رئيس اميركا”رجل مسن ذو ذاكرة ضعيفة”!
رنا علوان
وصف تقرير وزارة العدل بايدن ، بأنه “رجل مسن ذو ذاكرة ضعيفة”، وأنه لا يتذكر السنوات التي كان فيها نائبًا للرئيس ولا يستطيع أن يتذكر ، “حتى في غضون عدة سنوات”، عندما توفي ابنه بو !!!
ومع ذلك يترشح بايدن لولاية رئاسية ثانية ، اليس ذلك عجب العجاب ، آلا يوجد في هذه الولايات المتحدة ، احد يليق بهذا المنصب أكثر منه ، ام ان هذا يناسبهم ؟!؟
بعد أسبوع حافل من الزلات ، فضلاً عن تقرير من وزارة العدل أثار تساؤلات جدية حول صحته العقلية والإدراكية ، جاء فيه ضرورة استدعاء بايدن إلى إجراء اختبارات معرفية تثبت أنه لائق للخدمة
وهذا ما دفع بالآخير الى الانفعال في خطابه الاخير ، قائلاً للأميركيين : “أنا أعرف ماذا أفعل بحق الجحيم!!!” وأُصر على أن “ذاكرتي جيدة”
[ وبعد لحظات ارتكب زلة أخرى مذهلة ، في إشارة إلى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هو رئيس للمكسيك ]
اجمع الأطباء إن نسيان الأحداث الرئيسية مثل وفاة أحد أفراد أسرته كان علامة مميزة للتدهور المعرفي ، ومقدمة للخرف ، ودعوا شاغل الوظيفة إلى إجراء اختبارات معرفية “ليثبت للجمهور” أنه سليم عقليًا
اميركا التي تُشارك اليوم في حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة ، والتي قد تمتد تداعياتها لتصبح حرب عالمية ثالثة في اي وقت اذا لم تعيد ترتيب اوراقها هي واللقيط ، في عهد رئيسها ال 46 “الخرف” ، لا تخجل من ذلك فهذا على البعد التاريخي مفيد لها جدًا ، كما هو مفيد لها في الوضع الراهن تمامًا ، فهذه الإمبراطورية التي نشأت على الكذب والسرقة والبروباغندا ، يناسبها جدًا اللعب على الإعلام ، فما بالكم بوجود رئيس خرف ؟!؟
ولقد أثار تقرير المحقق الخاص روبرت هار ، الكثير من التساؤلات الخطيرة فيما يتعلق بذاكرة الرئيس الأمريكي جو بايدن ، الأمر الذي استجلب ردًا قويًا من بايدن
ورغم معارضة هار محاكمة بايدن واتهامه بالاحتفاظ ببعض الوثائق الحكومية السرية ، إلا أن المحقق الذي كان يعمل في إدارة الرئيس السابق ، دونالد ترامب ، قال إن بايدن البالغ من العمر 81 عامًا، في الغالب سيقدم نفسه في أي محاكمة على أنه “شيخ طاعن في السن ، يحمل نوايا طيبة ، ويعاني ذاكرة ضعيفة”
وفي تقريره ، وجّه هار اللوم لبايدن على الاحتفاظ ببعض الوثائق السرية ، وتخزينها بشكل غير مناسب وآمن
كما يصف التقرير مقابلة طويلة مع مارك زونيتايزر ، المؤلف غير المعلن لكتاب جو بايدن ، والذي قال في المقابلة ، إن الرئيس يعاني لتذكر أحداث محددة ، خلال فترة خدمته كنائب للرئيس السابق باراك أوباما
وجاء في التقرير “حوارات بايدن المسجلة مع زونيتايزر عام 2017 ، إما بطيئة بشكل مؤلم ، بسبب معاناة بايدن في تذكر الأحداث ، وتفضيله أحيانًا العودة لمذكراته المدونة”وقال
“ذاكرته بدت مشتتة، عندما بدأ تذكر الخلاف حول أفغانستان ، والتي شكلت أمرًا هامًا بالنسبة له ، بين أمور أخرى ، وقال بشكل خاطىء إنه كان “له رأي مخالف” للجنرال كارل إلكينبيري ، بينما كان الجنرال في الواقع حليفًا لبايدن ، ومؤيدًا له ، كما تقول مذكرة لبايدن نفسه وجهها حينها لرئيسه أوباما”
يشير التقرير كذلك إلى أن بايدن لا يتذكر متى توفي نجله ذاكرًا أنه “لم يتذكر حتى ولو ضمن بضع سنين متى توفي نجله بو” وقد توفي بو ، الذي خدم كجندي في العراق ، وعمل كمدّع عام سابق في لاية ديلاوير ، عام 2015 ، عن عمر يناهز 46 عامًا ، واعتبر بايدن ذلك اليوم ، أسوأ أيام حياته
وبينما ساق تقرير هار هذه الأمثلة للتدليل على تراجع ذاكرة بايدن ، وقدراته العقلية ، وقد تعرض التقرير للهجوم من الديمقراطيين ، حيث انتقد المستشار الخاص لبايدن ، ريتشارد سوبر ، التقرير مطالبًا هار بمراجعته مرة أخرى ، فيما يختص “بذاكرة الرئيس بايدن ، ليكون مناسبًا لخبرات هار”
وقال سوبر إن وصف ذاكرة الرئيس لم يكن “دقيقًا ولا مناسبًا” ولم يكن له محل في تقرير تابع لوزراة العدل ، وأضاف أن المقابلات التي أجراها هار مع بايدن جاءت بعد يوم من هجوم حماس على إسرائيل ، وأن هار نفسه كان متقبلًا لفكرة أن عددًا من الشهود لم يتذكروا بعض الأحداث التي وقعت قبل 15 عامًا ، واضاف سائلاً ماذا حدث بعدها ؟!؟
وفي التقرير جاء أن المحققين الذين زاروا منزل بايدن ، في ديلاوير ، وأن بعض الوثائق السرية المتعلقة بأفغانستان كانت محفوظة في مرآب السيارة الذي كان غير مرتب ويبدو بحال فوضوية ، “وملفوفة بالبلاستيك قرب قفص شبه منهار خاص بالكلب ، وسطل فارغ ، ويعلوه التراب”
وقال التقرير إن “المحلفين لم يمكنهم فهم أن المكان ليس مناسبًا ليقوم شخص ما بحفظ وثائق يفترض أنها سرية وهامة بالنسبة إليه” وبدلًا عن ذلك شكك هار في ذاكرة بايدن قائلا إن الاكتشاف بدا “كموقع لتخزين وثائق سرية نسي صاحبها أمرها ، أو أنه لا يعرف بوجودها”
بايدن ظن أن أوباما أخطأ بخصوص أفغانستان ، واعتبر بايدن نفسه وقتها “شخصية تاريخية” وحرص على كتابة مذكراته بشكل يومي والاحتفاظ بها ليقوم لاحقًا بإصدارها في كتاب
ويضيف التقرير أن بايدن كان لدية دافع للاحتفاظ بالوثائق الخاصة بأفغانستان لأنه كان يرغب في إثبات أنه كان معارضًا لقرار الرئيس أوباما ، وانه كان على خطأ بقدر خطأ فيتنام” ويقول إنه “أراد الوثائق ليظهر أنه كان على صواب بخصوص أفغانستان”
لكن تقرير هار ينصف بايدن في أنه سارع إلى تسليم الوثائق للمحققين بعد العثور عليها ،وذكر ان “بايدن سلم وثائق سرية لدار المحفوظات الوطنية ، ووزارة العدل ، ووافق على تفتيش عدة مواقع بينها مناول خاصة به ، وتطوع لمقابلة معنا ، كما تعاون مع التحقيقي بعدة أشكال”
وذكر التقرير عدة اختلافات في تعامل بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب ، الذي يواجه عدة اتهامات بإعاقة جهود المحققين في تخزينه وثائق سرية بشكل غير قانوني في منزله في فلوريدا ، وهي الاتهامات التي ينفيها ترامب ، وهذه المقاربة في التقرير ، تعتبر نقطة لصالح بايدن على ترامب في الدعاية الإعلامية الانتخابية لا ضده
ويضيف ” من الملاحظ أنه بعد إعطائه عدة فرص ، لإعادة الوثائق السرية وتجنب المحاكمة يبدو ترامب رافضًا لعدة أشهر ، حسب عريضة الاتهام ، كما أنه أيضًا يعيق العدالة عبر استئجار آخرين لتدمير الأدلة ثم الكذب بشأن الأمر لاحقًا”
وهنا تم طرح سؤال ، هل يحق لبايدن الاحتفاظ ببعض الوثائق؟!؟
هذه اليوميات التي بمثابة وثائق خرجت معه لاحقًا من البيت الأبيض ، وللاجابة عن هذا السؤال ، تم التذكير بتقارير سابقة خاصة بالرئيس السابق رونالد ريغان ، الذي دون يومياته وكانت تحوي معلومات سرية ، وهو ما يجعل من المقبول لبايدن الاعتقاد بأنه من حقه أن يفعل نفس الأمر
ختامًا ، نجد بعد كل ما اتينا على ذكره ، انه لا يوجد سوى حقيقة واحدة فقط وهي ” انك لا تستطيع ان ترسو على بر مع الإعلام الاميركي ” فالتقرير الذي سلط الضوء على خرف بايدن هو يخدمه في مقلب اخر ” وظهوره بقوة في هذا الوقت تحديدًا يخدم السياسة الاميركية نفسها ، فمحكمة العدل الدولية ، التي امهلت الشريك الاسرائيلي مهلة شهر كي يوقف اعماله الاجرامية ، والتي اثارت ضجة في الشارع الاميركي الداعم لهذا اللقيط ، اصبح لديهم ذريعة تخللت وهذه المهلة وهي تشتت الرئيس وخرفه
كما انه لم يعد من الممكن لأحد انكار ما يسمى ” بالدولة العميقة” فهناك أكثر من قراءة لتلك الدولة ، واحدة تعود إلى زمن تأسيس الولايات المتحدة ، وزمن الآباء المؤسسين ، وأخرى معاصرة ترتبط بمجمعات ولوبيات حديثة بزغت في النصف الثاني من القرن العشرين
حيث يتناول البروفيسور جيسون ليندسي ، في كتابه “إخفاء الدولة” وطبيعة هذه الدولة العميقة ، و “أنه حتى من دون وجود جدول أعمال تآمري ، فإن مصطلح الدولة العميقة مفيد لفهم جوانب مؤسسة الأمن القومي في البلدان المتقدمة ، مع التركيز على الولايات المتحدة”
كما ان إدوارد سنودن ، عميل وكالة الأمن القومي الأميركي NSA تلك الوكالة المغرقة في السرية ، والذي اصبح اسمه غني عن التعريف ، قبل أن ينقلب عليها ويكشف أوراقها ، قال سنودن أن الدولة العميقة ليست كامنة فقط في ثنايا وكالات أميركا الاستخبارية ، بل “إنها حقًا وسيلة للإشارة إلى بيروقراطية الحكومة المهنية ، وهؤلاء المسؤولون الذين يجلسون في مناصب قوية ، ولا يغادرون عندما يغادر الرؤساء والذين يشاهدون الرؤساء يأتون ويذهبون ، وهم يؤثرون على الرؤساء ، ويديرونهم”
كما نجد أيضًا ان التحذير من الدولة العميقة ، ليس أمر حديث العهد والنشأة ، اذ القى الرئيس “ايزنهاور “خطابًا وداعيًا مُتلفزًا من مكتبه الرسمي “بطريقة لا تنسى” ، قبيل رحيله عن البيت الأبيض وفي يناير (كانون الثاني) من عام 1961 ، حذر في الخطاب من أن تتحول “الصناعة العسكرية المعقدة” في بلده إلى قوة عنيفة
وقد رأى أيزنهاور من بعيد أن “المؤسسة العسكرية الضخمة” باتت تعمل مع “صناعة أسلحة هائلة”، سعيًا وراء “نفوذ لا مبرر له” في “كل مدينة وكل مبنى تشريعي وكل مكتب عائد إلى الحكومة ، ما قد يؤدي إلى كارثة تنبع من بروز قوة في غير محلها”
واليوم وبعد مضي نحو ستة عقود على خطاب أيزنهاور تصل ميزانية البنتاغون زُهاء 770 مليار دولار ، وهذا هو الرقم الظاهر ، وبالقطع هناك برامج سرية عسكرية أميركية ، غالبًا لا يعلم الرئيس عنها شيئًا ، ما يجعل من هذا المجمع قوة عميقة حقيقية ، تدفع في طريق عسكرة الحياة الأميركية ، وإزاحة من يتقاطع معها من أنصار رؤساء السلام ، الأمر الذي حدث مع الرئيس كارتر في نهاية سبعينيات القرن الماضي
[ وسوف نتطرق اليها في مقال خاص لاحقًا ]
2024-02-12