عقلية اللاعب العراقي تسببت بتراجع حظوظه في الاحتراف العربي!
شهد الموسم الحالي، تراجع أعداد اللاعبين العراقيين في الدوريات العربية، سواءً في الملاعب القطرية أو الأردنية أو الإماراتية، فهل عزوف هذه الأندية عن التعاقد مع اللاعب العراقي لتراجع مستواه أو تفضيل اللاعب المحلي اللعب في الدوري الممتاز للحصول على الأموال؟”.
وتحدث الكابتن إبراهيم سالم للمراقب العراقي قائلاً: ان “هذا الأمر يعد طبيعياً بالنسبة للاعب العراقي، فبين فترة وأخرى تظهر لنا موهبة فذة في الدوري الممتاز، تستحق اللعب في الدوريات العربية وحتى العالمية، لكن بالمقابل هذه الموهبة لا تدوم طويلا بسبب ثقافة اللاعب العراقي وكذلك هبوط عقلية اللاعب العراقي وليس فقط الأمور الفنية التي تتراجع أو تتطور”، مبيناً ان “المثال الحي على هذه الموضوع هو اللاعب أيمن حسين الذي مثل ثلاثة أندية عربية ولم يحقق النجاح مع أي منها وهي الصفاقسي التونسي والجزيرة الاماراتي أو الترجي التونسي، مع العلم ان حسين يعد المهاجم الأول في المنتخب الوطني”.
وأضاف، ان “الفشل في ثلاث محطات عربية يعد فشلاً للاعب وليس هذه الأندية خاصة إذا ما علمنا إن هذه المحطات كانت مختلفة من حيث المستوى والقوة”، مشيراً الى ان “فشل اللاعب العراقي في هذه الدوريات بسبب ان اللاعب المحترف يجب ان يكون مستواه أعلى من مستوى اللاعب المحلي، وهذا يتطلب بذل الكثير من الجهود من اللاعب العراقي وهذا ما لم ينجح به اللاعب العراقي”.
وتابع، ان “الأغلبية من اللاعبين المحليين يفكرون بالجانب المادي أكثر من الاحتراف في الدوريات الاوروبية وكذلك لدينا دليل حي آخر على هذا الفشل، حيث لحظنا وصول علاء عباس ومهند علي الى الدوري البرتغالي الذي يعد من الدوريات الاوروبية المتطور وهي فرصة ناجحة من أجل التطور والوصول الى دوري أقوى حالهم حال محمد صلاح أو رياض محرز، ولكن كان الفشل نصيب اللاعبين بسبب عقلية اللاعب العراقي”.
وأوضح سالم، ان “عقلية لاعبينا المغتربين إذا صح التعبير تختلف كثيرا عن عقلية اللاعب المحلي، لذلك نجد ان اللاعبين الذين يحترفون في الدوري السويدي أو الدنماركي يملكون عقلية محترفة، وهذا سيسهم في المستقبل القريب الى انتقالهم لدوريات أقوى”.
وبشأن عودة اللاعبين الى الدوري العراقي، بيّن سالم، ان “هذا هو الحل الأخير للاعبينا ولا يملكون غيره من أجل مواصلة مشاركته خاصة مع وجود بعض الأندية المحلية تدفع ببذخ لهؤلاء اللاعبين وأغلبية العقود تكون لموسم واحد وهذا ما يسهل من تعاقدهم من الأندية المحلية”.
ونوّه الى ان “الدوري الإيراني من الدوريات القوية في المنطقة وان لاعبينا المحترفين في الدوري الإيراني يملكون فرصة للتطور والانطلاق الى العالمية، ولكن ضعف الاعلام عن الدوري الإيراني صعّب من مهمتنا لمعرفة مستوى اللاعبين هناك ومع نهاية الموسم سنشاهد المستوى الحقيقي لهم سواءً التجديد لهم أو الانتقال الى دوريات أخرى”.
وسجلت الكرة العراقية، سابقة غير مألوفة في عالم الاحتراف الخارجي، بعد عودة مجموعة كبيرة من اللاعبين البارزين إلى الدوري المحلي، وانتهاء تجاربهم العربية بعد فترة قصيرة من التعاقد.
وأثار قرار فسخ المهاجم الدولي أيمن حسين تعاقده مع الرجاء البيضاوي المغربي، تساؤلات كثيرة عن مستقبل اللاعب العراقي بعد تضاؤل فرص احترافه بالخليج أو باقي الدوريات العربية.
ومع عودة حسين إلى معقل ناديه السابق القوة الجوية، أصبح صانع ألعاب قطر القطري بشار رسن ومدافع أبها السعودي سعد ناطق، الثنائي العراقي الوحيد في المسابقات الخليجية والعربية لهذا الموسم.
وشهد الميركاتو الصيفي مفاجآت عديدة، أبرزها مغادرة حسين علي للدوري التونسي بعد الرحيل عن الصفاقسي، لينتقل الى صفوف الشرطة.
واستغنى الشمال القطري عن أمجد عطوان، الذي فضل التوقيع لزاخو، فيما غادر الظهير محمد مصطفى أسوار النصر الإماراتي ليستقر مع نفط البصرة.
وكذلك رحل همام طارق عن معيذر القطري وعاد للقوة الجوية، بينما اختار المهاجم الدولي مهند علي “ميمي” أن يمثل بطل العراق الشرطة بعد نيله بطاقته الدولية من الدحيل القطري.
وانتهت قصة المدافع مصطفى ناظم مع الفيصلي الأردني سريعاً ليعود لتمثيل الزوراء بدوري المحترفين وكأس الاتحاد الآسيوي.
وشهد الميركاتو العراقي، عودة أسماء رنانة إلى الأندية المحلية، لتتراجع أسهم المحترف العراقي في الدوريات العربية.
وبالمقابل، فضلت عناصر بارزة أن تختار الدوري الإيراني محطة لها في عالم الاحتراف، سعياً منها للتنوع في تجاربها، بعيداً عن الكرة العربية والاحتكاك بالمدارس الآسيوية.
وانتقل فهد طالب، وعلاء عباس، وعلي عدنان، وصفاء هادي، ومنتظر محمد، وعلي يوسف إلى أبرز الأندية الإيرانية.
وتعود أسباب تراجع فرص الاحتراف للاعب العراقي عربياً وخليجياً، لعدم تأقلمه وغياب الانسجام، علاوة على الاختيار الخاطئ الذي وضع أكثر من نجم عراقي بدوامة التخبطات الفنية والإدارية كما حصل مع أيمن حسين مع الرجاء، وحسين علي مع الصفاقسي.
المراقب العراقي/ صفاء الخفاجي..
2023-10-09