عدوان ثلاثي على اليمن!
ميلاد عمر المزوغي
كنا نعتقد ان حرب التحالف العربي على اليمن في 25 مارس2015, والتي استمرت لثمان سنوات بمساعدة امريكا وغيرها, ان تعيد الرشد لزعماء السعودية والامارات ومن والاهم من العرب المطبعين ,لأنها وبكل المقاييس كانت حربا خاسرة لهم, حاربوا دولة فقيرة لكنها صمدت وقامت بدحرهم, واتكلت على نفسها فقامت بتطوير الاسلحة, التي كانت تحصل عليها من ايران او روسيا, وربما من بلدان اخرى لا نعلمها, ولكن التحالف العربي الغربي يعلمونها جيدا ,استطاعت اليمن ان تبني قوة عسكرية صاروخية مجنحة وفائقة السرعة وطائرات مسيّرة طالت الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين, والتي تبعد مالا يقل عن الالفين كيلومتر, نصرة لأهل غزة, بعد ان خذلها الحكام العرب, لأنهم مطبعون مع الكيان ويسعون الى الحفاظ عليه ونصرته, فقاموا خدمة له بالتصدي للصواريخ اليمنية القاصدة الارض المحتلة, كما قاموا بإمداده بالمؤن برا من دول الخليج مرورا بالسعودية والاردن لان البحر الاحمر اغلق في وجه السفن القاصدة الكيان المحتل.
يذكرنا هذا العدوان الثلاثي بما جابهته مصر ما عرف بحرب 56من قبل بريطاني وفرنسا والصهاينة بسبب تأميم قناة السويس, الاعداء آنذاك لم يكن بينهم بلد عربي لان الحكام حينها بمن فيهم الخانعين كانوا يخشون شعوبهم التي بإمكانها ان تقلب الطاولة عليهم حيث المد الشعبي العربي لزعامة عبد الناصر.
بسبب نصرة اليمن لغزة قامت امريكا وبريطانيا بعديد الغارات الجوية التي طالت المدنيين وممتلكاتهم, لأجل ترويض اليمن وثنيه عن قيامه بدوره الاخوي تجاه الغزاويين. الذين يتعرضون لإبادة جماعية على مرأى ومسمع العالم الذي يدعي مساندة حقوق الانسان وحق الشعوب المستضعفة في تقرير مصيرها.
بعد ان اخرست كل الاصوات المساندة لغزة على مدى عاما كاملا ,لأسباب متعددة, وخنوع كل الحكام العرب بل السير في ركب الذل والمهانة وحرمان شعوبهم من التظاهر ,لم يبق الا الصوت اليمني المزلزل, ربما لم يسبق لأي بلد عربي ان واجه امريكا ليس فوق ارضه, بل في عرض البحر الاحمر,استهدف حاملة الطائرات الامريكية واجبرها على التراجع والابتعاد عن مرمى الصواريخ والطائرات المسيرة.
حرب مكثفة تشنها امريكا والصهاينة لكنها لم تفت من عضد اليمنيين, لكن المخزي ان تشارك معها السعودية الى جانب الصهاينة المغتصبين لبيت المقدس المنكرين لحق الشعب الفلسطيني العيش فوق ارضه المعترف بها دوليا بعزة وكرامة المستمرين في ابادة الفلسطينيين على مدى 19 شهرا, السعودية تعلم ان كافة مناطقها تقع في مدى الاسلحة اليمنية المتطورة, بما فيها مناطق انتاج وتكرير وتصدير النفط, السلعة الوحيدة التي تعتمد عليها ميزانيتها.
الحرب على اليمن لن تكون سهلة بل ستكون مدمرة لقوى العدوان الامريكي الصهيوني ومن والاهم من الحكام العرب الذين اداروا ظهورهم للقضية الفلسطينية وان منطقة الخليج العربي ستكون ساحة صراع دولية والخاسر الاكبر هم الحكام العرب المنبطحين الاذلاء ,ستسقط عروشهم وتتهاوى ,ويكون مصيرهم مثل شاه ايران والفلبيني ماركوس.
ربما يريدون جر ايران الى المعركة عندها ستكون القيامة لحكام الخليج مجتمعين.
2025-04-17