خطاب بوتين الاخير وملامح خطة الحسم القادمة!
بسام أبو شريف
منذ 29 أيار عام 88 وهو اللقاء الذي انهى الاتحاد السوفييتي وفككه واعتبرت الولايات المتحدة ان انتهاء الحرب الباردة هي مرحلة تسمح لواشنطن بالهيمنة على العالم من خلال تهديد الاتحاد الروسي بحرب الفضاء
تطورات عديدة صاعدة وهابطة حامية وباردة مر بها العالم خلال العقود التي مضت على ذلك الاتفاق الى حين اعلن بوتن شن العملية العسكرية الخاصة في اكرانيا دفاعا عن الاتحاد الروسي الذي كان يتعرض وما زال يتعرض لحرب خططت لها وساهمت فب تنفيذها واشنطن بهدف اضعاف الاتحاد الروسي وتحطيم اقتصاده وربما لتفكيك الاتحاد الروسي الى دويلات متعددة ، جاء بايدن الى البيت الأبيض موظفا من احتكارات صنع السلاح ومن الحركة الصهيونية وله اهداف محددة اعلنها منذ اليوم الأول عندما اتهم بوتن علنا بانه مجرم وقاتل كان ذلك الإعلان مناقضا تماما لسياسة سلفه ترامب الذي كان يحاول كل جهده عدم الاصطدام مع الاتحاد الروسي ولم ينتبه كثيرون الى طبيعة المعركة التي شنها ترامب اثناء وجوده في البيت الأبيض على صفقات ابرمت مع اكرانيا وحاول خلالها ترامب ان يدفع حكام اكرانيا للمطالبة بتحقيق حول ما هي حصص ابن بايدن من صفقات عقدت في اكرانيا .
لم ينتبه كثيرون لهذا الامر وحتى الآن والغريب أيضا ان كثيرون لا يثيرون هذه المسألة للتدليل ولوصف ماذا خطط بايدن في اكرانيا للاتحاد الروسي ابتداء من المختبرات البيولوجية عند الحدود الروسية التي مولها الكنجرس بدعم من بايدن اثناء وجوده في الكنجرس ومولها ابن بايدن من خلال شركات كبرى صهيونية يهودية ارادت ان تخلق الامراض وتخلق الدواء لجني الأرباح الطائلة يكون خلالها الاتحاد الروسي ضحية رئيسية لتلك السموم التي تنتجها المختبرات .
نقول مضت عقود طويلة واعتبر شخصيا ان خطاب بوتن في المنتدى الاقتصادي اليوم كان بداية عهد جديد وإعلان واضح لا رجعة فيه عن شطب هذا العالم بنظامه القديم الذي هيمنت فيه الولايات المتحدة على القرار وانهكت من خلال ذلك شعوبا عديدة وامما عديدة ودولا عديدة انهكتها نهبا وسرقة واجبارا واكراها على اتخاذ المواقف جنيا للارباح الطائلة من دم الشعوب وثرواتها المنهوبة ، نهاية هذه المرحلة اعلنها بوتن عمدما قال لقد بدأ نظام جديد متعدد الأطراف واتهم الغرب بانه يرفض التفاوض من اجل بناء مشترك لهذا النظام وكان الجواب على لسان بلينكن واضحا حينما قال في محاضرته بكليفورنيا ان ما بعد الحرب الباردة مرحلة انتهت وعلينا ان نرى ماذا سياتي في المرحلة ما بعد انتهاء الحرب الباردة ومعتبرا ان العقود التي مضت على 29 أكتوبر من العام 88 أي تاريخ انهاء الاتحاد السوفييتي هذه المرحلة انتهت وبدأت مرحلة جديدة وبذهن بلينكن ان الولايات المتحدة ستقاتل دفاعا عن مصالحها تماما كما قال بمعنى ان حربا ساخنة بدل الحرب الباردة سوف تنشب ان شعرت الولايات المتحدة ان الميزان بدأ يميل ضد مصالحها في مختلف انحاء العالم .
اذا اعتبرنا هذا عنوانا فلا بد من القول ان خطاب بوتن لم يكن خطابا سياسيا عابرا ولم يكن خطابا تكتيكيا وكان خطابا مليئا بفلسفة جديدة لمرحلة جديدة تحدث فيها بوضوح عن منهج الغرب الذي يدعي الليبرالية والديمقراطية وقال ان هذا المنهج ليس ديمقراطيا وليس لبراليا بل منهج تقوده نفسية الفوقية العنصرية التي تحكم ممارسات الغرب الذي يعتبر نفسه والكلام لي الآن حديقة محاطة بادغال ،
قال بوتن كلاما عميقا عميق الجذور واذا اردنا ان نلخص المكان والموضع الصحيح لما اعلنه بوتن بكل عمق وكل مضمون حقيقي نقول لقد شق بوتن ولأول مرة منذ أكتوبر 88 منهجا جديدا يقع بين الحكم الماركسي اللينيني الذي كان سائدا في الاتحاد السوفييتي وبين الراسمالية الجشعة والصراع الذي دار بينهما واوقف الحروب الباردة وشهد الهيمنة الامريكية هذه المرحلة انتهت وطرح بوتن الحل للمرحلة القادمة بقوله عالم بنظام جديد متعدد الأطراف اكثر عدالة واكثر انصافا للشعوب ومنعا لنهب ثرواتها وابقائها فقيرة تحت سيف الإرهاب الغربي والعنف الغربي الذي يحاول استخدام القوة القاتلة من اجل مصالحه ونهب ثروات الشعوب ووصف بوتن في خطابه أساليب الغرب الفوقية واستخدام الإرهاب بمقاييس مختلفة عما تسميه القوى الغربية إرهابا وذكر مثلا اغتيال سليماني الذي ارتكبته الولايات المتحدة وقال لقد أعلنت ذلك وافتخرت بذلك ما هذا هذا السؤال الذي طرحه بوتن
هذا السؤال الذي طرحه بوتن ما هذا هو استنكار وإدانة وقول ان الإرهاب هو الغرب عندما يمارس الغرب إرهابا لتركيع الشعوب لا يقول عن ذلك إرهابا انما عندما تدافع الشعوب عن مصالحها وتتصدى للارهاب الغربي يسمونه في الغرب إرهابا هذه الآية المعكوسة رفضها بوتن رفضا كاملا وتعهد بالتعاون مع شركاء روسيا وأصدقاء روسيا والشعوب المناضلة بالتعاون في محاربة الإرهاب حيثما كان لان الإرهاب له مصدر واحد هو الغرب الذي يتشدق كذبا بالديمقراطية والليبيرالية كان بوتن واضحا واذا اردنا ان نشير الى نقطة واحدة كان بودنا ان يذكرها بوتن في خطابه للتدليل الأكيد والملموس على إرهاب البيت الأبيض وحلفائه واستخدامهم كل أنواع الإرهاب والعنف الرجعي البطاش ضد الشعوب المكافحة كان بودنا ان يذكر حالة فلسطين والدور الذي تمارسه إسرائيل التي تقتل بدم بارد وعنصرية كاملة دموية أطفالا ونساء وورجالا لا يحملون السلاح بل يهتفون للحرية والعدالة كان بودنا ان يذكر دور إسرائيل في محاربة الشعوب الأخرى التي تناضل من اجل استرجاع ثرواتها كان بودنا ان يذكر ما تفعله في سوريا وكيف تدعم المرتزقة والإرهابيين والاحتلال الأمريكي لمصادر النفط والغاز السورية كان بودنا ان يذكر كيف يناضل الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة من الزمن من اجل حقوق سلبت منه كان بودنا ان يقول ان الغرب سرق من الشعب الفلسطيني ارضه ليسكن فيها مهاجرين أتوا من شتى انحاء العالم وفرض بالقوة تشكل الآن قاعدة أساسية للعدوان ليس فقط على فلسطين بل على دول كثيرة في الشرق الأوسط وأيضا على شعوب كثيرة في العالم فهي تخدم الليبرالية والديمقراطية الكاذبة في الغرب وتعتبر نفسها جزأ لا يتجزؤ من تلك الديمقراطية الليبرالية الكاذبة وهي سلاح تستخدمه القوى المتنفذة في الغرب الإرهابي ضد شعوب الأرض تحت راية مختلفة قد تسمى الحلف الابراهيمي او قد تسمى تحالفا او قد تسمى اتفاقات بين إسرائيل وأذربيجان والبانيا للتسلل داخل ايران لارتكاب عمليات إرهابية ضد الجمهورية الإسلامية في ايران .
نحن نعلن اننا نؤيد كل كلمة قالها بوتن في ذلك الخطاب نؤيد المنهج نؤيد الفلسفة الكاملة وراء كل موقف سياسي اعلن في ذلك الخطاب ونؤيد كل الجهود الذي يبذلها الرئيس بوتن ورفاقه في روسيا الاتحادية من اجل بناء نظام عالمي جديد متعدد الأطراف يعطي الشعوب عدلا اكثر ويعطي الشعوب حقوقا اكبر ويمكن الشعوب من السيطرة على ثرواتها الطبيعية ويحميها من عدوان الإرهابيين في الغرب الذي يدعي الديمقراطية واللبرالية ولا بد لنا عندما نذكر هذا الخطاب ان نقول ان بوتن بطرحه هذا المضمون الفلسفي الاجتماعي الاقتصادي السياسي الجديد يعلن عن ميلاد حزب جديد حزب عالمي يدعو لعالم اكثر عدالة يدعو للتآخي والتعاون والتبادل يدعو لادارة حرة متكافئة يدعو لتستخدم الشعوب بكل حرية ثرواتها الطبيعية وتبادلها هذه الثروة مع دول أخرى بعملاتها المحلية ليكون العدل سائدا اكثر ولتكون الحقوق مصانة بشكل افضل ، بوتن برهن بهذا الخطاب انه ليس قائدا فذا عاديا بل هو اكثر من ذلك بوتن هو فيلسوف المرحلة القادمة هو الذي يطرح أيديولوجية جديدة أيديولوجية ليست حكرا على الاتحاد الروسي بل أيديولوجية عالمية تنضم اليها الشعوب والحركات التحررية والدول التقدمية من اجل بناء عالم يقف على قدميه برسوخ من اجل جو عادل ونظيف من الاوساخ التي ملأت الأجواء من وراء انفاس هؤلاء الذين يدعون الديمقراطية والليبرالية وهم في الحقيقة قتلة ومجرمون ضد الشعوب وضد الحرية وضد الانسان لا املك الا ان أقول ان التصفيق للرئيس بوتن لا يكفي لا بد من الانضمام لحزبه الجديد ولفلسفته التي نشعر نحن بها وباهميتها وبصلاحيتها لتكون فلسفة العالم في المرحلة القادمة التاريخ لن يلغي العباقرة الروس ولا العباقرة من جنسيات أخرى بل سيلغي الذين يحاولون الغاء ما انتجه العباقرة الروس او غيرهم من جنسيات مختلفة هذه هي عقلية وعقدة التسوق التي تتحكم بقرارات الغرب وتتحول الى عنصرية دموية للحفاظ على مكاسب الغرب الذي يحاول الغاء إنجازات من لا ينتمي اليه ، الغرب يمارس ثقافة الإلغاء وليس ثقافة الإنجاز والابداع انه يحاول الغاء ابداع الآخرين ليبقى ما ينجزه هو فقط الابداع وهكذا يكون الغرب قد وقع وثيقة الغائه وليس الغاء العباقرة او الإنجازات فالازمات اومات والمشاكل مشاكل وستبقى الى ان يجد الانسان لها حلولا والحل لا يأتي بانكار وجود الاومات او المدى الذي يمكن ان تذهب اليه تدميرا وتهشيما لما صنعه الانسان الغرب يمارس ثقافة الإلغاء والتدمير حتى يحافظ على ما يسميه تفوقه لكن التفوق من الآخرين قائم وهذا التفوق لا يلغي بقاء المشكلات والأزمات التي تتصاعد وتتعمق بانتظار حلول إنسانية جماعية الغرب يمارس الإرهاب والقتل ضد أي محاولة من شعوب العالم التي تسعى للحرية والاستقلال ويعتبر ان سعي الشعوب للحرية والاستقلال تهديد لنظامه الذي يسميه ديمقراطيا ولبراليا والحقيقة هي ان هذه الديمقراطية واليبرالية التي يدعون أصبحت بمضمون عنصري دموي يضرب كل من يحاول ان يفك اسر شعبه من اغلال هذه القوى المستبدة قال بوتن انهم قتلوا سليماني رغم انه ممثل للحكومة الإيرانية كان يزور زيارة رسمية لبغداد وذلك لان سليماني شق عصا الطاعة وحاول ان يقود تحركا نحو الحرية التي يعتبرها الليبراليون في الغرب بديمقراطيتهم المزيفة يعتبرونها تهديدا لمصالحهم تهديدا لارهابهم نعم تهديدا لمحاولتهم الهيمنة بالقوة على مصالح الشعوب وثرواتها نعم لكنه في جوهره عمل بناء من اجل زحف الحرية لتشمل نسبة اكبر من سكان العالم ، الغرب يرى في كل محاولات الشعوب لنيل الحرية تهديدا لمصالحه وتهديدا للبراليته ونظامه ويعتبر ان من يسعون لذلك هم ارهابيون بينما هم يمارسون الإرهاب على أوسع نطاق مستخدمين بذلك كل الأسلحة المحرمة دوليا وغير المحرمة دوليا أسلحة الحروب تستخدم من قبل الليبراليين ضد شعوب عزلاء من السلاح ليضمنوا وقف زحف الحرية وبناء عالم جديد ونظام جديد هذه هي جذور المقاييس المختلفة التي يستخدمونها عندما يتحدثون عن الشيء نفسه فما يمارسوه هم هو الإرهاب بعينه ضد شعوب الأرض التي تسعى للحرية وما تقوم به شعوب الأرض من نضال لفك اسرها وانتزاع حريتها يسمونه هم إرهابا بينما هو نضالا تحرريا ودفاعا عن النفس في وجه إرهابهم الدموي .
2022-10-30