علاقة صفقة القرن بالحرب الحالية!
حمود النوفلي
كما يعلم الجميع أن أمريكا بقيادة ترامب وكوشنير وضعوا ما يسمى بصفقة القرن وقد تم إقناع الدول العربية بالترغيب والترهيب في قبولها، أو كما يسمى بالعصا والجزرة،وخاصة الدول الكبرى ودول الطوق كونها جزء من صفقة القرن،
تفاصيل الصفقة لم تعد سرية وأصبحت واضحة وضوح الشمس، وعقد مؤتمر البحرين الاقتصادي لتدشينها وحضرته أغلب الدول العربية،
وكان ترامب شخصية حدية وجدية لا يجامل ويهدد من يرفض خطته بالعقوبات الاقتصادية أو السياسية أو بتحريك المعارضة ضد أي دولة ترفض تعليماته ويلوح حتى بالتهديد العسكري، وفي المقابل يعرض 50 مليار كمغريات وتعويضات ومصالح اقتصادية وتعاون عسكري حتى يتم القبول والتنازل،
وللأسف الشديد تمت الموافقة سرا أو جهرا من أغلب الدول العربية، فقبلت بعضها وهي مكرهة وبعضها لاعتبارات مصالحها الشخصية.
وتفاصيل الصفقة تتضمن شطب حق العودة لعشرة ملايين فلسطيني في الخارج، والتنازل عن القدس كعاصمة لفلسطين والاكتفاء بمدينة أبو ديس، والسماح لليهود بالصلاة في الأقصى،وربط غزة بالضفة بنفق أو جسر، وجعل سيناء منطقة تجارية حرة يعمل فيها أهل فلسطين وتبقى شكليا تحت حكم مصر، وتسليم غور الاردن للمراقبة الامنية للكيان وإنهاء المطالبة بأراضي 48 و67 وعدم السماح بقيام دولة فلسطينية وإنما سلطة تدير هذه المناطق وتكون منزوعة السلاح وبدون ميناء،والاعتراف بدولة الكيان الغاصب كدولة يهودية ووجوب إقامة علاقات معها والتطبيع معها من كل الدول العربية،والشرط الأهم والأخطر هو نزع سلاح المقاومة وخاصة حركة حماس،
ويا ترى ما هو الالتزام على الكيان، تخيلوا أن عليه ألتزام واحد فقط وهو وقف الاستيطان لمدة 4 سنوات ولو لم يعجبه الالتزام من الفلسطينيين والعرب سوف يواصل قضم الذي حدد من أراضي لفلسطين!!
كل تلك الشروط أعلاه تم تسويتها والقبول بها ولكن الذي أفشل هذه الخطة هو رفض حماس وفصائل المقاومة للصفقة وكذلك عجز أي دولة عربية أو السلطة عن نزع سلاح المقاومة،وهذا شرط أساسي لتوقيع الصفقة وتنفيذها على الواقع.
كذلك من التدابير الإلهية أن أزمة كورونا أشغلت ترامب داخل أمريكا مما تراخى في السير قدما نحو تنفيذ الصفقة كون كل الدول كانت مشغولة بأزمة كورونا،
ثم شاءت التدابير الإلهية أن يذهب عراب هذه الصفقة ترامب وكوشنير بسبب خسارته الانتخابات مما أخر التنفيذ،
خاصة أن بايدن كانت في البداية علاقته متوترة جدا مع المملكة العربية السعودية بسبب قضية خاشقي،واللوبي الصهيو ني في أمريكا كان يدعم ترامب وغير مرتاح لإدارة بايدن لأنه يخشى أن تتوقف صفقة القرن،واللوبي يدعم ترامب لأنه ألغى الاتفاق النووي مع إيران، ثم
بدأت حرب اوكرانيا وتركز كل جهد أمريكا والغرب في مواجهة روسيا وانشغل بايدن عن السير في تنفيذ صفقة القرن،
الآن بايدن مقبل على انتخابات ويخشى أن يذهب دعم اللوبي لترامب فأراد أن يدعم الكيان الغاصب بقوة ليحصل على أصواتهم، وكذلك يرغب أن يوقف طريق الحزام و الطريق للصين فأنشى الممر الهندي الصهيو ني لأوروبا،
فقرار الحرب على غزة متخذ ومعد جيدا من قبل لأجل نزع سلاح المقاومة حتى يتم تطبيق صفقة القرن على الأرض وتوقيع الصفقة في فترة بايدن حتى تكون له داعم في الانتخابات،
وحسب الاخبار المسربة أن الحرب على غزة كانت مقررة في نوفمبر وتكون بشكل مفاجئ باجتياح بري لغزة وذلك لهدفين الأول إنهاء سلطة حماس وقوتها العسكرية وإحضار سلطة على الدبابة الصهيو نية كما حصل في غزو العراق ليتم دعمها وتقويتها وتكون الحارس الخلفي للكيان في القطاع،والهدف الثاني احتلال الجزء الذي به حقول الغاز والتي لم يستطع الكيان استغلالها بسبب وجود المقاومة رغم إبرامه صفقة مع السلطة باستخراجها وإعطاءها نسبة لا تستحق أن تذكر.
لذلك نجد امريكا لها مصالحها في هذه الحرب بإنشاء الممر الهندي الاوروبي والذي سيقضي على طريق الصين،وكذلك سوف تتخلص من قناة السويس و باب المندب،ولها مصلحة انتخابية في دعم اللوبي الصهيو ني،ولها مصلحة أن السرطان الذي زرعته سيبقى هو الحارس لمصالحها في الشرق الأوسط وهو من سيحد من أي وحدة عربية أو أسلامية.
هل خطة دعم الكيان في التخلص من المقاومة تحضى بدعم من بعض الأنظمة العربية؟
لا يحتاج هذا الأمر لعبء إثبات كل ما عليكم تتبع الحسابات الإلكترونية التي تشن حرب شرسة ضد المقاومة وهي معروف ولائها وإنتماءها وبالتالي صار الجميع مندهش من شد حربها على المقاومة وما شماعة استعانة حماس بإيران إلا غطاء ديني حتى تصدق الشعوب وتمشي عليها اللعبة.
السؤال هل سينجح المخطط؟
لن ينجح المخطط بإذن الله لأن المقاومة تنطلق من منطلق أخروي أيماني في الدفاع عن المسجد الأقصى،والله ينصر من ينصره،وسيفشل المخطط بقوة لأن الشعوب والمقاومة أصبحت واعية.
المدين للأقصى/حمود النوفلي
2024-09-29