ضياء الدين داود في ذكرى مرور 13 عاماً على رحيله لماذا اختاره جمال عبد الناصر رفيقاً في قيادة الاتحاد الاشتراكي العربي!
معن بشور*
منذ ان برز اسم ضياء الدين داود المحامي عضواً في مجلس الامة عام 1964، ثم عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي العربي ما بين 1969 – 1971، كنت أسأل نفسي كيف نجح هذا المحامي الشاب ابن الأربعين من عمره ان ينال ثقة الرئيس جمال عبد الناصر ويتبوأ مركزاً قيادياً في قيادة التنظيم الأوحد في جمهورية مصر العربية، رغم انه لم يكن من الرفاق التاريخيين لجمال عبد الناصر او من اركان ثورة 23 يوليو 1952.
ولكن حين بدأت أتعرف على المناضل والقائد ضياء الدين داود في المؤتر التأسيسي للحزب العربي الديمقراطي الناصري في مصر في فبراير/ شباط 1987، ثم في المؤتمر القومي العربي الذي انتخبه اميناً عاماً له خلال دورته المنعقدة في الجزائر عام 2000، بدأت اتعرف اكثر على خصال هذا الرجل المتميّز بايمانه بالله، وتمسكه بالعروبة، ودعمه للمقاومة، وشجاعته في اعلان رأيه مهما كان ذلك الإعلان مكلفاً، أدركت ان في ضياء الدين داود مزايا جعلته يتقدم صفوف القيادات في مصر وينال ثقة القائد الخالد الذكر جمال عبد الناصر…
في مواقفه الوطنية والديمقراطية داخل مصر كان داود جريئاَ شجاعاًَ لدرجة انه افتتح في أوائل هذا القرن معركة ضد “التوريث” في مصر.. بالاضافة الى معارك عديدة خاضها أدت الى سجنه لسنوات زمن السادات عشية اعتراضه مع عدد من رفاقه ضد انحراف السادات عن نهج عبد الناصر بدءاً من عام 1971.
ومن اجل العراق كانت له مواقف شجاعة أيضاً حين دعا في ربيع عام 2000 الى دورة للمؤتمر القومي العربي في بغداد دعماً للعراق في وجه الحصار والتهديدات الأميركية بالحرب عليه، ويومها نجح المؤتمر في أن تسمح السلطات العراقية آنذاك لعدد من المعارضين العراقيين بحضور المؤتمر بعد غياب دام عقوداً بسبب مواقفهم السياسية.
وفي عام 2006 ، وحين تعاظمت الحملات على المقاومة في لبنان تمهيداً لحرب تموز 2006 دعا المؤتمر العربي العام بمبادرة من المؤتمر القومي العربي الى جلسة استثنائية الذي كان لي شرف تولي مسؤولية الأمين العام له آنذاك، في يوم الارض ، في فندق البريستول في بيروت دعماً للمقاومة وكان ضياء الدين داود من ابرز المشاركين في افتتاحه، جنباً الى جنب مع الراحلين الدكتور خير الدين حسيب، والأستاذ عبد الحميد مهري، ورئيس وزراء مصر الأسبق عزيز صدقي، والأستاذ عبد العزيز السيد، والقامات البارزة ايضاً كالدكتور سليم الحص، والسيد حسن نصر الله والاخ خالد مشعل.
وقد اذاع الاستاذ ضياء الدين داود البيان الختامي للمؤتمر الذي تعرض للهجوم من جهات عدة …
شجاعة ضياء الدين داود، التي يحملها اليوم ابن شقيقه عضو مجلس الامة المصري ضياء الدين داود، ما تزال حاضرة في وجدان كل وطني مصري، وكل قومي عربي .
كاتب لبناني
2024-04-09