يزعم ان الضربات الأخيرة على سوريا والتي شنتها إسرائيل قد تكون جزءا من الخطة الاقليمية التي تنتهجها الولايات المتحدة الاميركية، والمملكة العربية السعودية وتركيا وإسرائيل لإقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، تماما كما فعل حلف شمال الاطلسي في ليبيا في العام 2011لدعم ارهابيي تنظيم القاعدة،والآن يفعل ذلك لدعم "الدولة الإسلامية". وقد ذكر موقع ديبكا في احد مقالته ان " إسرائيل تقوم بتوجيه ضربات جوية للأجهزة الروسية لتكريس اهداف الولايات المتحدة بفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا"، وذكرت ما يلي :
كشف مصدر عسكري اميركي رفيع المستوى الاثنين في 8 ديسمبر، ان الضربات الجوية الاسرائيلية قرب دمشق استهدفت أجهزة روسية قادمة حديثا وهي عبارة عن صواريخ أوفدت لمساعدة سوريا وحزب الله في احباط الخطة الاميركية لفرض منطقة حظر جوي فوق شمال سوريا.
بغض النظر عن صحة هذا التقرير، فان محاولات تبرير فرض منطقة حظر جوي فوقسوريا هي هدف معلن لصانعي القرار في الغرب منذ العام 2011 وحيلة تقوم تحت ستار "التدخل الإنساني".
منطقة حظر جوي تخدم مصلحة المرتزقة الإرهابيين وليس "المدنيين" أو حتى "المتمردين"
نشر جاك كين ودانييل بليتكا في معهد أميركان انتربرايز (AEI) مقالا في العام 2013 بعنوان: "كيف يمكن وقف مذابح الأسد"، اشارا فيه الى ان:سوريا ليست ليبيا. قوات بشار الأسد مسلحة تسليحا جيدا، والقوات البرية السورية تشن حملات ناجحة ضد المتمردين في جميع أنحاء البلاد، ولكن القضاء على قدرة الأسد، وإمالة ميزان القوى لصالح المناهضين له كما فعلت الولايات المتحدة وحلفائها مع المقاتلين الذين أطاحوا بمعمر القذافي، لن تكون الا عبر الجو.
ومع ذلك، في ليبيا، حلف الناتو لم يفعل ذلك لحماية المدنيين الأبرياء، ولكن لتوفير غطاء جوي للمرتزقة الإرهابيين. هؤلاء الإرهابيين هم من تنظيم القاعدة وما يسمى "بالدولة الاسلامية".
منذ بداية النزاع في سوريا في العام 2011، تبين ان جبهة النصرة تابعة لتنظيم القاعدة، وهي لم تشارك في القتال في وقت مبكر، لأنها كانت تتجهز لتنفيذ بعض الهجمات الانتحارية في المدن السورية الكبرى. وفي بيان رسمي من قبل وزارة الخارجية الأميركية تم اعلان النصرة على انها منظمة إرهابية أجنبية وهي اسم مستعار لتنظيم القاعدة في العراق، وتردد في البيان:
منذ نوفمبر تشرين الثاني العام 2011، نفذت جبهة النصرة ما يقرب من 600 هجمة –من ضمنها 40 هجوم انتحاري- في المدن الرئيسية في دمشق وحلب وحماة، درعا، حمص، إدلب، وديرالزور، وقد تم استهدافالأبرياء السوريين في تلك العمليات.
تواجد القاعدة في سوريا يعود إلى حقيقة ان الولايات المتحدة الأميركية، وإسرائيل، والمملكة العربية السعودية، منذ وقت العام 2007، تسعى لاستخدام المنظمات الارهابية لشن حرب بالوكالة ضد إيران وحلفاءها الاقليميين -سوريا وحزب الله- بما في ذلك لبنان.
حرب دمشق، لم تشن ضد السكان والمدنيين، ولا ضد "المتمردين المؤيدين للديمقراطية" ولا الهدفالمتشددين في الجبهات الاخرى وانما الهدف هو احتلال سوريا. الجبهات الإرهابية المدعومة من الخارج، تخبأت بمساعدة وسائل الإعلام الغربية، وراء موجات التمرد التي بدأت في سوريا.
فخلال الفترة السابقة كانت القوى الغربية تعتبر ان المجموعات المتواجدة في سوريا هي "مجموعات مسلحة معتدلة" ولكن الحقيقة تكشف عن وجود مؤامرة إجرامية تستهدف حصرا تغيير النظام وانزال الويل الغربي على الأمة والشعب السوري.
في الشهر الماضي، كشفت المعلومات ان الولايات المتحدة ستدقق في هوية انتماء المتمردين او ما يعرف "بالمعارضة السورية المعتدلة" قبل تسليمها الاسلحة والصواريخ المضادة للدبابات، وستحقق في مدى انتمائها لتنظيم القاعدة.
وقالت "الانترناشيونال بيزنس تايمز" في احد تقاريرها بعنوان "سوريا: جهاديي جبهة النصرة سيطروا على صواريخ TOW المضادة للدبابات التي ارسلتها الولايات المتحدة الى المتمردين المعتدلين":
كان يخشى ان تصل الأسلحة المرسلة من الولايات المتحدة الى المعتدلين السوريين ليد الجهاديين الذين ينتمون إلى تنظيم القاعدة.
وقال مقاتلون اسلاميون تابعون لجبهة النصرة انهم سيطروا على مساحات واسعة من الأراضي في جبل الزاوية، محافظة إدلب، في عطلة نهاية الأسبوع، وتوجهوا الى المناطق التي يتواجد فيها "الثوريين" الذين تدعمهم الولايات المتحدة.
"حركة حزم" الجماعة المتمردة السورية التي كانت مدعومة في الماضي من قبل الولايات المتحدة هي الوحيدة التي ادانت الضربات الجوية الاميركية على سوريا، والمنظمة التي تلقت شحنة اسلحة تتضمن صواريخ مضادة للطائرات قالت ان الضربات الجوية هي "هجوم على السيادة الوطنية"، ورات ان الهجمات تعزز نظام الرئيس بشار الاسد.
هذه التعليقات جاءت في بيانعممته المجموعة على الانترنت ونشرت الترجمة بالإنجليزية عل تويتر. العديد من الخبراء السوريين، بما في ذلك تشارلز ليستر في مركز بروكنجز، يعتقدون بان الوثيقة اصلية. على الرغم من الترويج بان "حركة حزم" انضمت الى القاعدة. في سبتمبر، قالت "الديلي بيست" بان "حركة حزم" أدانت الهجمات الجوية الأميركية على جبهة النصرة وداعش واضافت:
قبل البيان الرسمي كانت هناك علامات على ان "حركة حزم" بدلت تحالفاتها في سوريا مما يتعارض مع سياسات الولايات المتحدة الاميركية، في أوائلسبتمبرقال مسؤول"حركةحزم" للوس أنجلوس تايمز: "نحن كمؤسسةعلمانية نخشى جبهة النصرة لأنها تذهب لمحاربتنا… ولكن جبهة النصرة لا تقاتلنا، فنحن نقاتل معهم".
الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل…القوة الجوية "للدولة الإسلامية"
يجب على حلفاء سوريا اتخاذ جميع التدابير اللازمة لعدم قيام منطقة حظر جوي فوق سوريا، لأنها غير قابلة للتحقيق من الناحية السياسية، والاستراتيجية ومن الناحية التكتيكية أيضا. الفشل في سوريا سيفتح الباب امام فيضان إرهابي وحروب بالوكالة على إيران، ثم روسيا والصين.
العالم على استعداد لاستخدام مثل هذه التكتيكات لإنجاز هدف الفتح العالمي. كما هو الحال في ليبيا المتطرفون يعملون تحت راية الامتيازات الإقليمية لتنظيم القاعدة بما في ذلك الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة. تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على حد سواء يعمل علنا تحت راية"الدولة الاسلامية"، فهل سيدعم حلف شمال الاطلسي المتطرفين للوصول الى السلطة في جميع أنحاء سوريا. الهدف ليس مجرد خراب سوريا، فالقوى الغربية تهدف الى استخدام سوريا كنقطة انطلاق لشن حربها على إيران وحزب الله في لبنان، ثم توجيه مرتزقة الناتو نحو شمال شرق روسيا وبعد ذلك الصين.
ولهذه الغاية، فإن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي – وفي المقام الأول تركيا – وكذلك إسرائيل، كان لهم يد في الصراع السوري فقدموا الأسلحة والمساعدات والمعدات، وحتى المساندة الجوية لتنظيم القاعدة في محاولتهم للإطاحة بالحكومة السورية.
وكما حدث في ليبيا تنظيم القاعدة كان مغطى بأولئك الذين اطلق عليهم صفة "المتمردين المعتدلين" و "العزل" "المحتجين المؤيدين للديمقراطية".
وفقا للتقديرات فان الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل وشركائهم الإقليميينانشئوا عمدا الفصائل التابعة لتنظيم القاعدة في مختلف أنحاء المنطقة للقتال.
مقترح "فرض منطقة حظر جوي" هو غطاء لحماية تنظيم القاعدة مباشرة ومنع القوة العسكرية الفعلية الوحيدة في المنطقة –أي الجيش السوري- من محاربة تنظيم القاعدة، والقضاء عليه في النهاية داخل حدوده وعبر المنطقة.