رجل ميت يمشي على الأرض!
رنا علوان
هكذا يصف البيبي نتنياهو ، السنوار ، هو [ الشيطان الذي دبر لطوفان الأقصى ، بعد خداعه لنا ] وهو [ هتلر الصغير ] [ المتعطش للدماء] كما يُقر العدو بأن [القراءة الخاطئة لشخصية السنوار شكلت مقدمة لأكبر فشل استخباراتي لإسرائيل ، فبعد كل هذه السنوات من دراستنا لشخصيته الا انها ، تعادل صفر معرفة ] …
إذا أردت ان تُقيّم شخصًا ، فانظر كيف يراه عدوك ، لذلك يكفي السنوار فخرًا هذه الألقاب ، حتى يُدرك الجميع كم أوجع عدوه الذي بات يعتبره اليوم ، هدفًا استراتيجيًا لعملياته الأمنية والاستخباراتية ، لا سيما بعد عملية “طوفان الأقصى” ، ليصبح بذلك على رأس قائمة المطلوبين
تردد اسم السنوار على لسان عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، كان آخرهم وزير الدفاع يوآف جالانت الذي تعهد بالقضاء على زعيم حماس في غزة
ولد يحيى السنوار ، في مخيم خان يونس للاجئين بجنوب غزة عام 1962 ، وظهر لأول مرة على الساحة السياسية في أوائل الثمانينيات ، باعتباره مقربًا من مؤسس حركة “حماس” أحمد ياسين ، وبرز اسمه تحديدًا في عام 1982 ، حين ألقى العدو الإسرائيلي القبض عليه ، ووضعته رهن الاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر بتهمة الانخراط في “أنشطة تخريبية”
وفي عام 1988 أدانت محكمة العدو الإسرائيلي السنوار في تهمة قتل جنود للعدو الصهيوني ، فأمضى عقدين من الزمن في سجون الإحتلال ، من ثم تم الإفراج عنه وأكثر من ألف أسير فلسطيني في 2011 مقابل الجندي جلعاد شاليط في الصفقة التي عرفت إعلاميًا بإسم “الوفاء للأحرار”
شغل السنوار الرأي العام العالمي بسبب شخصيته الفذة ، فتناولته الصحف الغربية كما صحف العدو ، ومن تقرير أخير لصحيفة “فاينانشيال تايمز” قالت ، يعترف العدو الإسرائيلي انه [ بعد ما يقرب من 40 عامًا من الخبرة في التعامل مع السنوار ، ومع ذلك ، فإن هذه المعرفة المتراكمة في السنوات الأخيرة ، ربما كانت سببًا لتهدئة مخاوف قادة الأمن في إسرائيل ، ودفعهم إلى الشعور الزائف بالرضا عن النفس ، وفقًا للصحيفة البريطانية
وقبل بدء عملية “طوفان الأقصى” كان العدو الإسرائيلي ينظر إلى السنوار بإعتباره “متطرفًا خطيرًا” ومع ذلك استطاع ان يوهمهم ويشتت افكرهم ،حتى اصبحت لا تراه مصدر تهديد حقيقي ، حيث كان تركيزه منصبًا على تعزيز حكم “حماس” في غزة وانتزاع تنازلات اقتصادية ، حسب ما أوردت “تايمز أوف إسرائيل”
اظهر السنوار اهتمامًا كبيرًا في قضية الاسرى كونه واكب لسنوات معاناتهم ، وبتصريح من كوبي مايكل، الباحث البارز بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، لشبكة فوكس نيوز: “كان السنوار نشطاً منذ الأيام الأولى لإنضمامه إلى حركة حماس”، “وفي السجن أصبح زعيمًا بارزًا لأسرى حماس، وكان شخصية مؤثرة جداً بين جميع السجناء الفلسطينيين”
دأب القائد يحيى السنوار على دراسة العبرية داخل سجون الاحتلال حتى اطقنها جيدًا ، فهذا المقاوم يعرف تمام المعرفة ما يُريد ، ولم يهدر وقته مُطلاقًا ، فالعدو الذي ظن انه يدرس شخصيته ، كانت الحقيقة ان السنوار هو الذي يدرس عدوه
ففي تقرير لصحيفة “فاينانشيال تايمز” عن ميكا كوبي ، الذي استجوب السنوار في جهاز “الشاباك”
يقول كوبي “لقد قرأ كتبًا عن شخصيات إسرائيلية ، مثل فلاديمير جابوتنسكي ، ومناحم بيغن ، ويتسحاق رابين”، مضيفًا : “لقد قام السنوار بدراستنا من الأسفل إلى الأعلى”.
وبعد مرور 15 عامًا من سجنه ، استخدم هذه اللغة خلال مقابلة مع قناة للعدو الإسرائيلي ، دعا خلالها إلى الهدنة مع “حماس”
وأضاف مُتحدثًا بلغة عدوه وبإسلوب متقن جدًا : “ندرك أن عدونا يمتلك 200 رأس نووي ، وانها القوة الجوية الأكثر تقدمًا في المنطقة ، ونعلم جيدًا من نواجه “
وفي تصريحات للعدو الذي اجرى مقارنة بين السنوار واسماء اخرى من قادة حماس ، مبديًا خوفه من الكاريزما التي يتمتع بها ، وبملامح شخصيتة ، ولقد أشار تقييم استخباراتي للعدو الإسرائيلي ، أُنجز خلال فترة وجود السنوار في السجن ، إلى أنه كان “قاسيًا ، وموثوقًا ، ومؤثرًا ومقبولاً من قبل أصدقائه ، ويتمتع بقدرات غير عادية على التحمل والمكر والتلاعب ، ويحتفظ بالأسرار حتى داخل السجن بين السجناء الآخرين”، حسب ما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز”
اما في تصريح نقلته “فوكس نيوز”، اعتبر مايكل ميلشتاين ، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية بمركز ديان بجامعة تل أبيب ، أن السنوار يمثل الجيل الثاني من قادة “حماس”، وقال إن”لديه القدرة على قيادة الحركة بأكملها ، وليس فقط شؤونها في غزة”
كما نقلت شبكة NBC News الأميركية ، عن تقرير نشره المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ، أن السنوار “ساهم في تشكيل جهاز الأمن الداخلي لحركة حماس ، كما قاد عملية إعادة تقييم “علاقات الحركة الخارجية” ، بما في ذلك تحسين العلاقات مع مصر”
وبعد عامين من تصنيفه ضمن “لائحة الإرهاب” التي أعلنتها الولايات المتحدة في 2015 ، بسبب دعوته إلى أسر الإسرائيليين ، تم انتخابه على رأس حركة “حماس” في غزة خلفًا لإسماعيل هنية في 2017 ، كما أعيد انتخابه في 2021 لولاية ثانية
السنوار ، والمعروف على نطاق واسع بإسم “أبو إبراهيم”، ساعد على بناء الجناح العسكري لـ”حماس”، وكتائب القسام ، منذ أيامه الأولى ، كما يُقال ان احد اسباب اعتقاله في أواخر الثمانينيات ، كان بسبب دوره الخاص داخل “حماس” في مطاردة الفلسطينيين المشتبه في تعاونهم مع إسرائيل وفقًا للصحيفة البريطانية ، فبرأي السنوار انه لكي تنجح المقاومة يجب ان لا يكون هناك وجود للخونة
وأفاد اللفتنانت كولونيل المتقاعد بيتر ليرنر ، المتحدث بإسم جيش العدو الإسرائيلي ، لشبكة “فوكس نيوز ديجيتال”، بأن الجيش “ليس لديه شك” في أن السنوار هو “العقل المدبر لهذه المذبحة” وانه كان دائمًا يُحرض على الاضطرابات ، ويشجع آلاف الفلسطينيين على محاولة اقتحام الكيان الإسرائيلي لإيذاء المدنيين”
ووفقًا للاستخبارات العدو الإسرائيلي ، فإن هجوم حماس تطلب سنة على الأقل من التخطيط ، وأضاف ميلشتاين ، وهو ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية في تصريحات نقلتها الصحيفة “علينا أن نواجه الأمر “هجوم 7 أكتوبر مدفوع بالكراهية والمذابح وتدمير إسرائيل”، ولمسة السنوار واضحة للعيان وفق تعبيره
ليست هذه المرة الأولى التي يكون فيها السنوار في مرمى العدو الإسرائيلي ، ففي عام 2018 ، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه سينقل السفارة الأميركية إلى القدس ، اندلعت احتجاجات حاشدة في غزة على طول السياج الحدودي مع كيان العدو الإسرائيلي ، وقد صرّح العدو ان السنوار وراء ذلك
كما تقول صحيفة “فاينانشيال تايمز”، ان السنوار ، أصبح شخصية “أسطورية” داخل قطاع غزة ، ونقلت عن أحد الناشطين الفلسطينيين البارزين في القدس الشرقية قوله: “يشعر الكثير من الفلسطينيين بالفخر به ، ويحظى بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني” ويتمتع يحيى السنوار بعلاقات “مقربة جدًا ” مع محمد الضيف ، القائد العام لكتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة حماس ، إضافة إلى المساعدة التي قدمها لإنشاء الجناح العسكري للحركة
2023-11-10