ضمائرٌ حيَّة وهويٌّة إيمانية!
منال العزي*
شهرُ إسلام اليمنيين، ودخولهم أفواجًا دين الله تعالى، شهر رجبٍ الأصب، الشهر الذي سجل التاريخ فيه أنصع صفحاتٍ مشرقةٍ وضَّاءةٍ لليمنين حيث تسابق فيه الأنصار إلى الدخول في الإسلام بعشقٍ وحبٍ وقناعةٍ لا مثيل لها، فأثنا عليهم سيد الأنام وجالي الظلام رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وقلَّدهم وسام الشرف والعزة أبد الدهر بقوله: ( الإيمانُ يمانٍ والحكمةُ يمانية )، وأصبح اليمنيون يجسدون تلك المقولة المباركة أفعالاً، تجسَّد فيهم الإيمان بمواقفهم وأعمالهم وأخلاقهم فكانوا نعم النموذج الراقي العظيم للإيمان وللإسلام، ولم يكن ثناء رسول الله عليهم مجرد لحظيٍّ وانتهى، لا، بل كان بحكمةٍ ربانيّة بأن من سيحمل الإيمان قولاً وعملاً ومن سيكون حاضرًا في الميدان لينصر دين الله هو هذا صاحب الحكمة والإيمان، صاحب الغيرة والشجاعة
شعبٌ لم تمت ضمائره ولم يُوهن عزمه، بل كما كان أجداده الأوس والخزرج الضمائر الحيّة الملبية في عصر رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله واليوم أحفاده بضمائر حيَّةٍ أبيّةٍ تنصر المستضعف، وتلبي نداء المظلوم، ويُستنجد بها في الملمات الصعاب.
يأتي شهر رجب ليجدد الذكرى لليمنيين بهويتهم الإيمانيَّة الأصيلة، ليجدد ارتباطهم وولاءهم لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، وعلى العدو الأمريكي والإسرائيلي ومن يسانده ويقف بجانبه أن يعلم ويفهم ماذا يعني اليمن، وماذا يعني اليمنيين، وماذا تعني هويتهم الإيمانيَّة، وانتماءهم الأصيل للإيمان منذ العهد الأزل، وأنهم مهما حصل لن يتخلوا عن القضايا التي تَهُم دينهم وإسلامهم وإيمانهم وترتبط بمقدساتهم.
في حينِ ضمائر العرب والأمة بكلها غائبة وسيطر عليها الإذلال والخنوع يبقى اليمنيون وحدهم رافعوا راية الإسلام والنصرة، يبقى الأنصار متفردون بهذا الزخم من الكرامة والشجاعة والحريَّة الذي ورثوه من رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ومن وصيَّه الكرار الإمام علي عليه السلام، هذا هو أصل العرب ومنشأها وعزتها، أمّا المتخاذلون والمطبعون فقد خابت رهاناتهم وفقدوا مروءتهم وعروبتهم، وأصبحوا غرباء في الإسلام ولم يتبقى لهم منه إلاَّ الاسم فقط، ماتت ضمائرهم وتندست نفوسهم، وأصبحوا لا يملكون حتى هوية الإسلام ناهيك عن الإيمان والدين، أصبحوا عبيدًا لمن أخزاهم الله ولعنهم وأعدَّ لهم أشدَّ العذاب، ولن يكسر شوكتهم ويعيدهم إلى صوابهم ورشدهم إلاّ أصحاب الإيمان والنور الإلهي المصطفى من الله قائد الأنصار ومرعب الفجّار السيد القائد علم الزمان والهدى السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وشعبه القوي الهمام الحر، ولله عاقبة المتقين.
#اتحاد_كاتبات_اليمن
2025-01-11