حل الدولتين!
اضحوي الصعيب
الخلاف الاساسي بين اسرائيل والعرب في هذه المرحلة ينصب على قيام دولة فلسطينية من عدمه. اسرائيل ترفض والعرب مصرون. وتلك خدعة سياسية كبرى قل نظيرها. فإسرائيل أحرص من العرب على حل الدولتين لأنها بدونه تسقط كدولة يهودية. فاليهود الان أقل من العرب فوق ارض فلسطين التاريخية. واذا دمج الجميع في دولة واحدة يسقط المشروع الصهيوني بالانتخابات. لذلك يستحيل ان تقبل اسرائيل بالتعايش في دولة واحدة. والحل الوحيد امامها هو دولة فلسطينية مشوهة بأكبر عدد من السكان على اقل مساحة من الارض. فالتخلص من اربعة ملايين عربي بإعطائهم %5 من ارض فلسطين هو الحل الذي لا بديل له. ولو طرحته اسرائيل لرفضه العرب دون نقاش. اذن فليطرحه العرب وترفضه اسرائيل ليكون سائغاً. انها اخطر مؤامرة منذ قيام الكيان الصهيوني. ولذلك لا تجد سياسياً واحداً، فلسطينياً او عربياً، يتفوه ولو بزلة لسان عن امكانية الانخراط في دولة واحدة، فالجميع متساوقون مع المسار الصهيوني وأكثرهم بجهل وغباء.
الرفض الاسرائيلي لحل الدولتين له سببان متداخلان: الاول لجعله مقبولاً عند الرأي العام العربي، فهو جيد ما دامت اسرائيل ترفضه. والثاني ان الدولة الفلسطينية مفهوم فضفاض يفتقر الى التحديد؛ فمقولة (على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية) التي يرددها السياسيون في الاعلام عديمة المعنى طالما ان السلطة الفلسطينية تنازلت عن قطاع القدس (ثلاثة الاف كيلو متر مربع) في اتفاق اوسلو، وتنازلت عن المستوطنات، ثم وافقت على تقسيم المتبقي من الارض الى ثلاث حالات (أ، ب، ج) تختلف كل منها عن الاخرى. والذي يعني اسرائيل ليس قيام الدولة الفلسطينية وانما حدودها. فقد تقوم على بضعة مدن وبلدات متناثرة ليحتفل العرب بإجبار اسرائيل على دولة فلسطينية بصرف النظر عن حجمها ومقوماتها، فتلك جوانب تترك لمفاوضات ماراثونية الغاية منها تكريس الواقع وإضفاء الشرعية عليه.
لقد بلغت الامور نهاياتها وقريباً تبدأ الاجراءات بتواطؤ سافر من السلطة الفلسطينية.
( اضحوي _ 1483 )
2023-09-18