دفاعًا عن أسْرانا وتكريمًا لشهدائنا!
الطاهر المعز
كان “عماد عمران” ( توفيق بن أحمد شوفالي ) من قرية بورين (قرب نابلس) ينتمي إلى حركة فتح -المجلس الثوري (المعروفة باسم مجموعة ابو نضال “صبري البنّا” ) وهي انشقاق عن حركة فتح حصل سنة 1974، احتجاجً على قُبُول فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية قبول القرار 242 للأمم المتحدة الذي يعتبر إن الأراضي المحتلة هي ما احتله الصهاينة من فلسطين، سنة 1967، والتسليم له بما احتله سنة 1948، وقام عماد عمران ( توفيق شوفالي) يوم السابع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر 1985 مع رفيقَيْن، بتنفيذ عملية فدائية استهدفت شركة النقل الجوي الصهيونية (العال) في مطار فيينا، عاصمة النمسا، وأسفرت العملية الفدائية عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 39 آخرين، بالتزامن مع عملية أخرى، خلال نفس اليوم، نفّذها محمود إبراهيم خالد وثلاثة من رفاقه، استهدفت شركة النقل الجوي للعدو في مطار روما، عاصمة إيطاليا، وأدّت إلى مقتل 16 شخصا وإصابة 100 آخرين، وأعلنت حركة فتح-المجلس الثوري التي يتزعمها أبو نضال مسؤوليتها عن الهجُومَيْن ،واعتقلت الشرطة “عماد عمران” (توفيق شوفالي ) و منجي بن عبد الله السعدوي، وتم اتهامُهُما من قبل النيابة العامة النمساوية بالتخطيط للتسبب في “حمام دم”، وحكم عليهما بالسجن مدى الحياة بعد محاكمتهما في فيينا سنة 1987 وبعد 22 سنة من الإعتقال، أُطْلِقَ سراح السعدوي وتم ترحيله إلى الأردن…
تمكّن “عماد عمران” ( توفيق شوفالي) سنة 1995 من الفرار من السّجن، ولكن أُلْقِي القبض عليه، بعد سُوَيْعات قليلة، في قبو مبنى سكني، وبعد سنو واحدة أعاد الكَرّة وحاول الفرار (تشرين الثاني/نوفمبر 1996) فاحتجز ثلاث موظفات في السّجن كرهائن، لكن فشلت المحاولة وحُكِمَ عليه بالسجن لمدة 19 سنة إضافية، وبقي في سجن “كريس” ( حوالي ثمانين كيلومترا عن العاصمة فيينا) لفترة أربعين سنة تحت الحراسة المُشدّدة إلى أن تُوفِّيَ في زنزانته يوم الخميس 19 أيلول/سبتمبر 2024 عن 64 سنة، وفق إعلان إدارة السّجن التي لم تنشر تفاصيل أخرى عن سبب الوفاة وعن الوضع الصحي للأسير الشهيد، وفق ما ورد في برقية لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس 19/09/2024)…
في فرنسا، من المُقرّر أن تعقد محكمة تنفيذ الأحكام جلسة استماع في “لانميزان” (جنوب غربي فرنسا)، يوم السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2024، للبت في طلب الإفراج المشروط والترحيل (نحو لبنان) الذي قدمه محامي الأسير جورج إبراهيم عبد الله منذ أكثر من عام، وللتذكير فإن الأسير مُعتقل في فرنسا منذ تشرين الأول/اكتوبر 1984، أي منذ أربعين سنة، بتهم المُشاركة في قتل ضُبّاط مخابرات عسكرية أمريكية وصهيونية، إدانته في أعقاب إعداد سياسي بوليسي غير عادل ومحامي يخون موكله من خلال العمل في الأجهزة السرية، مما اضطر الأسير إلى تغيير المحامي، وقَضت محكمة فرنسية مَرّتَيْن بالإفراج عنه وترحيله إلى موطنه لبنان بعد 25 سنة من الإعتقال، لكن اعترضت وزارة الدّاخلية الفرنسية، بناء على طلب أمريكي وصهيوني بعدم إطلاق سراح جورج إبراهيم عبد الله، أقدم معتقل سياسي في فرنسا وفي أوروبا، وتم رفض الإستئناف من قبل النيابة بأمر من السلطة التنفيذية، ما يُثِير الشكوك بشأن استقلالية جهاز القضاء الفرنسي، و”سيادة القانون” المزعومة…
يعود رَفْض إطلاق سراح سراح المناضل الشيوعي جورج إبراهيم عبد الله إلى رفضه التّعبير عن النّدم ورفضه إنكار مبادئه وقناعاته، ويُنظّم المتضامنون معه كل سنة، خلال شهر تشرين الأول/اكتوبر مظاهرة وطنية في بلدة لانيميزان، حيث سُجِن الأسير، للضغط على الدولة الفرنسية…
2024-09-23