«سماء تل ابيب… ستكون مختلفة كليا في الحرب المقبلة مع «حزب الله»…
هذه السماء لن تكون مألوفة للاسرائيليين، ستُمطر السماء بمئات الصواريخ التي ستتساقط في يوم واحد»، هذا ما «يُبشّر» به محلل عسكري اسرائيلي، وهو يتحدث عن توقعاته لحرب مقبلة مع «حزب الله»، لن تُعطي النتائج التي يتوقعها جنرالات الحرب الاسرائيليون.
عند تخوم مزارع شبعا اللبنانية المحتلة في الجنوب اللبناني، يُسمع بوضوح دوي الانفجارات التي تجري خلال المناورات الاركانية الاسرائيلية التي تتصاعد اعتبارا من اليوم الاثنين وحتى يوم الخميس، ضمن برامج المناورات التي يُجريها الاحتلال الاسرائيلي، في اطار الاستعدادات وفحص الجهوزية لخوض اي حرب مقبلة مع «حزب الله»، وهي مناورات ستلحظ عمليات عسكرية في البر والبحر والجو وتتركز عند الجبهة الشمالية المتاخمة لجنوب لبنان والجولان السوري.. ووفق الاوساط الصهيونية، فان صفارات الانذار ستطلق في عدد من المستوطنات المتاخمة للحدود مع لبنان.
في موازاة ذلك، ينشغل الاعلام الصهيوني، بجداول الارقام المتعلقة بالقدرات الصاروخية لـ «حزب الله»، في احصائية عن الخط البياني لعدد الصواريخ التي يمتلكها الحزب منذ مواجهته للعدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز العام 2006، وقد اورد موقع القناة الثانية في تلفزيون العدو واحدة من الاحصائيات التي يتداولها الاعلام الاسرائيلي، وفيها ان «حزب الله» كان يمتلك مع اندلاع حرب لبنان الثانية في تموز 2006، من 10 الى 16 ألف صاروخ وقذيفة، 20 بالمئة منها للمدى البعيد، كتلك التي تصل إلى حيفا وإلى الخضيرة، ويزعم انه بفضل معلومات إستخبارية، نجح سلاح الجو الإسرائيلي بتدمير معظم الترسانة التي تصل إلى مدى بعيد في الـ 30 ساعة الأولى من الحرب.
من بين الصواريخ التي استخدمها «حزب الله» في الحرب كانت قذائف صاروخية هجومية، منها زلزال، فجر5، وصواريخ c-80، وكذلك صواريخ دفاعية من سلسلة SA.
«حزب الله» استخدم خلال الحرب 24 – 30 منصة إطلاق صواريخ وقذائف، القادرة كل واحدة على حمل 14 صاروخًا في الوقت المتاح.
في نهاية الحرب بقي لدى «حزب الله» حوالى 7000 صاروخ وقذيفة فقط!، واعترف التقرير انه على الرغم من الضربة التي تلقاها «حزب الله» في الحرب، لكنه تمكّن في العقد المنصرم من التزود بالأسلحة مجددًا، ويقول : ان اسرائيل رجّحت في تشرين الثاني الأخير نجاح «حزب الله» بتخزين حوالى 150 ألف صاروخ وقذيفة من أنواع مختلفة، يصل بعضها الى وسط النقب في فلسطين المحتلة، والى ما بعدها ايضا، وهو يسعى الى شراء صواريخ ارض ـ جو وارض بحر من نوع «ياخونت» التي من شأنها ان تغير قواعد الحرب تماما، كما تعززت بشكل كبير قوات المشاة التي تبلغ حوالى 50 ألف مقاتل، منهم 15 ألف في وحدات نخبة.
وفي وقت يزعم نائب قائد المنطقة الشمالية في الحرب السابقة اللواء في الإحتياط عضو الكنيست آيال بن روبن بالقول : أن هذه المرة سيكون هناك حاجة لهزيمة «حزب الله» بشكل قاطع، يؤكد المعلق السياسي للاذاعة، ان «حزب الله» تطوّر كثيرًا مقابل تعاظم قوة الجيش الإسرائيلي، وهناك إجماع في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية أن الحرب المقبلة والأضرار وتقدير الإصابات في الجبهة الداخلية لن تكون مشابهة بأيّ شكل من الأشكال للحروب السابقة، التقديرات تشير إلى أن منظومة «القبة الحديدية» بإمكانها توفير حماية محدودة، ولن تتمكن من اعتراض أكثر من 120 صاروخًا، بحسب قائد الجبهة الداخلية خلال الحرب والذي يشغل اليوم منصب نائب قائد المنطقة الشمالية في الطوارئ اللواء في الإحتياط يتسحاق غرشون الذي قال «إذا تم إطلاق 160 صاروخًا في اليوم باتجاه اسرائيل خلال حرب لبنان الثانية، فإن علينا أن نتوقع تلقّي ما بين ألف إلى 1200 صاروخ يوميًا، وهذا سيكون مشهداً مختلفًا تمامًا عمّا عهدناه، وثمة حاجة إلى أكثر من حماية مادية، سنحتاج إلى مناعة ذهنية.
وما يعزز هذه الحقيقة، ما يقوله قائد تشكيل الجليل السابق العميد موني كاتس : ان التهديد اللبناني لا ينحصر بالصواريخ، فـ «حزب الله» بنى قوة في السنوات الأخيرة، من أجل تنفيذ عمليات عسكرية برية في «أراضينا»، ولكنها ستكون محدودة، «حزب الله» يُخطط بالتأكيد من أجل أن ينفذ هنا خطوات برية وربما سينجح في نقطة هنا أو هناك.
وتزامنا مع الذكرى السنوية العاشرة للعدوان الاسرائيلي على لبنان، والذي انتهى بهزيمة مدوية للاحتلال، ما تزال اصداؤه تتردد في الاوساط العسكرية والامنية والسياسية الصهيونية، فيما يتساءل كبار المحللين الاستراتيجيين الصهاينة، عمن يدرع الآخر… اسرائيل ؟ ام «حزب الله»؟
وفي هذا السياق، تتحدث صحيفة «معاريف» الصهيونية، عن ان قوات «حزب الله» المتمركزة عند الحدود تعمل في الليل والنهار على امتداد الحدود وتقوم بالرصد… ولا يكفي إطلاق التهديدات بأنّنا سندمّر لبنان في حال قام «حزب الله» بهجوم، في جميع الأحوال لا يتعاطون معنا بجدية.
لتحقيق هذه الغاية لا يمكننا ترك زمام المبادرة بأيدي «حزب الله»، لذلك ينبغي على إسرائيل رسم المعركة المقبلة والمُبادرة إليها.
يضاف الى الكابوس الذي يشكله «حزب الله» وترسانته الصاورخية عند صانعي قرار الحرب في الكيان الاسرائيلي، المخاوف من تنامي النفوذ الايراني في المنطقة، وفي السياق، قال رئيس القسم السياسي- الأمني في وزارة الحرب الصهيونية عاموس جلعاد، خلال كلمة له في مؤتمر هرتسيليا الامني : ان التهديد الأكبر على إسرائيل كان ولا يزال إيران، فالتهديد الإيراني لديه القوة الكامنة لان يتحول الى تهديد وجودي، وإن الإيرانيين وافقوا على تأجيل تطوير السلاح النووي لعشر سنوات، لكن البنية التحتية قائمة، وطالما أن (مرشد الجمهورية الايرانية السيد علي) الخامنئي هو المرشد الاعلى، أنا أوصي باتباع النهج السلبي، وبرأيه، فإنّ الإيرانيين يبذلون ما بوسعهم لإرسال سلاح إلى «حزب الله»، زاعما… انهم تحت غطاء الاتفاق هم يطوّرون قدرة صواريخ أرض-أرض لإيران ولـ «حزب الله»، في لبنان يوجد أكثر من مئة ألف صاروخ موجهة نحو الجبهة الداخلية «عندنا»، وهم يعتبرون أن الجبهة الداخلية هي نقطة ضعف لنا، هذا تهديد مركزي يستلزم استعدادا كبيرا للجيش الإسرائيلي واستخبارات ممتازة، ويجب أن لا يخدعنا الهدوء، حتى ولو استمر 15 سنة إضافية، الحافزية الإيرانية عالية على الرغم من المواجهة في سوريا، فإن النظام الحالي يبذل ما بوسعه لإرسال منظومات سلاح إلى لبنان.
2016-06-20
الديار