صواريخ على طريق القدس…!
نور الجبوري
في زمنٍ طغت فيه الخيانات، وتراجعت فيه مواقف الرجولة، سطعت من جبال اليمن وهجُ الشجاعة والبأس. رجالٌ ما انحنوا، وما بدّلوا مواقفهم، بل اختاروا أن يكونوا في الصف الأول من المواجهة، حينما تراجعت جيوش، وسُلبت إرادات، وأُسكتت أصوات.
الشعب اليمني، وبالأخص المقاتلون منأ نصار الله “الحوثيين”، قدّموا أروع صور الصمود والثبات. في وقتٍ حرج، حيث كان العدوان على غزة يشتد، والحصار يخنق الفلسطينيين، خرج اليمنيون من تحت الحصاروالجوع والحرب المفروضة عليهم، ليعلنوا أن دم فلسطين ليس رخيصاً، وأن المسجد الأقصى له رجاله، حتى من خلف البحار.
ضربات جوية وصاروخية من قلب اليمن، تخترق الدفاعات وتعبر آلاف الكيلومترات، لتصل إلى قلب الكيان المحتل. لم تكن تلكالضربات مجرد صواريخ، بل كانت رسائل حارقة تقول للعالم: هنا اليمن، وهنا رجاله.
الشجاعة التي يُظهرها الحوثيون لا يمكن وصفها إلا بأنها بطولية من الطراز النادر. هم يعلمون تماماً أن كل صاروخ يطلقونه على العدو الصهيوني قد يُكلفهم ثمناً، وقد يعرض بلادهم لمزيد من العدوان،ولكنهم لا يترددون.
يضربون بقلب ثابت، وبإيمان راسخ أن الوقوف مع الحق لا يُقارن بأي حسابات سياسية أو عسكرية.
ولعل أبرز ما يجسّد هذا الموقف التاريخي هو السيطرة اليمنية على البحر الأحمر، تلك الرقعة البحرية الاستراتيجيةالتي أرهبت العدو وأربكت تحركاته.
لم تكن العملية مجرد استعراضٍ للقوة،
بل هي إثبات واقعي بأن اليمنيين لا يطلقون تهديداً إلا ويصدقونه بالفعل. حيثأُغلقت الملاحة بوجه السفن المرتبطة بإسرائيل، وارتبك العالم أمام قدرة هؤلاء الرجال على قلب موازين التجارة والاقتصاد العالمي.
شجاعة اليمنيين اليوم، ليست مجرد حكاية بطولة، بل هي حالة وعي متقدمة، تضع القضية الفلسطينية في قلب الصراع، وتعيد تصويب البوصلة التي حاول كثيرون حرفها.
هم لا يطلبون مقابلاً، ولا يبحثون عن ضوء إعلامي، بل يكتفون بشرف الوقوف في المكان الصحيح.
في وقت صارت فيه بعض الجيوش مجرد أدوات للقمع، يُثبت اليمنيون أن البندقية لا تزال سلاحاً للمقاومة، وأن الدماء التي تسيل على الأرض لا تذهب هدراً، بل تُثمر عزاً وكبرياءً.
2025-04-14