دمْ نصر الله فـي رقبـة إيـران وظريفي وسلامي وبـزشكـيـان!
د احمد الأسدي
حتى لا نُخدع مـرتين
حتى لا يُقتل الحسين مرتين
حتى لا تُسبى زينب مرتين
قبل أيام ومن على هذا المنبر ( ساحة التحرير ) قلناها وبكل صراحة وبدون أي تردد , أن ( إيران ) لم ولن تقاتل أو تدخل بمعركة عسكرية مباشرة أو حتى غير مباشرة لا لسواد عيون ( غزة ) ولا لسواد عيون ( اليمن ) ولا حتى لسواد عيون ( حزب الله ) و( نصر الله ) لأن ( طهران ) ليست صاحبة مشروع (مقاوم ) , وإنما كانت وستبقى صاحبة ( مشروع قومي إيراني فارسي) وتضع في مقدمة أولويات هذا المشروع مصلحتها وأمنها القومي , وإن الشعارات والخطابات التي ترفعها وتروج لها عن ( المقاومة ) فهي تدخل في صلب أدوات هذا ( المشروع القومي ) , فالغاية بالنسبة للإيرانيين تبرر الوسيلة , وإن كانت وسيلة الوصول إلى قمة جبل مشروعهم هذا تكلفهم بعض التضحيات والخسائر هنا وهناك فلا ضير منذ ذلك .
وحتى لا ( يتأرين ) علينا البعض , فنحن هنا لا نتحدث من باب العداء المطلق أو القصد والغرض المُسبق , ولكن المتتبع لتصريحات المسئولين الإيرانيين من أعلى هرم السلطة في طهران إلى قاعدتها , بدأ من رئيس الجمهورية (بزشكيان) إلى مستشاره الأول (ظريفي) مرورا بوزير خارجيته ( عراقجي ) وقادة الحرس الثوري ( سلامي ) ترتسم أمام عينيه ملامح وتفاصيل لوحـة وصورة الموقف الإيراني الحقيقي المُتجرد من مساحيق تجميل الشعارات والخطابات التي أوهمت فيها عقول الكثيرين , هذه التصريحات التي يرى فيها البعض انقلابية من قبل التيار الإصلاحي الذي وصل إلى السلطة بعد اغتيال ولا نقول مقتل ( رئيسي ) , لكنها في رئينا ليست كذلك , بقدر ما أن هذا التيار قد خرج من تحت عباءة ( التقيه ) وأخذ يلعب عل المكشوف مثلما يقال , و مهما حاول المرشد الأعلى ( خامنئي ) ترقيع هذا الموقف الإيراني تبقى محاولاته فاشلة لأن ( الشك جبير والركعه صغيرة ) مثلما يقول أهلنا تندرا عن مثل هكذا محاولات .
اغتيال السيد نصر الله لم يكن مفاجئ بالنسبة لنا وإن كان فيه ( صدمة ) كبيرة , بل كان أكثر من متوقع في هذه اللحظات المفصلية من تاريخ صراعنا المبدئي والإيماني المقاوم مع الصهاينة وكيانهم الإسرائيلي على أرض فلسطين , فكل المعطيات التي أفرزتها طبيعة المعركة بعد طوفان الأقصى والمواقف الإقليمية والدولية كان توحي وتأكد أن هناك مشروع وتوافق عربي وإقليمي ودولي على إنهاء قوى المقاومة وتدمير مشروعها , وهذا لن يتحقق إلا بالقضاء على قادتها أولا و قتل الروح المعنوية في بيئتها ثانيا بالموازاة مع استهداف قوتها وعدتها العسكرية على أرض المعركة ثالثا ,وهذا تماما ما يجري على أرض مع الأسف وتتحمل مسؤوليته الأولى ( إيران ) قبل كل شيء , حيث عدم الرد على اغتيال ( إسماعيل هنيه ) في طهران وتصريحات الرئيس الإيراني ( بزشكيان ) وأركان رئاسته في نيويورك لاحقا وصمت المرشد الإيراني ( خامنئي ) المريب واكتفاءه بتهديدات واهنَ وترقيع للموقف الإيراني المخادع كانت بمثابة الضوء الأخضر ( لنتنيـاهو ) وأركان حربه اليميني المتطرف للذهاب بعيدا بعدوانهم على غزة, ولاحقا لبنان والتي وصلت ذروه تماديها باغتيال السيد حسن نصر الله , ناهيك عن أن جميع الاغتيالات التي طالت حزب الله وقياداته كان هناك تواجد للعنصر الإيراني البشري في نفس المكان الذي يستهدف , وهذه الشخصيات مستهلكه تضحي بها ( طهران ) للتغطية على تواطئها ودورها فيها .
عندما نؤشر على هذه الحقائق وهذا الدور الإيراني المُريب والمخادع فلا يعتقد أحدا إن ذلك في غاية تجميل الوجه القذر للنظام الرسمي العربي ورعاعه بالشارع فلسنا أبواقا لأحد ولا إمعات ولا ببغاوات تردد ما تقوله ( العبرية العربية والحدث وسكاي نيوز ) والأعلام المطبع المتصهين الذي له عداءه مع طهران ونظامها , فالأنظمة العربية جمعا ولا نستثني أحدا لا يتعدى كونها أدوات رخيصة ودمى تحركها أمريكا وإسرائيل , ولنا بالدور الذي لعبته هذه الأنظمة بالتآمر على العراق ودعم الغزو و الاحتلال و إسقاط نظام الرئيس صدام حسين الذي دافع عنهم طوال 8 سنوات في الحرب مع إيران ومن ثم غدروا به وباعوه ودفعوا أثمان فواتير حرب إسقاطه , ولكن نؤشر على هذه الحقائق وبهذه الصراحة حتى لا نخدع مرتين ولا يقتل الحسين مرتين ولا تسبى زينب مرتين ولنعيد ترتيب أوراقنا ونقرأ جيد خرائط طريقنا والى أين نحـن ذاهبين .
30 أيـلول
2024-10-01