خطة الصهيوغربية في سوريا!
كتبه/حمود النوفلي*
قبل ذكر الخطة سوف نذكركم بما حدث سابقا، ففي عام 2011 وبعد مقاومة مستمرة للوجود الأمريكي في العراق،وبضغط من الحكومة العراقية، قررت أمريكا الانسحاب من العراق،وما أن اكتمل الانسحاب إلا وتم تجهيز داعش بقدرات وقوات خيالية واحتلت أجزاء كبيرة من العراق وسوريا وتمددت بسرعة البرق كما يحدث الآن
وقتها قررت أمريكا ترجع للعراق بحجة محاربة داعش وطلبت تشكيل تحالف دولي يدفع كلفة الحرب وتم مشاهدة إلقاء السلاح من الجو لداعش وكادت تسقط بغداد وكركوك لولا تشكيل الحشد الشعبي ودعم من حزب الله وإيران مما قام بإنهاء هذا التمدد، طبعا أمريكا بعد ذلك قصفت بؤر داعش بعد أن حققت بها هدفها،وهو ذات الامر حدث عند تشكيل القاعدة لمحاربة الاتحاد السوفييتي في افغانستان وبعد إنتهاء مهمته قامت بمحاربته والقضاء عليه.
للعلم أمريكا رفضت الانسحاب من العراق وسوريا وتبين أن حجة محاربة داعش ما هي إلا حجة للرجوع بقواعد في كلا البلدين،
استمرت المقاومة العراقية في قصف القواعد الامريكية في العراق وسوريا طول الاشهر الماضية،وطالبت الحكومة العراقية أمريكا الانسحاب قبل أشهر وتم الاتفاق أن يتم الانسحاب النهائي بعد سنة مقابل توقف المقاومة قصف القواعد هذه الفترة.
أمريكا حتى تفشل الانسحاب من سوريا والعراق قامت بدعم وتحريك الجبهة السورية،
والآن يتكرر ذات السيناريو، حيث يجتاح تنظيم النصرة سوريا، والذي تصنفه أمريكا والغرب كتنظيم إرهابي وسوف يتمدد في سوريا ومن ثم العراق بدعم صهيوني أمريكي من تحت الطاولة حتى يحقق لهم عدة أهداف وهي: محاولة القضاء على الدولة والنظام في سوريا حتى يتخلصوا من نظام حليف لروسيا وإيران ومعادي للكيان المحتل،وكذلك إخراج قوات المقاومة المدعومة إيرانياً وقطع خط الإمداد عن حزب الله،
بعدها ستجني أمريكا والكيان الصهيوني الثمار بتعيين حكومة علمانية التوجه موالية لها، وتوقيع اتفاقية تطبيع مع الكيان الصهيوني كاتفاقية مصر والاردن،وتوقيع التنازل عن الجولان، ثم يقوم الكيان الصهيوني بشن حرب على حزب الله بعد تأكد وقف خط الإمداد من إيران،وذلك للقضاء عليه بشكل نهائي لأجل إخراج نفوذه في الداخل اللبناني، كذلك توقيع اتفاقية تطبيع وحماية للحدود من جهة لبنان،بعد استقطاع جزء من الاراضي اللبنانية والسورية لترحيل أهل الضفة الغربية نحوها.
ثم ستشكل أمريكا تحالف دولي للقضاء على الارهاب، فهي ستقضي على النصرة وكل تنظيم عقائدي كما حدث مع داعش والقاعدة، وستبقي فقط التنظيمات ذات التوجه العلماني والليبرالي، وستطلب من دول المنطقة المشاركة في القضاء على هذه التنظيمات باتحاد دولي لمكافحة الإرهاب،وستزيد قواتها وقواعدها بحجة محاربة الإرهاب مما سيمدد لبقاءها في سوريا والعراق.
لماذا تمت الخطة في هذا الوقت؟
طبعا التوقيت دقيق جدا وبسبب عدة ظروف دولية،فأوكرانيا والغرب قرروا دعم المعارضة السورية بأسلحة نوعية وخبراء مسيرات لأجل استنزاف روسيا بالشرق الاوسط والقضاء على نفوذها بسوريا،وهذا سيشتت روسيا في جبهتين أحدهما في أوكرانيا والأخرى في سوريا مما سيسهل إضعافها، ولو سقط نفوذ روسيا في سوريا فإن خط الغاز بين الشرق وأوروبا سوف ينجح في عدم احتياج اوروبا لروسيا في مصادر الطاقة،وهذا الهدف تم التخطيط له منذ 2002 وقامت حروب في سوريا لأجل تأمينه،
كذلك يرون أن حزب الله يمر الآن بأزمة وضعف،وبالتالي لن ينقذ قوات النظام من التصدي للجماعات الجهادية، فكما هو معلوم الجيوش النظامية لا تستطيع مواجهة تنظيمات تعمل بحرب العصابات والسنوات الماضية حزب الله هو من تصدى لها في الارض، والجيش السوري وروسيا بالضربات الجوية.
كذلك يعتقد الرعاة للمعارضة بأن هناك أزمة ثقة أو توتر في العلاقات بين النظام السوري وإيران على خلفية المصالحة العربية مع النظام السوري وما بها من شروط بالحد من نفوذ وتواجد القوات الإيرانية، وكذلك بين إيران وروسيا في تقاسم النفوذ بسوريا فكل واحد منهما له حساباته الخاصة
فروسيا مصلحتها قطع خط الغاز عن أوروبا وإيران مصلحتها توفير خط إمداد بالسلاح لحزب الله الذي هو الجبهة الوحيدة المباشرة لتحرير فلسطين.
كذلك تركيا عرضت مصالحة على النظام السوري ورفض واشترط انسحاب القوات التركية قبل أي مصالحة وتركيا ترفض ذلك وتود أن تجري مفاوضات بذلك.
لذلك تركيا غضبت من رفض النظام السوري للمصالحة،وتضغط عليه بالمعارضة.
لذلك الخطة الغربية ستفشل حتما لو حدث تعاون رباعي قوي وبثقة وبدون أي خلافات بين النظام السوري وإيران وحزب الله وروسيا،كما ستفشل حتما لو جرت عاجلا مصالحة بين تركيا والنظام السوري.
طبعا كل ذلك حدث بعد استشعار أمريكا والكيان الصهيوني خطر وجود خط إمداد لحزب الله من إيران الذي أذهلهم قدراته في ضرب العمق الصهيوني.
هذا اجتهاد شخصي قد يصيب وقد يخطيء والله أعلم.
عُمان
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
2024-11-30