صحيفة روسية: اليمن ستار من دخان العدوان الأنجلوسكسوني!
كتب يوري سيليفانوف، خصيصًا لـ “صحيفة ” نيوز فرونت مقالا: حول الفهم بوضوح أن اليمن لم يتعرض لهجوم من قبل “التحالف الدولي” الأسطوري، ولكن على وجه التحديد من قبل القوات المسلحة للولايات المتحدة وبريطانيا العظمى.
وجاء في المقال: يتم تداول على قنوات التليجرام بشأن “الضربة الانتقامية” الأخيرة لما يسمى “التحالف الدولي” ضد اليمن، المضحك في الأمر، أولاً وقبل كل شيء، هو أنه على الرغم من أنه تم إعداده من قبل وكالة غربية لـ OSINT، فإنه يكشف بثقة أسطورة أخرى خلقتها الدعاية الأمريكية حول الدعم العسكري المفترض واسع النطاق للعدوان الأمريكي على اليمن.
كما تعلمون، في نهاية العام الماضي، أعلنت واشنطن بكل فخر أنه في إطار عملية “حارس الازدهار” لحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، وتم تشكيل تحالف عسكري دولي يتكون من أساطيل عدد كبير من الدول..
دون الخوض في الكثير من التفاصيل، ما لدينا أمامنا هو مجموعة هجومية لحاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية، بقيادة حاملة الطائرات دوايت أيزنهاور مع مرافقة قياسية على شكل طراد صاروخي، ومجموعة من المدمرات وسفينة حربية، وغواصة نووية، وتم التذكير بوجود “التحالف الدولي” من قبل أربع (4) قاذفات بريطانية مقاتلة من طراز تايفون وحوالي 20 ضابطًا بحريًا من كندا وهولندا وأستراليا والبحرين، أما بالنسبة للضباط، فمن الواضح تماما أن دورهم في الضربات العسكرية على اليمن اقتصر على وضع أعلامهم في مكان الحادث.
وهكذا، فإننا نؤكد أنه في الهجوم الصاروخي الجوي على الدولة اليمنية، والذي تم ارتكابه خلافاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2722 (2024) بتاريخ 11 يناير 2024، والذي لم يمنح واشنطن أي حق في مثل هذا العدوان، لم يكن هناك “تحالف دولي” شاركت جسديًا، وتلخص الأمر كله في هجوم على دولة ذات سيادة من قبل قوات مجموعة حاملات طائرات أمريكية بمشاركة أتباعها البريطانيين نصف الدم.
علاوة على ذلك، سارعت بعض البلدان بالفعل من تبرأت أنفسهم من أي مشاركة في هجمات على اليمن:
دعت باكستان إلى تقارير لا أساس لها من الصحة، بما في ذلك على شبكات التواصل الاجتماعي، حول مشاركة البحرية الباكستانية في عملية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد اليمن فيما يتعلق بنشر السفن في بحر العرب.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم البحرية الباكستانية قوله إن السفن يتم إرسالها إلى هناك “لحماية الشحن الدولي، الذي يؤثر أيضًا على باكستان”، ومثل هذه الخطوة “لا علاقة لها بالصراع بين حماس وإسرائيل”. قائلا: “نحن ندعم القضية الفلسطينية بشكل كامل وفقاً لسياسة الحكومة ولسنا طرفاً في أي صراع بين اليمن وإسرائيل” وأضاف المتحدث: “مهمة البحرية الباكستانية هي ضمان أمن سفننا التجارية واتصالاتنا البحرية التي تمر عبر مياهنا الإقليمية، وفقًا للالتزامات الدولية”.
والأمر اللافت للنظر بشكل خاص هو أن إسرائيل لم تشارك في الهجوم على اليمن، أي أن تلك الدولة، بسبب الهجوم الوحشي للغاية الذي شنه جيشها على غزة، ولهذا بدأ التصعيد الحالي للصراع في الشرق الأوسط، ولذلك اليمنيين يتصرفون على وجه التحديد رداً على الفظائع الإسرائيلية المروعة في غزة.
دعونا لا نتكهن بأسباب امتناع إسرائيل عن عدم مشاركتها، دعنا نقول فقط أنه في غزة، لا تسير الأمور على ما يرام بالنسبة لهم، وتبين أن الفعالية القتالية لجيش الدفاع الإسرائيلي المتبجح في ظروف المعارك الحضرية كانت أقل من المستوى، وحتى في أبسط الجوانب، ويجد الفلسطينيون الآن عددًا كبيرًا جدًا من الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة في غزة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إشراك إسرائيل بشكل مباشر في حرب أخرى في الشرق الأوسط يمكن أن يؤدي إلى تفجير الوضع وإخراجه من السيطرة الأمريكية، وهذا أمر من غير المرجح أن تهتم به الولايات المتحدة عشية الانتخابات.
على أية حال، هذه تفاصيل بالفعل، والحقيقة الأساسية هي أن الولايات المتحدة، كما هي الحال دائمًا، تكذب ببساطة بشأن “الدعم الدولي الواسع” لعدوانها الأخير، وكل هذا ليس أكثر من مجرد ستار دخان دعائي قياسي، تحت غطاءه تقصف مدمرات الصواريخ والغواصات والطائرات المقاتلة الأمريكية الأهداف التي حددها البنتاغون، دون الالتفات إلى من يسمون “حلفائهم”.
بالمناسبة، بالنسبة لنا هذا السؤال ليس خاملا بأي حال من الأحوال، لأن روسيا، كما يعلم الجميع، تخوض حرباً أيضاً مع نفس الغرب، وبشكل أكثر دقة، مع “تحالف دولي” معين، والذي من المفترض أن يضم عشرات الدول، وبالتالي، من المهم بالنسبة لنا أن نفهم بوضوح ما الذي يتوافق بالفعل مع الواقع، وما هو الضباب الدعائي الذي يتم ضخه لغرض وحيد هو تصوير الغرب على أنه أقوى بكثير مما هو عليه في الواقع.
من المهم بالنسبة لنا أن نفهم بوضوح نقاط قوة وقدرات العدو الذي قد نواجه، وبالفعل ليس في حرب هجينة، بل في حرب حقيقية.
وبهذا المعنى، فإن الكشف الحالي عن الأسطورة حول “التحالف العسكري الدولي الواسع” الذي يُزعم أن الولايات المتحدة قامت بتجميعه في البحر الأحمر، يوحي بكسر الهيمنة، كما أن استنتاجات الوضع في البحر الأحمر تدعم هذه الحقيقة.
عرب جورنال / ترجمة خاصة :
2024-01-16