روسيا والتعامل بحسن النوايا مع دول الغرب الاستعماري!
كاظم نوري
قبل اكثر من عام تحدثنا عن خطورة النظام الحاكم في اوكرانيا ليس على روسيا فحسب بل على حلفاء موسكو و عموم اوربا الشرقية ووصفناه بغدة سرطانية يتوجب استئصالها وان روسيا كان بمقدورها منذ عام 2014 ان تتخلص منه عندما استعادت جزيرة القرم وان تعيد دونباس الى حضن الام روسيا لكنها لم تفعل ذلك لاسباب نجهلها ولجات بعد ثماني سنوات اي عام 2022 الى العملية العسكرية الخاصة وتواصلت الحرب بل تطورت بعد مرور اكثر من سنتين واتخذت منحى خطيرا باستهداف مدن روسية بداخل العمق الروسي وتنفيذعمليات ارهابية جراء دعم دول الغرب الاستعماري وفي المقدمة الولايات الولايات المتحدة.
لاندري ما اذا كانت روسيا حتى هذه اللحظة تعمل بحسن النوايا ازاء الخصوم لاسيما وان موسكو التي كان بامكانها ان تسقط نظام العميل زيلنسكي في اوكرانيا منذ تلك اللحظة التي انزلت فيها قواتها قرب العاصمة كييف في بداية العملية العسكرية الخاصة ب فبراير شباط عام 2022 لكنها سحبتها في حينها مبدية حسن النوايا وليس ارغمت على ذلك كما كان يدعي الغرب عندما وافق النظام العميل في اوكرانيا على اجراء مفاوضات مع روسيا وفعلا جرت المفاوضات في بلاروسيا ثم اسطنبول ووافق زيلنسكي على الشروط الروسية لكن دول حلف ” ناتو” وفي المقدمة بريطانيا والولايات المتحدة حثت كييف على الانسحاب من المفاوضات ومواصلة الحرب وهو رهان غربي استعماري على محاولة الحاق هزيمة استراتيجية بروسيا وهذا لم يحصل رغم المراهنات على الهجوم الاوكراني المضاد الذي احبطته موسكو .
كانت فرصة في حينها ان تضع حدا لكل مشاريع الغرب في اوربا الشرقية وتفشل المخططات التي تستهدف الجغرافية والشعب الروسي.
وهاهي الولايات المتحدة تحاول ان تعيد ذات الرهان على زيلنسكي الذي وصل الحال به ان يطلب من الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات القيام بانزال عسكري مشابه لانزال نورمندي خلال الحرب العالمية الثانية.
الوضع في اوكرانيا بحالته الان اخذ يفتح شهية الغرب من جديد بالحديث عن الاستعداد لسيناريو الحرب طويلة الامد” ضد روسيا رغم مضي اكثر من عامين على اندلاع الحرب .
واعتبر تقرير صادر عن مركز الدراسات الستراتيجية والدولية الامريكي ومقره واشنطن “ان العودة الى المستقبل” وهو اشارة الى حقائق الحرب الباردة حيث باتت تعتبر روسيا “التهديد الاكبر اهمية”.
لقد تعاملت روسيا منذ عام 2014 بحسن النوايا مع الاسف الشديد مع الغرب حين وافقت على اتفاق مينسك بمشاركة المانيا وفرنسا حول الوضع في دونباس واكتفت بالتحرك في جزيرة القرم كما فعلت ذلك سابقا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عا م 1991 عندما وثقت بتعهدات الغرب بعدم زحف حلف ناتو شرقا وهاهو ناتو يزحف ويضم دولا مجاورة الى روسيا كانت على الحياد.
صحيح ان روسيا تحركت وحققت نجاحات في القارة الافريقية واستقطبت دولا الى بريكس التي تحولت الى قوة اقتصادية كبيرة فتحت شهية دول حليفة للولايات المتحدة بالانضمام اليها وها هي تركيا تعرب عن رغبتها بالانضمام الى بريكس
لكن الصحيح ايضا ان روسيا كان عليها ان تحسم الحرب عام 2014 في نفس العام الذي حسمت فيه قضية جزيرة القرم وان تنتظر نتائج لقاء مينيسك وان تتجنب هذا الصداع الذي يتواصل الى يومنا الحاضر وقد يفضي الى اشعال حرب عالمية ثالثة جراء الاستهتار الغربي الاستعماري.
2024-06-13
تعليق واحد
كل ما يتقدم الغرب وسيدتهم امريكا باتجاه حصار روسيا وتقزيمها وهزيمتها اقتصاديا واعلاميا وعسكريا كلما تراجعت روسيا خطوة ونصف الى الخلف، ونحن لا نعرف السبب لكن الذي نعرفه ان روسيا قادرة وبسهولة على تحقيق الانتصار وتركيع اوكرانيا على ركبتيها ، روسيا مارست الاخلاق مع من لا اخلاق له ، ومارست الهدوء مع اوكرانيا تحت مسمى ان الاوكران والروس هم اشقاء وشعب واحد مع العلم انه لا يوجد اوكراني واحد ينظر الى روسيا كجارة وشقيقة بل عدوة بأمتياز وهذا نتاج ماقامت به الثورة الملونة عام 2014 والاحداث الدامية في الميدان قلب العاصمة الاوكرانية .
قصفت اوكرانيا بالمسيرات مرات عديدة موسكو والكرملين ومراكز تجارية ، وقصفت اوكرانيا ودمرت اسطول بحري روسيا واعتدت اكثر من مرة على قاعدتها البحرية في القرم. وضربت الكهرباء وشنت هجومها الكبير على جسر القرم الاستراتيجي ، وتم تفجير انابيب سيل الغاز الشمالي الاول والثاني فيقاع البحر، روسيا صامتة وهادئة فهي لم تقصف حتى جسر واحد في كييف التي تربط ضفتي كييفولم تستهدف الكهرباء ولا محطات الوقود واصبحت نقل العتاد والاسلحة الفتاكة من بولندا الى اوكرانيا اشبه بالنزهة عن طريق الشاحنات والقطارات ولم تستهدف ، انني لا افهم ما سبب هذا التساهل والتهاون بالاضافة غياب روسيا عن الساحة الدولية والاحداث بها واخرها هي حرب غزة ودمار الضفة في فلسطين من قبل الصهاينة .