عشرون عاماً حافلة بالعطاء الأكاديمي وخدمة طالبي العلم والمعرفة!
د. كاظم المقدادي*
تحتفل الأكاديمية العربية في الدنمارك في هذه الأيام بمرور عشرين عامًا على تأسيسها، مواصلة مسيرتها الرائدة المؤكدة لمكانتها كصرح أكاديمي رصين ومتميز في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، متحطية صعوبات كثيرة بإصرار وعزم وتعاون مشترك حثيث من قبل جميع منتسبيها، أساتذة وطلبة وإدارة.
يُشهدُ للأكاديمية سعيها الدؤوب منذ انطلاقتها عام 2005 إلى توفير بيئة تعليمية متقدمة للناطقين بالعربية في أوروبا والعالم، معتمدة على التعليم الإلكتروني كوسيلة حديثة لنقل المعرفة، وتجاوز برامج التعليم القديمة، الى جانب الحواجز الجغرافية. وتحولت من مجرد مشروع أكاديمي، الى حلم عربي تحقق في قلب أوربا، مانحاً فضاءً علمياً حراً ومؤاتياً للطلبة الراغبين جدياً بمواصلة تعليمهم العالي بعد ان إنقطعوا عنه لأسباب خارجة عن إرادتهم..
الهيكل الأكاديمي والتخصصات
تضم الأكاديمية ست كليات رئيسية، تشمل: 1- كلية القانون والسياسة، 2- كلية الإدارة والاقتصاد، 3- كلية الآداب والتربية، 4- كلية الإعلام والاتصال، 5 – كلية العلوم الطبية المساعدة، 6- كلية الدراسات العليا والبحث العلمي
وتقدم هذه الكليات برامج دراسية متنوعة تغطي مجالات متعددة، مثل القانون، العلوم السياسية، إدارة الأعمال، إدارة البيئة، المحاسبة، الفلسفة، الإعلام والإتصال، الصحة العامة، والتغذية العلاجية، مما يسهم في تلبية احتياجات الطلاب الأكاديمية والمهنية.
الهيئة التدريسية
تفتخر الأكاديمية بهيئة تدريسية متميزة، حيث يضم الكادر الأكاديمي أكثر من 100 أستاذ وأستاذة، معظمهم من حملة شهادة الدكتوراه، ويشغل العديد منهم مناصباً أكاديمية مرموقة. وتُعرف هذه الهيئة بالكفاءة العلمية والخبرة التدريسية، والإلتزام بتقديم تعليم عالي الجودة للطلاب. وهذا ما تأكدت منه المؤسسات والمنظمات الأكاديمية المعنية، الدنماركية والعربية والدولية.
التعليم الإلكتروني والتقنيات الحديثة
اعتمدت الأكاديمية منذ تأسيسها على التعليم الإلكتروني كوسيلة رئيسية للتدريس، مستخدمة منصات مثل Skype في بداياتها، وتطورت لاحقًا لاستخدام أدوات أكثر تقدمًا مثل Zoom وفق برامج التعليم الرائدة والتجارب العالمية الناجحة، التي تتيح للطلبة،حيثما يكونوا، حضور المحاضرات والمشاركة الفاعلة في النقاشات، بما يعزز من فرص التعلم والتفاعل الأكاديمي، تبنياً لمبدأ إرتكاز التعليم العالي الحقيقي ليس على الإصغاء فقط، وإنما على الحوار المفتوح وتبادل الآراء بما يثري الموضوع المطروح.
المكتبة الرقمية والصوتية والمصادر التعليمية
توفر الأكاديمية مكتبة رقمية وصوتية غنية بالموارد التعليمية، تشمل الكتب الدراسية، المحاضرات المسجلة، الأبحاث العلمية لطلبة الدراسات العليا.جميع هذه الموارد متاحة للطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية، مما يدعم العملية التعليمية ويعزز من جودة التعليم.
علماً بان الأكاديمية العربية في الدنمارك هي الوحيدة من بين الجامعات التي وضعت مكتبتها الرقمية والصوتية، وتسجيلات المحاضرات، ودفاع طلبة الدراسات العليا عن أبحاثهم، ومناقشتها علناً، أمام كل من يرغب بالإطلاع عليها.وبذلك يُسجل للأكاديمية مساهمتها في نشر العلم والمعرفة، وإرشاد طالب البحث العلمي الشاب الى طريق البحث العلمي السليم.
إغناء للتجربة
لا نغالي إذا قلنا بأن تجربة الأكاديمية العربية في الدنمارك أغنت عملياً تجارب التعليم الألكتروني، من خلال تطوير العديد من الإجراءات الروتينية اليومية، والدروس، والأشراف، والمتابعة، وتقديم البحوث المتنوعة،عن طريق شبكة الأنترنيت، التي كسرت حاجز المسافات الجغرافية، مهما كانت بعيدة، حيث ينتسب للأكاديمية طلبة في دول عديدة، ومنها:العراق، الكويت، سوريا،السعودية، مصر، قطر ،السودان ، ماليزيا،الدنمارك،السويد، فنلندا،النرويج، وغيرها، مثلما لدىيها أساتذة في العديد من دول العالم، يُحاضرون ويتابعون طلبتهم من هناك.
الاعترافات الأكاديمية والتعاون الدولي
حصلت الأكاديمية على اعترافات من مؤسسات أكاديمية مرموقة، ذات علاقة، مثل الاتحاد الدولي للجامعات، اتحاد الجامعات العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
كما أبرمت أكثر من 40 اتفاقية تعاون وتؤمة مع جامعات عربية وأوروبية، مما يعكس التزامها بالتعاون الأكاديمي وتبادل الخبرات.
المجلة العلمية المحكمة
تصدر الأكاديمية مجلة علمية محكمة نصف سنوية بإسم” المجلة العلمية للأكاديمية العربية في الدنمارك”، تحمل الرقم الدولي: ISSN: 1902-8458، وتُعد منصة لنشر الأبحاث والدراسات في مجالات متعددة.وقد إستقطبت مساهمات أكاديميين وباحثين من مختلف الدول، مما يعزز من مكانة الأكاديمية في المجتمع العلمي.
وقد صدر من المجلة لحد الآن 34 عدداً والعدد الـ 35 سيصدر في تموز/ يوليو القادم.. وقد نشرت للعشرات من أساتذة الأكاديمية، ومن الباحثين العرب، مجموعة طيبة من البحوث والدراسات، باللغتين العربية والأنكليزية، في شتى الأختصاصات, ومنها: بحوث بالعلوم: الإقتصادية، السياسية، القانونية، الإجتماعية، في الإدارة، التربية والتعليم، الإعلام والإتصال ، الصحة والبيئة، الفسلفة، الآدب، المسرح، الفنون، وغيرها. فمثلت مصادر علمية لا غنى عنها.
المركز الإعلامي والأنشطة العلمية والثقافية
يُعد المركز الإعلامي في الأكاديمية منصة نشطة لتنظيم الفعاليات العلمية والثقافية، مثل برنامج “بصمة نجاح”، الذي يستضيف شخصيات أكاديمية بارزة لمشاركة تجاربهم. كما ينظم المركز محاضرات وندوات تناقش قضايا معاصرة وساخنة تهم المجتمع الأكاديمي والعام.
الخريجون والإنجازات
يفتخر العديد من خريجي الدراسات العليا في الأكاديمية بتقلدهم مناصب أكاديمية وبحثية مرموقة في بلدانهم، مما يعكس جودة التعليم والتأهيل الذي تقدمه الأكاديمية. وتُعد هذه الإنجازات شهادة على التزام الأكاديمية بتخريج كوادر مؤهلة تسهم في تطوير مجتمعاتهم.
ختاماً :
تُعد الأكاديمية العربية في الدنمارك نموذجًا ناجححا للتعليم العالي عبر الدراسة عن بعد/ ألكترونياً، الموجه للناطقين بالعربية في المهجر، جامعة بين الجودة الأكاديمية والتقنيات الحديثة والتعاون الدولي.
وبهذه المناسبة العزيزة لابد من كلمة شكر وعرفان وتقدير لكل من ساهم في مسيرة الأكاديمية، من مؤسسين وأساتذة وطلبة وإداريين. ولكل من سعى حثيثاً لدعم وتعزيز التزامها المستمر بتقديم تعليم عالي الجودة وخدمة المجتمع العلمي.
هذا وستقيم الأكاديمية حفلآ بالمناسبة يوم الأحد 11/5/2025 في الساعة اليابعة مساء بتوقيت الدنمارك
Join Zoom Meeting
https://us06web.zoom.us/j/3128419918?pwd=n3eRDQEgnT80HbebtekY7lvRtpE8uH.1&omn=84253120701
Meeting ID: 312 841 9918
Passcode: 111222
مع خالص التمنيات بالتوفيق والمزيد من النجاحات الأكاديمية !
الحوار المتمدن”
2025-05-09