عبثية جائر.. وإرادة ثائر!
سماهر الخطيب
أتظنُّ أنّكَ عندما أحرقتَني .. وتوزّعت شظايا حِقدِكَ في أشلائي.. وشرَبتَ نخبَ فنائي.. راقصاً كالشيطانِ فوقَ رفاتي.. أتظنُّ بأنّ دباباتك تقتل أطفالي.. وصواريخك قد تخترق جدارَ عقلي.. وقنابل جُبنكَ العنقودية قد تنسفُ روحي..
أتظنُّ أنّك بطغيانك قد طمستَ هويتي.. ومحوتَ بكذبك تاريخي ومعتقداتي..
عبثاً تحاول.. أيّها الجائر.. يا من ابتدعت أفظع الجرائم الإنسانية.. وتفوقتَ على نفسكَ بالعنصرية.. وجرائم الإبادة الجماعية.. ونشر الرعب.. وثقافة الموت..
قد تكسرُ عظامي.. وتزرع دباباتك في أحشائي.. وترمي أحلامي في البحرِ أو الرملِ أو الدمِ.. ولكن.. عبثاً تحاول.. لإفناءِ ثائر.. فأنا فلسطين الأبية.. أنا غزةُ العزة.. ولدتُ من رحمِ الموتِ في رفح وجنين واللدِ والرملةِ ونابلسِ والضفة.. فأنا الطفلُ الثائرُ في عكا والجليل.. والأمُّ الثكلى في حيفا ويافا وصفد والخليل.. فأنا كالشمس قدومي ساطع.. وكالقيامة نصرُ شعبي ذاتَ يومٍ آتٍ..
تسع شهور مضت وما زال في جنوبِ أمتِنا وجــعٌ عظيــم، تسعة أشهر وفــي فلســطين عامةً، وفي غزة ورفح خــاصةً وضعٌ أليم، فيحضرُنا قول أنطون سعاده: “إن أزمنةً مليئةً بالصِّعاب والمحن تمرّ على الأمــمِ الحية، فلا يكون لها خلاص منها إلا بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة”..
نعم، إنها أزمنة صعبة تمر بها أمتنا، فمنذ سايكس ـ بيكو إلى اليوم تكالبت علينا الأمم الكاسرة، وانتزعت قسراً جنوبي أمتَنا بعدما شرذمتنا، ثم راحت تحاول تقسيم المقسّم، فلم يسلم منها لا عراق ولا لبنان، وها هي ذي الشام لا تزال تتشبث بنصرها المحتوم.
ومقاومة شعبنا الفلسطيني المظلوم باتت مقاومة الخير على الشر، وانتصار محور المقاومة انتصار الحق على الباطل. ففي غزة وفلسطين اليوم يُرسم مستقبل العالم بالدم والنار والانتصار الحتمي لشعبنا الفلسطيني، ونصرته انتصار للإنسانية..
2024-06-19