فرق بين السماء والأرض بين كلام السيد الخامنئي وساسة ايران!
صائب خليل
رغم ان الساسة الإيرانيين يحاولون ان يظهر كلامهم وكأنه انعكاس لرأي السيد الخامنئي لكن الفرق بينهما فرق بين السماء والأرض!
كلام السيد الخامنئي واضح وأمين، وكلام بزشكيان وبقية ساسة حكومته، عدا في مرات نادرة حين يوجه ترمب اهانة مباشرة اليهم، هو لوي لسان ومراوغات لفظية مصممة لخداع من يسمعه ليبدو وكأنه رفض، بينما هو رضا بمهانة التفاوض غير المشرف على حقوق ايران، يقدم كأنه “ندية”!
“الندية” هنا كلمة مثيرة للضحك. فالطرفان لا يتفاوضان على الاسلحة النووية للدولتين بل على تسليح ايران فقط، فالكلام عن الندية غير وارد.
لا احد يطالب ايران او اية دولة بأن تتظاهر بـ “الندية” الكاملة، لكن تنازل مجرد قبول التفاوض، لا يقف عند التخلي عن الندية، بل هو اعلان عن الاستعداد للخضوع وتقديم تنازلات اضافية عن حقوق ايران التي ضمنتها لها اتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية نفسها!
فهذه الاتفاقية تنص على “دعوة” الدول غير المسلحة نوويا بالتخلي عن طموحها المشروع للحصول على القنبلة الذرية، مقابل نقطتين أساسيتين:
1- امتناع الدول النووية عن تطوير أسلحتها النووية
2 – الحصول على المساعدة لتطوير برنامجها النووي ضمن الحدود الموضوعة من قبل الاتفاقية.
إضافة الى:
3 – ضمانات اخرى عديدة لصالح امن تلك الدول التي تقبل التنازل عن حقها بالسلاح النووي..
4- غض نظر الدول النووية عن تطوير اسرائيل سلاحها النووي وتشكيلها خطرا نوويا على ايران..
وقد تم ضرب النقطتين أعلاه من قبل الدول النووية عرض الحائط، إضافة إلى النقطتين الثالثة والرابعة، تلغي اي الزام تفرضه الاتفاقية على أية دولة في المنطقة وبالتالي، فحتى ضمن اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية فأن لإيران الحق ليس فقط في تخصيب المواد المشعة إلى الحد الذي تستفيد منه، بل ايضا في انتاج السلاح النووي ذاته! والتنازل عن هذا الحق لإرضاء اميركا هو بالتأكيد ليس أمرا “مشرفا” كما قال السيد الخامنئي.
لكن التنازل غير المشرف الذي تمثله دعوة اميركا لإيران للتفاوض، لا يقف عند هذا الحد. فهذا التنازل عن امتلاك السلاح النووي تم تقديمه في المحادثات السابقة والاتفاقات السابقة، وقبلت ايران بوضع كامرات مراقبة على مفاعلاتها النووية، إضافة إلى ان إيران هي الدولة الوحيدة التي تحرم انتاجها دينيا.
لكن كل هذه التنازلات لم ترض اميركا فألغت الاتفاق، والآن تريد “التفاوض” من جديد. والموافقة على التفاوض لا يعني الا استعداد إيران لتقديم المزيد من التنازلات عن حقوقها اكثر مما تنازلت عنه في جولات المفاوضات السابقة التي كانت تقدم فيها المزيد من التنازلات كل مرة، ولم تحصل سوى على الوعود الفارغة والكاذبة، من اميركا ومن أوروبا وضماناتها، وبقيت محاصرة، تقدم “مبادرات حسن النية” (غير المشرفة وغير الذكية أيضا) للجانب المقابل، وتطمئنه في الوقت الذي يجب عليها ان تجعله يقلق لكي يكون لديه دافع لفك الحصار عنها.
هناك فرق كبير بين ان تقول أن تقديم المزيد من التنازل عن حقوقنا (وهو لا يكون إلا تحت الضغط، حتى لو كانت الكلمات لطيفة) امر غير مشرف، وان تتوسل بالمقابل أن يتكلم بلطف لكي لا يحرجك أمام شعبك، ويتيح لك بذلك ان تعطيه المزيد من التنازلات مقابل وعود فارغة تخدع بها شعبك، وبالتالي فكل مفاوضات جديدة مع اميركا، مهما كانت لهجتها، فهي “غير مشرفة” وتنازل فارغ من جانب واحد، كما بينت “التجربة” التي أشار اليها السيد الخامنئي.
2025-04-14
تعليق واحد
الجمهورية الاسلامية في ايران هي بارعة بالمفاوضات ولم تلوي ذراع ايران بالمفاوضات ولم تركع لمطالب الامبريالية الامريكية ، والدليل هي تعيش وتستمر في التطور والنمو رغم الحصار الخانق والقاتل لها منذ سنوات طويلة .
مازالت المفاوضات في بدايتها فعلينا ان لانسبق الاحداث بان ايران رضغت او سترضخ للامبريالية الامريكية .
استغرب ان البعض يريد ان يرى ايران مدمرة ومحطمة ومقسمة ومحتلة ايضا .
لا خوف على ايران قستبقى ايران عصية وواقفة ومنتصرة وثابتة