ظلال غزة على الانتخابات الامريكية!
اضحوي جفال محمد*
حالات قليلة في التاريخ الانتخابي الامريكي يكون فيها للشأن الخارجي هذا الحضور، فالمعتاد ان تحتدم المعركة حول الشؤون التي تمس حياة الناخب بشكل مباشر. الان لا نكاد نسمع تصريحاً لأحد المرشحَين يخلو من قضية غزة والحرب الدائرة هناك. فالتحولات في الرأي العام الامريكي والتي عبّرت عنها الاحتجاجات الصاخبة تجعل المرشح يعير هذا الامر اهتماماً كبيراً.
ترامب من جانبه متخفف كثيراً من أعباء هذه القضية، فوجوده خارج السلطة يعفيه من تحمل مسؤوليات القرارات المتخذة بشأن اسرائيل او الفلسطينيين. انه يصرح فقط، وينتقد كل خطوة تقوم بها الادارة الديمقراطية، ويقول دائماً: لو كنت انا الرئيس ما حصل هذا الشيء. فإذا كان القرار مزعجاً لاسرائيل كيوم امتنعت هاريس عن حضور جلسة الكونغرس التي استضافت نتنياهو يسارع ترامب بالقول انها تكره اسرائيل. واذا كان القرار لصالح اسرائيل يزايد عليه ببساطة ويقول: لو كنتُ الرئيس لفعلت اكثر.
يزيد من راحة ترامب ان جمهوره بالمجمل مؤيد لاسرائيل، فهو لا يخشى فقدان بعضهم نتيجة لموقف مؤيد لاسرائيل.
المشكلة في معسكر الديمقراطيين؛ لقد دعموا اسرائيل بدرجة لم يسبقهم اليها احد، ومع ذلك لا تبدو اسرائيل (نتنياهو) راضية عنهم بل تمر العلاقة بتوترات مستمرة، وبالنتيجة يجدون انفسهم ضحية المزايدة الترامبية. هذا من جهة ومن الجهة الاخرى تهدد اوساط كثيرة محسوبة عليهم بالامتناع عن التصويت لهاريس بسبب الدعم الهائل الذي يقدمه بايدن لاسرائيل. فهناك مسلمون وعرب وافارقة وغيرهم كثيرون يتعاطفون مع قضية فلسطين، وقد يغيرون النتيجة على الضوء التقارب في استطلاعات الرأي بين حظوظ المرشحَين. من هنا تحاول هاريس بصعوبة وزن كلماتها كلما تحدثت عن هذا الموضوع الشائك، وتحاول النأي بنفسها عن قرارات الرئيس عدا تلك الخاصة بالسعي لوقف اطلاق النار فإنها تحضرها كمشارك في جهود بايدن. وعلى أية حال ستتضح الامور اكثر خلال الشهرين المتبقيين دون يوم التصويت.
( اضحوي _ 1855 )
2024-09-04