عن أي بلال الحسن نكتب؟
معن بشور
أن يأتيك خبر رحيل الكاتب الكبير بلال الحسن في مهجره، الرابع او الخامس في باريس بعد ان غيبّه عنا المرض لعدة سنوات، تحتار فيما تقوله عنه في لحظة وداعه.
أم تتحدث عن بلال الحسن الصحافي الكبير الذي عرفته أهم الصحف والمجلات العربية منذ ستينات القرن الماضي ك “الحرية” و”المحرر” و”السفير” ثم “اليوم السابع” التي شكلت في ثمانينات القرن الفائت واحدة من أهم المجلات العربية في المهجر والتي ضمت بعض أبرز الكتّاب والصحفيين ناهيك عن كبار المبدعين والأدباء العرب، خصوصاً حين ضاقت بلادنا بأقلامهم المعبّرة، وحين ضاق الحكام بالرأي الآخر حتى ولو كان مفيداً لهم في إدارة شؤون بلادهم.
أم تتحدث عن بلال الحسن الكاتب الفلسطيني اليساري الذي جمع بين الموضوعية في التحليل والالتزام في الموقف، بين الصراحة في التعبير واعتماد المهنية في الأسلوب، فشق وهو الفلسطيني طريقه الصحفي بين أبناء امته من منابر عدة في دمشق وبيروت وصولاً الى باريس التي أراد من خلال إطلاق مؤسسة “الاندلس الجديد” لك يجدد امجاد أمته عبر كلمات تخرج الى النور بكل أسبوع في “اليوم السابع” من باريس.
ام تتحدث عن بلال الحسن العروبي واليساري الذي نشأ في عائلة من المتميزين المنتمين الى مدارس فكرية وسياسية متنوعة من حركة الاخوان – الاخوان المسلمين التي كان شقيقه الراحل علي الحسن واحدا من وجوهها البارزة او في حركة (فتح) التي كان الراحلان الكبيران خالد الحسن وهاني الحسن من قادتها المميّزين، فنشأ بلال في عائلة تجمع بين التنوع الفكري والسياسي وبين فلسطين كبوصلة ما اختارها فلسطيني أو عربي، او حر في العالم وأخطأ في خياره….
بلال المتفوق في مهنته، المتألق في مسيرته، الموضوعي في تحليلاته، والوحدوي في نهجه لم يكن مجرد قلم له شأنه في الصحافة العربية فحسب، بل كان مدرسة في الصحافة الملتزمة، وفي الالتزام الوطني والعربي والاممي…
رحم الله بلال الحسن، ورحم الله كل شهداء فلسطين والأمة والعالم الذين يجسدون اليوم حلم بلال الحسن ورؤيته الفكرية في “طوفان الأقصى” وقد نام وهو الصديق الدمث الهادئ المتدفق حيوية وعطاء مرتاح الضمير حريصاً على الثوابت امينا على المقاومة التي كان واحدا من فرسان الثقافة والاعلام اللامعين. في ميادينها.
2024-08-11