دكتور نظمي وداعا….!
كاظم الموسوي
صدمني الخبر، توفي من ايام في اسبانيا الصديق العزيز الدكتور نظمي عبد الصاحب العبيدي.
بهدوء رحل الرجل بعد ان قدم الكثير من الخدمات الانسانية لمن يستحق ذلك منه ولمن لا يستحق حتى ذكر اسمه. كيف غادرنا وقد شغلنا في تذكره من ايام دراسته الطب الى تقديم خدماته الطبية مجانا دون سؤال او تعريف او انتظار. وهو ينتقل من مدينة الى اخرى ومن بلاد الى اخرى.. حقيبته مملوءة دائما بالادوية والعلاجات للاهداء والتوزيع والارسال الى من يحتاجها، مع كلماته البلسم معها المعبرة عن طيبة قلب لا توصف.
خجول في سردياته عن نفسه وشجاع في مواقفه العامة وجليل في عطائه بلا تمييز ووفي لاصدقائه الكثر.. واستغلت صفاته هذه من بعض من كان يعرف هو جيدا نواياهم واتصالاتهم، ولكنه لم يقطع الشعرة معهم.
بحثت في محرك البحث عن اخبار عنه فلم اجد غير مقال قديم لي عن جيفارا ذكرته فيه ونشر حينها في العديد من وسائل الاعلام. (نشر عام 2017).. كتبت: كنت في زيارة الشام الحبيبة، قبل سنوات… اتصل بي اخي الطبيب الدكتور نظمي عبد الصاحب العبيدي، الذي كان يعمل في مشفى في فرانكفورت الالمانية، وهو أحد اسرى سجن الخيام بلبنان، وسألني أن ابنيه علي وحسنين يسلمان ويطلبان هدية منك، هي قميصان “تي شيرت” عليهما صورة جيفارا. شابان صغيران ولدا وعاشا في اوروبا، لم يخطر ببالهما هدية من الشام الا صورة جيفارا. وهذا المثال هو ما يتكرر عند طلب كثيرين ورغبة عديدين وحاجة مريدين وسؤال مؤيدين. هناك من يتباهى بالصورة وهناك من يتحدى بها. يعلن غضبا او يرفع سبابته احتجاجا. كثيرون حلموا أن يكونوا كما كان جيفارا. وليس غريبا أن ترى مكتبة لبنانية، تحسب على اليمين السياسي، كما توصف في مصطلحات السياسة التي تروّج لها، والتي لا تفكر لحظة باليسار ومطالبه، تطبع صورة جيفارا وتعرضها في أروقتها وعلى مدخلها وتنشر كتبه او تعرضها على رفوفها وتصنع قمصانا بصورته. صحيح انها لا تؤمن بما تعمل ولكنها تعرف بما تقوم، السلعة والربح حتى في هذه الظاهرة التي لا تستطيع مغالبتها. وامثالها في أكثر من مكان، او بلد.
اذكر ذلك لاعادة الذكرى بالفقيد وتربية أبنائه ومبادئه وصموده في ظروف ليست هينة ولا اريد هنا الاشارة لمن تركوه يضمد آلامه منهم بصبر واخلاق عالية افتقدوها او ابسطها.
خبر صادم ومؤلم وحزين
وداعا دكتور نظمي..!
2022-06-17