عدوان الكيان؟ نصر الله يقترب من إشعال حربٍ متعددة الجبهات..
إيران أقامت القواعد العسكريّة المتطورّة والعائمة بالبحر
…الرئيس الأسد واثقٌ وسماحه للإيرانيين بضرب إسرائيل يزيد التوتّر

زعم قائد شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال أهارون حليفا، ليلة أمس الاثنين، زعم أنّ السيّد حسن نصر الله، الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ، يقترِب من ارتكاب خطأ إستراتيجيٍّ، والذي من شأنه أنْ يؤدّي لإشعال المنطقة وفتح مواجهة متعددة الجبهات ضدّ إسرائيل، على حدّ قوله.
وأشارت صحيفة (هآرتس) العبريّة، التي نقلت التصريح، إلى أنّ أقوال الجنرال الإسرائيليّ وردت ليلة أمس الاثنين خلال مؤتمرٍ عُقِد في جامعة (رايخمان) في مدينة هرتسليا، شمال تل أبيب.
وتابع رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة قائلاً إنّ “الفدائيّ الذي تمّ إرساله من قبل (حزب الله) اللبنانيّ في شهر آذار (مارس) الفائِت، لتنفيذ عمليةٍ في مفترق مجّدو، بالقرب من جنين، داخل ما يُسّمى بالخّط الأخضر، ليس حادُثًا عابِرًا”، طبقًا لأقواله، في إشارة إلى أنّ (حزب الله) يُخطِّط لتنفيذ عملياتٍ أخرى ضدّ إسرائيل داخل الخّط الأخضر.
علاوة على ما جاء أعلاه، شدّدّ الجنرال حليفا على أنّ موضوع الثقة بالنفس التي يُبديها الرئيس العربيّ-السوريّ، د. بشّار الأسد، والتي خرجت إلى حيِّز التنفيذ في سماحه للإيرانيين بإطلاق مسيرّةٍ بدون طيّارٍ من الأجواء السوريّة إلى الأجواء الإسرائيليّة، يُساهِم أيضًا إلى حدٍّ كبيرٍ في إشعال الشرق الأوسط، على حدّ أقواله.
وتطرّق رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة في جيش الاحتلال في أقواله أيضًا إلى البرنامج النوويّ الإيرانيّ، وقال في هذا السياق إنّ التقدير السائد لدى أجهزة المخابرات المُختلِفة في الكيان تؤكِّد أنّ إيران وحتى هذه اللحظة لم تتخِّذ قرارًا فيما يتعلّق بإنتاج القنبلة النوويّة، علمًا أنّ إسرائيل تزعم مرارًا وتكرارًا أنّ القرار كان وما زال وسيبقى مرهونًا بالمرشِد العام، أيّة الله خامنائي، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ التقديرات الإسرائيليّة تُشير إلى أنّ القرار سيتخّذه المرشِد الحالي، أوْ الرجل الذي سيخلفه في منصبه، طبقًا لأقواله.
وكما جرت العادة في إسرائيل، فقد أطلق الجنرال حليفا التهديدات الممجوجة والمكررة وقال إنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ بات جاهزًا وحاضرًا للتعامل بقوّةٍ مع كلّ تهديدٍ، وأنّه سيعمل بكلّ ما أوتي من قوّةٍ للمُحافظة على الهدوء في منطقة الشرق الأوسط، كما قال.
من ناحيته، قال وزير الأمن الإسرائيليّ، الجنرال بالاحتياط يوآف غالانط في المؤتمر عينه، إنّ الكيان بات يشعر ويرى تحرّكات مكثفّةٍ من قبل الحرس الثوريّ الإيرانيّ لتحويل سفنٍ تجاريّةٍ إلى ما أسماها بالقواعد العسكريّة “الإرهابيّة” العائمة، مُشدّدًا في ذات الوقت على أنّ السفن التي يجري الحديث عنها مُعدّةً لنقل الأسلحة والعتاد العسكريّ من جميع الأنواع، الطائرات الصغيرة دون طيّارٍ، صواريخ من أنواعٍ مختلفةٍ، وبالإضافة إلى ذلك، أكّد وزير الأمن الإسرائيليّ، فإنّ الحرس الثوريّ يُعِّد هذه السفن لنقل قوّاتٍ من الكوماندوز، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح وزير الأمن أنّ الهدف الإيرانيّ من هذا التطوّر يكمن في إقامة قواعد عسكريّةٍ بعيدةٍ عن أراضيها أوْ المياه الإقليميّة التابِعة لها، زاعمًا إنّ إحدى هذه السفن تمّ رصدها في الآونة الأخيرة في (خليج عدن) بالقرب من (باب المندب)، وأضاف أنّ الحديث يجري عن سفنٍ متطورّةٍ، وأنّ نشرها وتفعيلها يتِّم تنفيذًا لسياسةٍ إيرانيّةٍ مدروسةٍ بعنايةٍ فائقةٍ من قبل طهران، والتي تهدِف إستراتيجيًا للتهديد على الخطوط المائيّة إنْ كانت عسكريّةً أوْ مدنيّةً، وفق مزاعمه.
وتابع غالانط قائلاً إنّ “الخطّة الإيرانيّة لإنشاء معسكراتٍ “إرهابيّةٍ” عائمةٍ هي عمليًا استمرارًا للإرهاب البحريّ الذي تُمارِسه الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في الخليج وفي بحر العرب، وأنّ إيران تعمل على توسيع “إرهابها” البحريّ إلى المُحيط الهنديّ أيضًا، والبحر الأحمر والبحر الأبيض المُتوسِّط”.
وفي ختام كلمته شدّدّ وزير الأمن الإسرائيليّ على أنّه “توجد ضرورةً واضحةً وسريعةً لإنشاء حلفٍ إقليميٍّ لمُواجهة الإرهاب الإيرانيّ، الذي يُدافِع عن مصالِح الدول المُختلِفة، فيما سيُواصِل الجيش الإسرائيليّ وحده “علاج” الساحات الأخرى، برًا وبحرًا وجوًّا، والتي تُشكِّل تهديدًا على الأمن القوميّ للدولة العبرية”، كما قال.
الناصرة-“رأي اليوم” زهير أندراوس
2023-05-23