المصائب التي تسببوا فيها للوطن ولانفسهم بسبب ثقافة العنف والارهاب التي تبنوها في حياتهم الدينية والسياسية وهاهو عقد الثمانينات ليؤسس الاخوان لجانب أخر من ثقافة العنف وهو العنف ضد ( المرأة) والكره لها وضد (المسيحين أبناء مصر) فنرصد- علي سبيل المثال وليس الحصر لان فتاويهم في هذين المجالين لا حصر لها ) ففى فبراير 1981 ورد سؤال إلى مجلة الدعوة لسان حال الإخوان بشأن سند الحديث النبوى: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة: وما هو حكم تولى المراة الولاية العامة؟ حيث رد المفتى الإخوانى وقتها بالإشارة إلى قول أبو الأعلى المودودى بأن المناصب الرئيسية فى الدولة، سواء كانت رئاسة أو وزارة أو عضوية مجلس شورى أو إدارة مختلف مصالح الحكومة لا تفوض إلى النساء». ويقول مفتى الإخوان «إذا كان الله جل جلاله لم يجعل المرأة قوامة فى البيت على عائلة واحدة، فهل يبيح لها أن تصبح قوامة على الدولة وبها ملايين البيوت؟ لاشك فى أن القوامة على الدولة أخطر شأنا «زاعما أن تولى المرأة المناصب وتسيير دفة الأمور قد منعه الإسلام». ويفسر نص الفتوى السابق الهجوم الإخوانى الدائم على أى امرأة تتولى منصبا سياسيا تحت أى دعاوى زائفة، واللافت أنهم ادعوا غير ذلك خلال فترة حكم محمد مرسى.
*أما عن موقفهم الشاذ دينيا من (المسيحين ) فثمة عشرات الفتاوي والمواقف ولنخذ واحدا منها علي سبيل المثال وهي الفتوي الصادرة عن محمد عبدالله الخطيب عضو مكتب إرشاد الإخوان لسنوات طويلة التى نشرها فى مجلة الدعوة، لسان حال الجماعة نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات،و التى نضحت بطائفية عفنة.
فى العدد رقم 56 من مجلة الدعوة الصادر فى ديسمبر 1980 أجاب الخطيب عن سؤال بشأن حكم إحداث الكنائس فى ديار المسلمين، حيث يزعم «إن حكم بناء الكنائس فى ديار الإسلام يقسم على ثلاثة أقسام:
الأول: بلاد أحدثها المسلمون وأقاموها كالمعادى والعاشر من رمضان وحلوان وهذه البلاد وأمثالها لا يجوز فيها إحداث «كنيسة» ولا «بيعة»، والثانى: ما فتحه المسلمون من البلاد بالقوة كالإسكندرية بمصر والقسطنطينية بتركيا، فهذه أيضا لا يجوز بناء هذه «الأشياء» فيها، وبعض العلماء قال بوجوب الهدم لأنها مملوكة للمسلمين.
والثالث: ما فتح صلحا بين المسلمين وبين سكانها، والمختار هو إبقاء ما وجد بها من «كنائس» و«بيع» على ما هى عليه فى وقت الفتح ومنع بناء أو إعادة ما هدم منها.
وقد ردت دار الإفتاء على هذا الكلام فى فتوى صادرة عنها عام 2017 بالتأكيد على أن الإسلام أمر أتباعه بترك الناس وما اختاروه من أديانهم، ولم يُجبِرْهم على الدخول فى الإسلام قهرًا، وسمح لهم بممارسة طقوس أديانهم فى دور عبادتهم، وضمن لهم من أجل ذلك سلامة دور العبادة، وأَوْلاها عناية خاصة، فحرم الاعتداء بكافة أشكاله عليها.
**************
*رابعا :وتستمر ثقافة الكره والعنف لدي الاخوان والتي ازدادت بعد ثورة 30 يونيو 2013 وثمة عشرات الوقائع والقرارات تؤكد ذلك لنتأمل واحد منها وهو ما يسمي بنداء الكنانة، حيث وصف البيان «المنظومة الحاكمة» فى مصر بأنها «منظومة مجرمة قاتلة، ارتكبت المنكرات كلها، وانتهكت الحرمات جميعها»، معتبراً أنها في إدعاءات كاذبة «انقلبت على إرادة الأمة واختيارها، وخطفت رئيسها الشرعى المنتخب»، داعياً إلى «مقاومة هذه المنظومة، والعمل على كسرها، والإجهاز عليها بالوسائل المشروعة كل، حفاظاً على ثوابت الأمة، وحرصاً على المقاصد العليا للإسلام»، بحسب التعبيرات التى استخدمها البيان، واعتبرت وقتها تحريضا صريحا على القتل.
استهدف بيان القتل الإخوانى هذا يومذاك -2013- نصا كل من «الحكام والقضاة والضباط والجنود والمفتون والإعلاميون والسياسيون، وكل من يثبت يقيناً اشتراكهم ولو بالتحريض،) ضد الجماعة الارهابية وكأنهم بذلك يحرضون ضد ال 35 مليون مصري الذين خرجوا بقوة وشجاعة ضدهم وضد ثقافتهم المرزولة في القتل ..تلك الثقافة التي جعلت مفتي الاخوان الاشهر يوسف القرضا وي والذي حرض صراحة علي قتل القذافي وبشار الاسد والي الي تقديم فتاوى تخدم الإرهاب، حيث أفتى بجواز القيام بعمليات انتحارية، وهو الفيديو( والفتوي ) الذى تستند إليه الجماعات المتطرفة فى تجنيد الشباب المسلم للقيام بعمليات انتحارية، وقال القرضاوى فى الفيديو الشهير على قناة الجزيرة: إن التفجيرات الانتحارية لا تجوز إلا بتدبير جماعى، فلا بد للجماعة أن ترى أنها بحاجة إلى هذا الأمر، فإذا رأت الجماعة أنها فى حاجة إلى أن يفجر شخص نفسه فى الآخرين، يكون أمرًا مطلوبًا، وتدبّر الجماعة كيف يفعل هذا بأقل الخسائر.
وحتي يومنا هذا (2024) لاتزال تلك الفتاوي قائمة لدي من تبقي منهم خارج مصر (أو خلايا نائمة في الريف والمدن المصرية )أو في إعلامهم الخارجي الفاشل والكاره لمعاني الفرح والبهجة كما أقرها الدين الحق ..لا (دين الاخوان ) القائم علي مبدأ أساسي إسمه ( من ليس معي فهو ضدي ) حتي لو كان مصريا مسلما يريد (الفرح ) هذا المصري –كان وسيظل -عدوا للاخوان لانه ليس من (القطيع ) القائمة ثقافته علي الغلظة والكره والقتل ! حفظ الله مصر من تلك الثقافة
2024-04-15