سقوط الحقيقة تحت وطأة الرصاص: قصة مماثلة للصحفيين في فلسطين والعراق!
امال سبتي
سقوط الحقيقة تحت وطأة الرصاص: قصة مماثلة للصحفيين في فلسطين والعراق مقدمة تعرض الصحفيون في كل من فلسطين والعراق لممارسات منهجية غير مسبوقة من استهداف وقتل على مر السنين. ففي فلسطين يتعرض الإعلاميون لقصف شديد واستهداف مباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي، بينما يواجه العاملون في المهنة الإعلامية في العراق تهديدات من جماعات مسلحة إرهابية وقوات احتلال أجنبية. ورغم اختلاف السياقين الجغرافي والسياسي، فإن هناك تشابهاً مقلقاً في ممارسات قتل واستهداف الصحفيين بشكل منهجي وممنهج.
أزمة الصحافة في فلسطين تشهد فلسطين منذ عقود ممارسات متكررة لقمع الصحافة واستهداف الإعلاميين على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي. وخلال العدوان الأخير على قطاع غزة في أكتوبر 2023، ارتفع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي المكثف إلى 13 صحفياً. كما تعرّض العديد منهم لإصابات بالغة أثناء تغطيتهم للأحداث على الرغم من ارتدائهم ملابس واضحة تميزهم كصحفيين.
وفي الضفة الغربية المحتلة أيضاً، يتعرض الإعلاميون الفلسطينيون للاعتقالات والملاحقات وتدمير معداتهم بشكل مستمر من قبل قوات الجيش الإسرائيلي. وقد وثقت منظمات حقوقية دولية العشرات من حوادث استهداف الصحافة الفلسطينية على مدى عقود من الزمن. أزمة الصحافة في العراق منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، لا يزال العراق مسرحاً لحملات واسعة ضد أعمال التغطية الإعلامية.
ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة مراسلون بلا حدود عام 2010، فإن الحرب الأمريكية على العراق هي أكثر الصراعات تسبباً بخسائر في أرواح الصحفيين منذ الحرب العالمية الثانية، إذ ارتقى عددهم إلى 230 صحفياً قتلوا منذ 2003. كما استهدفت جماعات مسلحة متعددة، منها تنظيم القاعدة، العمل الصحفي في العراق بالاختطاف والقتل الموجه. وقد لاقى العديد من صحفيي قناة العراقية وغيرهم الاغتيالات الممنهجة على مدار السنين.
آليات الاستهداف رغم اختلاف الجهات المسؤولة عن استهداف الصحافة في البلدين، إلا أن هناك تقارباً في أساليب الاستهداف المتبعة. ففي فلسطين تستخدم إسرائيل بشكل مكثف القصف الجوي والمدفعي ضد مباني إعلامية وصحفيين في غزة. كما تم استهداف عدد من الصحفيين برصاص الجنود الإسرائيليين مباشرة أثناء تغطيتهم للأحداث على الأرض.
أما في العراق، فقد استُخدمت العبوات الناسفة والقناصة والاغتيالات المستهدفة بشكل واسع ضد الإعلاميين. وقد تعرض الكثير منهم للاختطاف من قبل جماعات مسلحة قبل أن يتم اغتيالهم. تحديات مشتركة على الرغم من اختلاف السياقين، إلا أن كلا البلدين يواجهان تحديات مماثلة في سبيل حماية حرية الصحافة والعمل الإعلامي. منها غياب المساءلة القانونية للجناة عن هذه الجرائم، إضافة إلى صعوبة الوصول إلى مواقع الأحداث وتغطيتها بسبب قيود أمنية صارمة.
كما يواجه الصحفيون في البلدين تهديدات بالقتل والاختطاف من قبل جهات مسلحة بهدف ردعهم عن أداء عملهم. وهناك أيضاً ضعف في الحماية القانونية والعملياتية للصحفيين، خصوصاً في مناطق النزاعات والحروب. وعلى المستوى المهني، فإن كلا البلدين يواجهان تحديات مشتركة مثل سيطرة قوى الاحتلال على مصادر الأخبار والمعلومات، ما يحد من حرية التحرير والتقصي. كما أن مكاتب ومراكز الإعلام تتعرض للاستهداف في كلتا البلدين.
كاتبة تونسية
2023-10-27