ضمائر انتحرت ونخوة اندثرت.. وعربان الردّة ينتجون كل يوم مسيلمة الكذّاب!
د. محمد أبو بكر*
من الواضح أن حلم عربان الردّة هو عدم بقاء قطاع غزة على الخريطة، ولذلك تستمر الهجمة الصهيونية على الأهل في القطاع بدعم مباشر وغير مباشر من هؤلاء العربان، الذين تصهينوا دون خجل ولا حياء، ويبدو أنّ العربان هم من يدفعون نتنياهو للتشدد، فالغضب يعتريهم بسبب اخفاق جيش الإحتلال في مهمته الأساسية، والمتمثلة في القضاء على المقاومة في غزة وفلسطين .
يحاول العربان – لعنهم الله – العمل بكل الوسائل على محو غزة بأيدي الصهاينة والأمريكان، كل يوم يحتسون الخمر لتدير رؤوسهم الفارغة، وهم الذين باعوا فلسطين، غير أنّ فلسطين تأبى إلّا أن تبقى حيّة وسيّدة في زمن أرادوا هم أن يظلوا عبيدا .
استمرأوا الخيانة واستساغوها، ليس من اليوم، بل منذ أكثر من مئة عام، حين بدأت المؤامرة القذرة على فلسطين وشعبها، اسألوا الشهيد عبد القادر الحسيني، بطل معركة القسطل، فالجامعة العربية تصرّفت معه بكل دناءة قبل أكثر من خمسة وسبعين عاما، حين وصفت أفعاله بالصبيانية ومنعت عنه السلاح، فقال – رحمه الله – إنّ الجامعة العربية وزعماء العرب يخونون فلسطين .
مسيلمة الكذاب مازال موجودا بيننا، ودائما ما يقوم عربان الردّة بانتاج المزيد من مسيلمة، لقد سبقوا مسيلمة الحقيقي بسنوات ضوئية، ورغم كل ذلك مازالت غزة تمسك بصولجان العرب الشرفاء الأقحاح، فهي أرض العروبة التي لن تنحني، وهي الحبل الذي سيلتفّ قريبا حول أعناق هؤلاء العربان المستمرون في غيّهم وطغيانهم وخياناتهم بحق أطفال ونساء ورجال فلسطين .
ومسيلمة الكذّاب، ياسادة ياكرام، بات أيضا اليوم ممثّلا بثلّة من المشايخ، ممن يدورون في فلك السلطان، يمارسون عهرهم وكذبهم، على الله ورسوله، مشايخ يحفظون القرآن، ولكنهم يأمرون بما أنزلته التوراة، إنّهم أشد صهينة من الصهاينة أنفسهم .
مواقف عربية أكثر من مخزية، تذكّرنا بما كان عليه العرب حين غزا التتار بغداد، وعندما خاطب القائد الصليبي البابا حين دخلوا القدس، قائلا له .. إنّ خيولنا يا أبانا تسير حتى ركبها في دماء المسلمين، ما أشبه ما يجري هذه الأيام بحقّ غزّة وما جرى لبغداد والقدس، فالخيانة متأصلّة لدى الكثير من العربان منذ ذلك الوقت، لذلك احتاج صلاح الدين الأيوبي لأكثر من عشرين عاما حتى تمكّن من تطهير الأمّة العربية من الخونة والعملاء والمتخاذلين ثمّ جهّز الجيوش قاصدا القدس محررا .
أمريكا اليوم هي العدو الرئيس لنا ولأمّتنا، ومعها هذه الثلّة من العربان المتصهينين، فمقاطعة أمريكا فرض عين على كل عربي ومسلم، والإمتنان والعرفان لكلّ من وقف ويقف إلى جانب المقاومة في غزة وفلسطين .. من إيران إلى حزب الله وأنصار الله والمقاومة الإسلامية في العراق، وإلى من تبقّى من شرفاء هذه الأمّة .
سؤال ساذج .. هل سنشهد قريبا دعوة من برلمان عربي لإسماعيل هنية كي يلقي خطابا ردّا على خطاب نتنياهو في الكونغرس، من سيجرؤ ؟ عن جد سؤال ساذج !
كاتب فلسطيني
2024-08-01