رجل الظل (ضيف حماس)..!
انتصار الماهود
من منا لا يعرف محمد الضيف، رجل الظل الذي اذاق الإحتلال الأمرين رمز من رموز حماس وقائد ميداني ترك بصمته في الدفاع عن فلسطين
محمد دياب إبراهيم المصري، وُلد عام 1965 في مخيم خان يونس بقطاع غزة لعائلة لاجئة من بلدة القبيبة. انضم إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وسرعان ما أصبح من أبرز قادة جناحها العسكري، كتائب الشهيد عز الدين القسام. تولى قيادة الكتائب عام 2002 بعد اغتيال سلفه صلاح شحادة.
على مدى سنوات، نجا الضيف من سبع محاولات اغتيال إسرائيلية، أبرزها في أعوام 2001، 2002، 2003، 2006، 2014، و2021. في محاولة اغتيال عام 2014، فقد زوجته وابنه، لكنه نجا بنفسه. تُعتبر هذه المحاولات جزءًا من جهود إسرائيلية مستمرة لاستهدافه نظرًا لدوره البارز في عمليات المقاومة.
يعتبر محمد الضيف رمزا للمقاومة الفلسطينية، وقد أطلقت عليه إسرائيل لقب “رجل الموت” نظرًا لدوره في التخطيط لعمليات نوعية ضدها. ظلّ شخصية غامضة، حيث ندر ظهوره الإعلامي، مما أكسبه لقب “رجل الظل”.
في 13 يوليو 2024، استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية منطقة المواصي في قطاع غزة بهدف اغتيال الضيف. أسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 90 فلسطينيًا وإصابة 300 آخرين. زعمت إسرائيل أن الضيف قُتل في هذا الهجوم، لكن حركة حماس نفت ذلك في حينه.
في 30 يناير 2025، أعلن الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، عن استشهاد محمد الضيف مع مجموعة من القادة الآخرين، دون تقديم تفاصيل إضافية حول ظروف أو توقيت استشهادهم
بالتأكيد لحماس اسباب موجبة للتكتم على عملية الاغتيال للضيف قد يكون مرتبطًا بعدة عوامل استراتيجية وسياسية وأمنية، ومنها:
1. الحفاظ على الروح المعنوية للمقاومة: كان الضيف رمزًا كبيرًا للمقاومة الفلسطينية، وإعلان استشهاده في وقت مبكر قد يكون له تأثير نفسي كبير على المقاتلين والجمهور الفلسطيني، خاصة في ظل الحرب المستمرة.
2. استمرار القيادة والتخطيط العسكري: الضيف لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان صاحب خبرة استراتيجية عميقة في إدارة العمليات العسكرية، وتأجيل إعلان استشهاده ربما كان ضروريًا لضمان انتقال القيادة بسلاسة دون إرباك للخطط الجارية.
3. التضليل الإعلامي والاستخباراتي: عدم إعلان استشهاده فورًا قد يكون جزءًا من استراتيجية تضليل إسرائيل وإبقائها في حالة عدم يقين حول مصيره، مما يجعلها تتردد في اتخاذ قرارات معينة أو تشعر بأن الضيف لا يزال يوجّه العمليات العسكرية.
4. حماية قادة آخرين: إعلان استشهاد شخصية بحجم الضيف قد يدفع إسرائيل إلى استهداف مزيد من القادة العسكريين، لذا تأخير الإعلان ربما كان يهدف إلى منح الوقت الكافي لإعادة التموضع واتخاذ الاحتياطات الأمنية.
5. التأثير على التفاوضات السياسية: في حال وجود أي مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، فإن الإعلان عن استشهاد الضيف قد يؤثر على مواقف التفاوض، إما بتقوية موقف المقاومة إذا تم تقديمه كعامل تعبئة، أو بتجنب إعلان الخسائر لمنع استغلالها من قبل الطرف الآخر.
6. التوقيت المناسب للإعلان: قد يكون هناك حسابات متعلقة بتوقيت الإعلان لتحقيق أقصى تأثير سياسي وعسكري وإعلامي، مثل تزامنه مع تطورات ميدانية أخرى أو استغلاله لتحفيز عمليات انتقامية.
ختاما فإن إخفاء استشهاد شخصيات قيادية في الحروب والصراعات هو استراتيجية شائعة في الحروب غير المتكافئة، حيث يكون للبعد النفسي والإعلامي دور كبير في إدارة الصراع.
2025-02-02