“ضد حكمنا الأفضل [ التاريخ الخفي لكيفية استخدام الولايات المتحدة من أجل إنشاء إسرائيل”]!
رنا علوان
[Against Our Better Judgment] [ The hidden history of how the U.S. was used to create Israel]
حقوق التأليف والنشر الخاصة بهذا الكتاب هي ملك للمؤلفة والكاتبة أليسون وير Alison Weir ، وهي المديرة التنفيذية لهيئة تدعى ” لو عرف الأميركيون ” ” If Americans Knew.org ، “ما ينبغي أن يعرفه كل أميركي حول إسرائيل/فلسطين”
“شعار الهيئة مطبوع على ظهر الكتاب وعلى غلافه الخلفي ، أما السعر المُخفّض هو دلالة على أنه لا يعتمد دار النشر ولا التكاليف العالية التي تعتمدها دور النشر المعروفة
المؤلفة أيضًا رئيسة لهيئة أخرى تدعى Council for National Interest ، وتعني مجلس المصلحة الوطنية ، وهي هيئة تأسست على يد اثنين من رجال الكونغرس السابقين وهما بول فندلي Paul Findley وبول ماكلوسكي Paul McCloskey وقد تكرست الهيئتان للدفاع عن السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط بما يتفق مع مصالح الأميركيين وليس بما يتفق مع مصالح القوى الأجنبية ، [وعلى سبيل المثال مصالح الكيان الإسرائيلي الغاصب]
يتألف الكتاب القصير من 241 صفحة ، كما يحتوي على ستة عشر فصلاً ومقدمة ، ويتضمن 94 صفحة منها من النصوص
ما يُميّز الكتاب أيضًا ، هو الببليوغرافيا الورادة فيه ، فلقد استخدمت الكاتبة بيبلوغرافيا في غاية الروعة ، تُساعد القارئ على اكتشاف حقائق مدفونة في غياهب الكتب ، وقد خصصت ثلاث صفحات لقائمة إضافية من القراءات التي لم تنقل في الكتاب بالإضافة الى عشر صفحات أخرى “فهرس” ، ما منح هذا الكتاب القصير بأن يكون قويًا جدًا حيث يستعرض روايات تاريخية وتحليلات مدّعمة بوثائق صلبة تُظهر معرفة بحثيّة وتقريرات موضوعية مُثيرة [ ومن أهمها هو استخدام الباحثين اليهود الأميركيين ، والصهاينة من الأميركيين والباحثين الإسرائيليين لتوثيق عمل الكاتبة ]
قبل البدء ، من منا لا يعلم ان الكيان الإسرائيلي الغاصب هو ربيبة اميركا ، وقد يظن البعض انه من اللافت مدى الدعم المُطلق الذي تقدمه الولايات المتحدة الاميركية لربيبتها ، ليس فقط في عدوانها المتواصل على قطاع غزة منذ معركة ” طوفان الاقصى” وحتى يومنا هذا سواء على الصعيد العسكري أو الاستخباري أو الامني أو المالي أو السياسي أو الدبلوماسي أو القضائي … ، وهذا الدعم اللامحدود لم ولن تحظى به أي دولة في العالم سوى الكيان اللقيط ، ذلك لأنه يُعتبر من أهم الثوابت في السياسة الخارجية لكافة الادارات الاميركية المُتعاقبة
لكن ما يكشفه الكتاب هو ليس لنا لأن ثُلة كبيرة منا تعرف حقيقة الترابط بينهما ، هو موّجه بشكل خاص للمرتزقة في اميركا نفسها كونهم ليسوا شعبًا واصحاب أرض حالهم حال مرتزقة الكيان ، على عكس باقي شعوب العالم ، لذلك يُسلّط الكتاب الضوء على وجهات نظر جديدة غير معروفة للكثيرين حول تلاعب الموالين “للعدو الإسرائيلي” من أميركيين وبريطانيين ودور الولايات المتحدة الأميركية في إنشاء “هذا الكيان”
هذا الدعم غير المسبوق الذي ذكرناه أعلاه ، لم يأتِ من فراغ فعلى مدار أكثر من ثمانين عامًا استطاع اللوبي اليهودي الصهيوني التغلغل في كافة مفاصل الحياة الاميركية السياسية والاقتصادية والاعلامية والثقافية والفنية وحتى الرياضية ، وذلك من أجل استمالة هذه السياسات والمواقف لصالح دعم الكيان الاسرائيلي الغاصب على كافة المستويات لاسيما وأن هناك تماثلية وثقافة مشتركة بينهما
يُقدّم الكتاب إجابة واضحة وصريحة لا لبس فيها ، ويُبيّن كيف أدت الولايات المتحدة دورًا محوريًا في إقامة كيان يهودي على أرض عربية فلسطينية وعلى حساب أهلها الذين سكنوها لقرون
وبما انه يُسلّط الضوء على وجهات نظرة جديدة غير معروفة للكثيرين حول تلاعب الموالين للعدو لإسرائيل من أميركيين وبريطانيين …. رأى البعض انه من الضرورة قراءة هذا الكتاب من قبل العامة ، وكذلك من قبل الباحثين على حد سواء
[ الجدير بالذِكر ، انه لم تتبنَ أي شركة من شركات النشر المعروفة في الولايات المتحدة ، “نشر هذا الكتاب” وظل قيد المراجعة ]
ولعلّ “مضمون الكتاب” هو على الأرجح وراء عدم اكتراث دور النشر لتسويقه وجعله مُتاح للقُرّاء ، فدّقة المعلومات المُوّثقة والصادمة التي وردت فيه حول السلوك اللاشرعي بل والإجرامي للحركة الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وبالطبع في فلسطين ، هي ليست فقط ذات خطورة تؤدي الى كشف ما خططوا له ولا زالوا ، بل أيضًا هي حقائق تُدينهم حق الإدانة ، وبالتالي سيكون ذلك “مُنغصًا” لهم بل وعثرة ، في طريق الإعلام المسموم الذي تم السيطرة عليه خدمةً لتنفيذ اجنداتهم
أبصر الكتاب النور بدايةً على هيئة مقالة تهدف الى وضع الأمور في نصابها الصحيح حول العلاقات الأميركية–الإسرائيلية ، إلا أن المقالة “تطورت شيئًا فشيئًا حيث أدركت الكاتبة كم من الأمور تتطلب التوضيح”
ولكي يكون الفحوى مُشبّعًا بالدلائل وذو وفرة بالمعلومات ، تحولت المقالة الى كتابٍ بعد أن حصلت الكاتبة على مزيد من المعلومات التي كانت بحاجة الى التحقق منها وبعد أن قامت بمزيد من الأبحاث والكشف عن مزيد من الحقائق ، أما قائمة المراجع التي استخدمتها اليسون فهي مميزة بشكل مُلفت ، لأنها موّقعة من باحثين يهود أميركيين – صهاينة أميركيين ، وعلماء «إسرائيليين»
ناهيك عن ان جوّهر المناقشة الذي تناوله الكتاب هو أن الحركة الموالية للعدو الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأميركية “دعمت سياسات كانت وبالاً على اميركا” ، من ثم قدمتها بشكلٍ مبالغ فيها (وإخفاء أسبابها) ، وتعزيزًا للأفعال التي تمزق بعض من “أهم الحريات الاساسية للوطن والمبادئ التي يجب ان يتميز بها ” وقد أضافت بإقتضاب “كل هذا من أجل سكان ييلغ عددهم ، نسبيًا ، أقل من عدد سكان نيوجرسي”!!!
يتوجه الكتاب كما ذكرنا الى القُرّاء الأميركيين ، فلو قلّبناه ذات اليمين وذات الشمال سنجد انه جزء من محاولة جادة لتثقيف الرأي العام الأميركي حول الأكاذيب والخداع من قبل الأميركيين الصهاينة والمدافعين عن الكيان الإسرائيلي الغاصب في داخل أروقة الكونغرس وفي الإعلام والمؤسسات الأكاديمية ، وكيف جرى استغلال الولايات المتحدة الأميركية لنجاح تلك الغاية ، والجميل هنا هو ما اعتبرته أليسون وير ” استغلالاً وليس مصلحة لأميركا كون الكيان اللقيط هو كيان وظيفي “
فضلًا عن أن التوّغل العميق الذي حققته الكاتبة جعل من الكتاب مادة بحثيّة تخوّله من أنّ يصبح أداة لا غنى عنها بالنسبة لأي باحث في الأسباب الجذرية لاضطرابات الشرق الأوسط ، بسبب ما أضاءت عليه حول تاريخ الصهيونية في العالم بشكل عام ، وفي الولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص
كما أن أحد أوجه قوّة الكتاب هو [ غياب أي نزعات أو مراجع ضد السامية مما يصعب مهاجمته من قبل الموالين للعدو الإسرائيلي والمتعاطفين معه ]
في الصفحة 15 ، قدمت الكاتبة للقارئ ، حُجّة ( بأن أول أثر يذكر للصهاينة من الأميركيين هو حثّهم للولايات المتحدة على الاشتراك في الحرب العالمية الأولى) ، بالرغم من أن “معظم المحللين اعتبروا أن الحرب العالمية الأولى هي عبارة عن صراع عديم الجدوى والذي كان في معظمه ناتجًا عن اشتباكات دبلوماسية أكثر منه صورة زائفة للعدالة أو العدوان”
اشتركت الولايات المتحدة في حرب غير ضرورية و”دخلت في أعمال عدائية لبضع سنين حيث دفع العديد من الأميركيين حياتهم ثمنًا لهذه الحرب ، على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تكُن طرفًا في التحالفات التي جرّت الدول الأخرى الى ساحة الحرب”
أما في الصفحة 16 تذكر الكاتبة بشكل قطعي بأن “الدلائل الموّثقة المُختلفة ، تُثبت بأن الصهاينة دفعوا الولايات المتحدة الى الدخول في الحرب الى جانب بريطانيا كجزء من صفقة للحصول على دعم بريطانيا لاستعمارهم فلسطين”
وإن مساعي الصهيونية لدفع الولايات المتحدة الى الدخول في حرب تأتي من “بداية الحركة الصهيونية حيث أدرك الصهاينة بأن نجاحهم في تحقيق هدفهم في إقامة دولة يهودية يتطلب دعم من قوة عظمى” … بالتالي ، فإن وقوف الولايات المتحدة الى جانب بريطانيا العظمى في الحرب العالمية الأولى قد يساعدهم في تحقيق هدفهم في الحصول على دعم بريطانيا للمساعي الصهيونية … وهذا كان في صميم الجهود المبذولة التي أدت الى “إعلان بلفور” عام 1917
وقد كرّست الكاتبة الفصل الأخير لتروي وفاة أشهر صحافية أميركية وهي دوروثي تومسون التي حاولت جاهدة في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين ان تتحدث إلى الأميركيين حول اللاجئين الفلسطينيين
كما تُشير الكاتبة الى ان الأميركيين عارضوا بشدة الدخول في الحرب وان الرئيس وودرو ولسون فاز في الحملة الانتخابية تحت شعار “لقد أبقانا بعيدًا عن الحرب” (التعليق الختامي رقم 60 ينقل عن أرشيف البيت الأبيض)
بعد ذِكرنا لهذه الحقيقة ، اول ما يتبادر الى اذهاننا هو ما يحدث اليوم أمام أعيننا ، فمن يُدقّق في الأحداث سينتبه الى ان الصهيونية هي التي تستدرج اميركا للدخول في حروبها الشرق أوسطيّة ، وتمنح الكيان اللقيط اعلى درجات الدعم ، وهذا يشبّه بشكل مخيف وعد الرئيس السابق باراك أوباما في الانسحاب من المواجهات العسكرية في الشرق الأوسط وعدم رغبته في التورط في حروب أخرى ، ولكن ما لبثت أميركا ان تدخلت في حربي سوريا والعراق واليوم غزة ولبنان وغدًا إيران ، ما يؤكد للجميع أن الصهيونية الأميركية هي “الآمر الناهي” في الولايات المتحدة ، وهي جزء لا يتجزأ من الصهيونية اليهودية او الصهيونية الاسرائيلية اذا صح التعبير ، وهذا ما يمنح الكتاب أيضًا فرصة وضعه في الخانة الذهبية لو حقق مبتغاه ، فهو كفيل ان يخلق فوضى عارمة في اميركا ، وانقلاب على مخططات الصهيونية فيها
وأن أهم ما تضمنه الكتاب برأي ، والذي أدهش العديد من المراجعين له أيضًا ، هو ما جاء ص 29 في الفصل السادس حول التواطؤ بين القادة الصهاينة في فلسطين ، والولايات المُتّحدة [ مع شخصيات نازية قبل الحرب العالمية الثانية ] تحديدًا ، ما يؤكد لنا خدعة الهولوكوست وكذبتها التاريخية والمُفبركة ، فما يُؤكده الكتاب ، ان القادة الصهاينة ابدوا سخرية واضحة في منع الرئيس روزفلت وغيره من القادة الغربيين من توفير ملاذات آمنة لليهود الفارّين من دول الحكم النازي المرعب حسب زعمهم آنذاك
[ لا بل أنهم سعوا عمدًا إلى التضحية باليهود من أجل استخدامهم كأداة ابتزاز أخلاقي للزعماء الغربيين وللتباكي الإعلامي ، ذلك لتعزيز «اغتصاب فلسطين وإنشاء كيانهم المزعوم » وحمايته ] وهذا ما اكده واعترف به أيضًا بن غوريون “أحد المؤسيين الأوائل لهذا الكيان” وأورده في كتاب مذكراته ، فحين سُئل عن مصير اليهود في المانيا ، إذا ما كان بالإمكان خروجهم جميعًا منها الى دولة اخرى ، او نصفهم الى فلسطين ، أجاب بكل تأكيد نصفهم الى فلسطين
(فلا مانع من التضحية بالنصف الآخر من أجل ” بلد بأي ثمن ” كيف اذا كانت ارض اللبن والعسل الموعودة ؟!؟)
اما في صفحة التالية رقم 30 ، فقد نقلت الكاتبة عن الصحافي اركسين ب. تشيلدرز Erskine B. Childers في مقاله “The Spectator” ، أي “المُشاهد” الذي نُشر في عام 1960 : “إن إحدى الملامح المهمة بشكل كبير في الكفاح الفلسطيني ككل ، هي أن الصهيونية رتبت لضرورة أن تكون المحنة البائسة للناجين من الحركة النازية بمثابة “حجة معنوية” وعلى الغرب أن يتقبلها”
تتبنى الكاتبة أسلوب رواية تاريخية تحليلية “واصفة بإيجاز وبأسلوب فعّال” ظهور اللوبي الصهيوني الأميركي ، مما يسلط الضوء على دور ماكس نورداي ولويس برانديس وفليكس فرانكفورتر وآخرين في تأسيس وتنظيم وترويج الصهيونية بين النخبة الأميركية ، ففي بادئ الأمر ، لم يكن الأميركيون اليهود متأثرين بالصهيونية بل كان لديهم شعور بالانتماء للولايات المتحدة الأميركية ، دون حاجة لغير ذلك ، وهذا ما أكده الكتاب في صفحة 36 ، حيث شجب زعماء الصهيونية عن ما اعتبروه بأنه مشكلة حقيقية تواجههم مع اليهود الأميركيين ، وقولهم “إن الأميركي اليهودي يعتبر نفسه أولاً وقبل كل شيء مواطنًا أميركيًا … وولاؤه لأميركا بل ويردد ذلك كشعار اعلى له !!!
بعد تأسيس اللوبي الصهيوني والنجاح في إلحاق اليهود بالصهيونية عبر وسائل التلقين والتملق وصولاً الى التهديد ، تمكنت المنظمات الصهيونية المُختلفة في الولايات المتحدة من إحكام قبضتها على الإعلام في الولايات المتحدة الامريكية ، كما تنقل الباحثة بخصوص ذلك عن الكاتب ريتشارد ستيفنز في صفحة 85 ، قوله : “منذ عهدٍ بعيد ، تعلّم الصهاينة كيّفية استغلال الطبيعة الجوهرية للنظام السياسي الأميركي حيث أن الضغط الذي يمارس من قبل الرأي العام يمكن أن يؤدي الى إقرار السياسات أو عدم إقرارها … وان احد مكونات نجاحهم الرئيسية هي حصولهم على النفوذ في الإعلام ، سواء المدفوع وغير المدفوع”
نأتي الى التعليقات الختامية التي أُستخدمت لتوضيح الرواية مع ما نُقل عن العديد من الباحثين من أقوال ، بالإضافة الى معلومات ليست معروفة بشكل جيد
ومن بينها التعليق رقم 69 صفحة 124 ، الذي لفت الإنتباه بشكل كبير ، حيث نُقل عن وليام يال مؤلف كتاب “الشرق الأدنى : قصة حديثة” … يال هو متحدر من مؤسس جامعة يال الشهيرة ، وقد كانت له سُلطة في الشرق الأوسط ، حيث تولى مناصب عديدة في الشرق الأوسط “خلال عمله في وزارة الخارجية” بما في ذلك حصوله على عضوية في لجنة “الملك وكرين”
حيث كتب يال : ” عكف الصهاينة في انكلترا على الفوز بدعم بريطانيا للصهيونية… وقد استخدموا وسائل متنوعة للوصول الى مبتغاهم وكان بعضها يتسم بالمكر”
فقضية الحلفاء عام 1915 كانت أبعد من أن تكون مشرقة ، وبحسب زعماء صهاينة ، فقد عمل هؤلاء على إقناع المسؤولين البريطانيين بأن : “أفضل طريقة على الأرجح (والتي أثبتت جدواها) لحث الرئيس الأميركي على الدخول في الحرب تتجلى في تأمين تعاون الصهيونية اليهودية من خلال إعطائهم وعدًا بفلسطين ، وبالتالي ، تعبئة وحشد القوى الصهيونية اليهودية ذات النفوذ بشكل غير معروف في أميركا وأماكن أخرى لصالح الحلفاء على أساس المقايضة … وفي تعبيرٍ آخر ، لقد اندلعت حرب كانت غير ضرورية وكانت تدور على وجه سيء حيث تطلب الأمر دخول الولايات المتحدة فيها، وذلك من أجل الحصول على دعم حكومة بريطانيا لتأسيس دولة يهودية في فلسطين
وفي صفحة 161 هناك تعليق ختامي آخر لافت هو الرقم 197 حيث نقلت الكاتبة عن أستاذ التاريخ لورنس ديفيدسون حول التزام كلارك كليفورد بالصهيونية … ففي جزء من فقرة في الفصل الثامن ، بيّنت كيف أن المسؤولين في وزارة الخارجية عارضوا الحركة الموالية للعدو الإسرائيلي ، وكيف أن كليفورد تحايل عليهم … وقد برر لهم هذا الأخير تعاطفه مع المحنة اليهودية كجزء من طبيعته “الإنسانية”!!!
الا ان ديفيدسون يجد أن من الصعب تصديق أن يكون سلوك كليفورد الذي ينم عن عدم اكتراث تجاه الموظفين الدبلوماسيين للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط مدفوعًا بدواعٍ إنسانية ومبادئ عالية … إذ أن الأكثر ترجيحًا أن قراره يرمي الى دعم إقامة الدولة الصهيونية في فلسطين ، مع كل ما حمله هذا القرار من آثار وحشية زعزعت استقرار الملايين من الناس ، وكل هذا فقط لأنه قادر على تعزيز الطموحات السياسية للرجل الذي يعمل لديه ، الرئيس هاري ترومان
لقد سلّط الكتاب الضوء على تطور الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية … وكان بالإمكان أن يحصل على مزيد من الثقل لو ذكرت الكاتبة الآثار الكارثية للتحالف الأحادي الجانب للولايات المتحدة الأميركية مع العدو الإسرائيلي [ ففي الواقع ، قد تسببت هذه السياسات بالإضرار للعرب بشكل عام وللفلسطينيين على وجه الخصوص ] ، ولكنها أضرت كذلك بمصالح الولايات المتحدة ومُثُلها
قطعًا سوف يستفيد القارئ من الحقائق الكثيرة المدفونة والغامضة فيه ، كمثال [ الأعمال المعروفة ، “كالسير الذاتيّة لشخصيات صهيونية بارزة” ، “مذكرات القادة السياسين” ، فضلاً عن أعمال علمية معترف بها دوليًا ]
ختامًا ، بما ان الكيان الغاصب مُرتبط ارتباط وثيق بالولايات المُتحدة الأميركية ، وان الصهيونية الأميركية لها الفضل الأكبر في إنشاءه وحمايته ، [وهنا لا بد من الإشارة الى ان عنصر الأمان هو بمثابة الشريان الرئيسي والحيوي لبقاءه ] ، فالمرتزقة لا يشعرون بأي انتماء للأرض ، بل ويدركون جيدًا ان عمر شجرة الزيتون اكبر من عمر الكيان ، وان الأرض لها شعبها المُقاوم وليست ارض بلا شعب كما تم الاحتيال عليهم للإتيان بهم ، لذلك في حال قُطع هذا الشريان زال الكيان واندحر من تلقاء نفسه … وفعليًا يمكنني القول ان بركات طوفان الاقصى حققت جزءًا كبيرًا منه ، والهجرة المعاكسة خير دليل ، كما ان انهيار الكيان سيؤدي بطريقة او بآخرى لإنهيار اميركا ، وهذا ما يجب ان يتهيأ له ايضًا المُرتزقة هناك
2025-04-12