دواعش ومواعش الفيسبوك!
اضحوي الصعيب*
أدلكم على طريقة تميزون من خلالها الدواعش من المواعش من الدراويش على وسائل التواصل. وقبل ذلك لا بد من تثبيت حقيقة وهي ان تلك الملايين التي صفقت وهللت لداعش لم تتبخر ولم يكن الجميع مخدوعين. قُتِل منهم أناس وسُجن آخرون ورحل من رحل خارج البلاد وصحا من كان مغرراً به وأكثر من اولئك جميعاً انحنى للعاصفة وبقي معدنه الخبيث مثل الجمر تحت الرماد. انهم غير معزولين عنّا بل متوفرون ينشرون ويناقشون ويدخلون معارك سياسية في كل محفل ومكان. لكنهم وبحكم الظرف لا يستطيعون المجاهرة وانما لديهم وسائل تمويه تحتاج فطناً يفك رموزها. وذلك الفطن هو انا بما حزت من خبرة في التعامل معهم. وهم موحدون في منطقهم وطروحاتهم السياسية حد التطابق ولهم مرجعيات توجه سيرهم. انهم وبلا استثناء ضد المقاومة الفلسطينية وضد محور المقاومة. غير انهم لا يعبرون عن هذا الموقف بطريقة كلية وانما بتدرج. يقولون -كتميمة وقاية- انهم مع المقاومة ويتمنون فناء كل من يدعمها، ايران والحوثيين والمقاومة اللبنانية والحشد الشعبي والحكومة السورية. فتصور كم هم مخلصون للمقاومة بتمنيهم زوال داعميها وبقاء اعدائها!.
ثم ينسى نفسه ويهاجم قيادة المقاومة لأنها زجت شعبها في معركة غير متكافئة فتسببت بابادة الابرياء، هكذا ينصبون أنفسهم اولياء لأطفال ونساء غزة أكثر من ذويهم الذين يقاتلون.
ما ان يأتيك احدهم بهذا المنطق إذهبْ الى صفحته واستعرضها، فإذا وجدته يتهم (المعارضة) السورية بنفس الاتهامات ويقول انها بثورتها جرّت الوبال على الشعب السوري فاعلم انه درويش مسالم يرفض الحروب عموماً (مع الفارق الساطع بين ثوار فلسطين وارهابيي سوريا وانما نذكر ذلك للاختبار فقط كما تختبر صحة انسان بفحص اللعاب او الغائط دون ان يعني ذلك المساواة بينهما) هذا النوع من الناس لا يعنينا واوردناه لنستبعده من حقل دراستنا.
النوع الثاني يعلق على منشوراتك بحثاً عن ثغرة تسمح بالنيل من المقاومة، كأنه الحصيني وهو يتعسس ليلاً بحثاً عن نافذة الى قن الدجاج. وعندما تعود الى صفحته لا تجد كلمة واحدة تخص فلسطين لا سلباً ولا إيجاباً منذ اندلاع المعركة الى اليوم. هذا الماعشي لا يعنيه الامر من قريب او بعيد، يشبه المرياع الذي خصوه فتوقفت فحولته عن النمو. لا فرق عنده ان تنتصر المقاومة او تهزم. ويعلق تماشياً مع المؤثرات من حوله مثل شخص لا يدخن وجميع زملائه في الغرفة مدخنون، فتراه يسعل مثلهم ويعاني كل ما يعانون من امراض. وبمجرد ان تقمع تعليقه يروغ ويستعير تعابيرك ويثني على بطولة الفلسطينيين.
الثالث، وهو الاهم، ذاك الذي لا يأخذ على المعارضة السورية ما يأخذه على المقاومة الفلسطينية. لا يدعوها الى الاستسلام للنظام كما يدعو المقاومة ان تستسلم لإسرائيل حقناً لدماء الاطفال والنساء وحفظاً للاعراض. يسميها (ثورة) ليتجنب اسمها الحقيقي (داعش والنصرة)، ولكي يمجدها دون مواربة. هذا هو الداعشي بعينه فألقموه حجراً حيث ثقفتموه.
( اضحوي _ 1696 )
2024-04-11