عملية الاقتراع تفتح شهية بارزاني للعودة إلى “العراق المصغر”!
كركوك تغلي على صفيح الانتخابات المحلية
تُعتبر كركوك عراقا مصغرا نظرا لما تحتويه من تنوع بالمكونات الموجودة فيها، حيث تضم أحزابا عربية وتركمانية وأخرى كردية، وهو ما يجعل الصراع فيها يحتدم مع قرب كل مناسبة سياسية، ليس فقط خلال الانتخابات، بل جميع المحافل الاخرى، وهو ما ظهر بشكل واضح في الفترات السابقة حينما أراد الحزب الديمقراطي الكردستاني الرجوع الى مقر العمليات المتقدم في المحافظة، وما حصل من ازمة محلية هناك أودت بسقوط عدد من الضحايا والاصابات حينما لعبت بعض العصابات الكردية على وتر الفتنة وحاولت تأجيج الوضع بالمدينة، الا أن القوات الامنية الاتحادية تمكنت من اخماد التصعيد واعتقال المتسببين بما حصل هناك من عمليات تخريب وتحريض.
ولغاية يومنا هذا تضم كركوك العديد من المناطق التي صنفها الدستور ضمن المادة 140، والتي تسمى المناطق المختلف عليها، وما تزال محط جدل وخلاف فيما يخص المكونات في المدينة والحكومة المركزية في بغداد التي تعمل على حل جميع الاشكاليات في كركوك، وبعد غياب دام أكثر من عشر سنوات لانتخابات مجالس المحافظات، عادت الان هذه العملية لترى النور، والتي حُدد موعد إجرائها في الثامن عشر من شهر كانون الاول القادم الا أن اسبابا عدة قد تعيق اكمالها في كركوك، منها الوضع الامني المتوتر خاصة مع بدء الدعاية الانتخابية وإقدام بعض الاطراف على تمزيق صور المرشحين، بالاضافة الى محاولات بارزانية للعودة الى المحافظة من باب هذه الانتخابات وتزوير النتائج لصالحهم.
أضف الى ذلك الصراع الكردي المحتدم الان بين الاحزاب الحاكمة في اقليم كردستان، وخاصة بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين، هو ايضا له انعكاساته على ما يجري من تأجيج للوضع في كركوك، بالتالي يبحث كل من هذه الاطراف عن توسيع نفوذه خاصة بعد الانقطاع الطويل لهذه الانتخابات، وكركوك هي الفرصة الاقرب لتحقيق هذا الطموح، الذي قد يصطدم، مع رغبة الاحزاب العربية والتركمانية التي تنتظر هذه الفرصة على أحر من الجمر بعد التفرد بالسلطة الذي عانت منه خلال سيطرة الحزب الديمقراطي والبيشمركة في كركوك، حيث عملت على تكريد المنطقة واستخدام الاساليب الدكتاتورية في السلطة، والتفرد بالقرارات.
وحول هذا الامر يقول عضو مجلس النواب عارف الحمامي في حديث لـ”المراقب العراقي” ان “التجاذبات الحاصلة في كركوك ما بين الاحزاب السياسية هناك ستجعل التنافس النوعي مهما جدا وتحفز ابناء كركوك للظهور الى الانتخابات، وستكون مشاركتهم فاعلة وهو ما سيجعل التنافس قويا جدا”.
واضاف ان “القضايا التي حصلت خلال الفترة الماضية في كركوك ستكون لها انعكاسات ايجابية من حيث تحفيز أبناء المدينة”، مشيرا الى ان “الاحزاب الكردية لا توجد بشكل منفرد في المحافظة بل تشاركها ايضا الاحزاب العربية والتركمانية وكذلك المفوضية العليا بالتالي فرضت آليات محكمة ومراقبين للأحزاب والمكونات في المدينة تمنع اي نية للتلاعب بأصوات الناخبين”.
وفي السياق يقول عضو ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي خلال حديثه لـ”المراقب العراقي” ان “المكون الكردي وغيره يحق لهم المشاركة بالانتخابات التي هي حق للجميع”.
واضاف ان ” المفوضية العليا للانتخابات اتخذت الكثير من اجراءات الحيطة والحذر لمنع اي تلاعب او اختراق للانتخابات، وهذه الاجراءات الاحترازية نتمنى ان تكون وافية وكافية لضمان انتخابات نزيهة”، مستدركا “ننتظر التطبيق الحقيقي لهذه الاجراءات على ارض الواقع من قبل المفوضية ووزارة الداخلية ايضا ومدى حمايتها لمراكز الاقتراع والكشف عن عمليات التزوير التي قد تحدث”.
وفي رده على سؤال يتعلق بارتباك الوضع الامني في كركوك خلال الانتخابات عبر تمزيق اللافتات للمرشحين اكد المطلبي ان “القوات الامنية لاحقت ممزقي الدعايات وضبطت العديد منهم وهذه العمليات الطفولية لا يمكن لها ان تعيق عملية انتخابية على مستوى العراق”.
يُذكر أن الحكومة العراقية حددت الثامن عشر من الشهر المقبل موعدا لانتخابات مجالس المحافظات، التي تأتي بعد انقطاع طويل دام أكثر من 10 سنوات متواصلة.
المراقب العراقي/ سيف مجيد..
2023-11-14