حل الحشد الشعبي العراقي خطة استعمارية!
مازیار شکوری*
كانت المنطقة حرجة، لكنها أصبحت أكثر حرجاً مع سقوط بشار الأسد ودمشق. إن الوضع الفوضوي في سوريا، والفراغ في السلطة، والحرب الأهلية، وتدمير البنية التحتية، واحتلال ثلث سوريا من قبل إسرائيل واحتلال ثلث آخر من سوريا من قبل الجيش التركي وأردوغان، خلق أزمة وأصبح خطيراً على المنطقة بأكملها. والعراق ليس استثناءً من هذه القصة، خاصة وأن العراق يقع في معسكر محور المقاومة، ويصر الغرب والأميركيون والإسرائيليون على تدمير العراق مثل سوريا، أو على الأقل ضرب العراق حتى يتم احتواؤه ويفقد وظيفته لمحور المقاومة.
ولفهم قضية العراق في هذه الحرب، يجب أن نقول إن الجماعات المسلحة العراقية، المسماة جماعات المقاومة، مسؤولة عن طرد العراقيين من المنطقة، وفي هذا الصدد، هاجمت مراراً وتكراراً القواعد الأميركية في العراق وسوريا بطائرات بدون طيار في العام الماضي.
إن إحدى استراتيجيات إيران ومحور المقاومة هي طرد الأميركيين من المنطقة، والأميركيون يحاولون أيضاً البقاء في المنطقة.
في يوم الأربعاء الماضي 11 سبتمبر في خطاب مهم ألقاه حول الوضع في سوريا والمنطقة بعد سقوط دمشق، قال الزعيم الإيراني آية الله خامنئي: “بالطبع، هؤلاء الغزاة الذين ذكرتهم لديهم غرض مختلف. أهدافهم مختلفة. بعضهم يسعى إلى الاستيلاء على أراضٍ من شمال سوريا أو جنوبها. أمريكا تسعى إلى تعزيز موطئ قدمها في المنطقة. هذه هي أهدافهم. سيُظهر الوقت أن أياً منهم، إن شاء الله، لن يحقق هذه الأهداف. المناطق المحتلة في سوريا ستتحرر على يد الشباب السوري المتحمس؛ لا تشك في أن هذا سيحدث. لن تُسحق بصمة أمريكا أيضًا. بفضل الله وقدرته، سيتم طرد أمريكا من المنطقة على يد جبهة المقاومة”
ان قائد الثورة الاسلامية في ايران اعلن لاول مرة علنا ان استراتيجية ايران ومحور المقاومة هي طرد الامريكان من المنطقة وان قائد الثورة الاسلامية يعتبر بحق ان كل الكوارث التي حدثت في المنطقة هي من تخطيط اميركا واسرائيل ولكن ما هي الخطة والبرنامج الذي يدور في ذهن الاميركيين لمواجهة العراق؟
ان خطة الغربيين والاسرائيليين هي تدمير منطقة الشرق الاوسط برمتها مثل سوريا واذا لم يكن التدمير ممكنا فيجب تقسيمها الى بلقان اي مثل يوغوسلافيا السابقة والاتحاد السوفييتي يجب تقسيمها وتحويلها الى عدة دول جديدة وفي هذه الخطة تصبح الدول الصغيرة اقل قوة ويصبح الهيمنة الاستعمارية الغربية على الدول الجديدة والصغيرة والمنطقة كلها اسهل كما ستتمكن اسرائيل من الوصول من النيل الى الفرات الى سوسة وهمدان في ايران بسهولة اكبر ولكن كيف يتم تنفيذ هذه الخطة في حالة العراق وكيف يهدد الخطر العراق؟
1- الفوضى في سوريا لها تأثير مباشر على العراق. مع المهمة التي كلّف بها المستعمر عضو جماعة الإخوان المسلمين أردوغان بإرسال مرتزقة سلفيين إلى سوريا لإسقاط الأسد، تم تنفيذ هذه المؤامرة وأطاح الأسد وسقطت سوريا، والآن اندلعت حرب أهلية وزحف أردوغان إلى شمال وشمال شرق سوريا ويخوض حربًا مع تحالف قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني. الآن، إذا أدت هذه الفوضى إلى تشكيل دولة جديدة للأكراد السوريين في شمال وشمال شرق سوريا، فإنها ستهدد أيضًا وحدة أراضي العراق. في هذه الحالة، في جوار كردستان السورية، سيحاول كردستان العراق وبارزاني أيضًا الانفصال عن العراق وإقامة دولة مستقلة باتباع مثال الأكراد السوريين.
2- مع فتنة الغرب وأردوغان كفاعل تحت قيادة المستعمرين، اكتسب السلفيون والتكفيريون من جبهة النصرة، أو الفرع السوري لتنظيم القاعدة، والجماعات السلفية الأخرى القوة وترسخت في سوريا. إذا تمكنت هذه الجماعات من البقاء وترسيخ وجودها في سوريا، فسيكون ذلك خطيراً جداً على العراق، لأنه في هذه الحالة قد يهاجم السلفيون الشيعة في العراق أو قد يبدأ تقسيم وانفصال منطقة أخرى من العراق، وهذه المنطقة هي منطقة الأنبار السنية، التي أعلن مؤخراً رئيس البرلمان العراقي السابق محمد الحلبوسي أنه يريد إنشاء منطقة سنية مستقلة في منطقة الأنبار. ولكن كيف سيتم تنفيذ هذه الخطة؟! الإسرائيليون يتبعون دائماً مبدأ الوحدة مع الدول المحيطة ويقيمون علاقات وتحالفات مع الأقليات الدينية والعرقية في كل دول المنطقة. والسلفيون الذين يحكمون سوريا، مثل الجولاني، هم أيضاً مرتزقة للإسرائيليين ومنفذون لخططهم الاستعمارية. ومن هذا المنطلق يحاول الإسرائيليون بطرق مختلفة مساعدة الحلبوسي ورفاقه في تشكيل منطقة حكم ذاتي أو تقسيم هذه المنطقة وإنشاء دولة جديدة.
وفي هذه الحالة، يرسل الإسرائيليون، بأوامر من أردوغان، السلفيين المتجمعين في سوريا إلى العراق لخلق الفوضى، بحيث مع اندلاع الحرب والصراع، سينشأ فراغ في السلطة في العراق، وسيتمكن الحلبوسي ورفاقه من الاستفادة من الظروف التي تم إنشاؤها لتشكيل إقليم سني مستقل أو دوله جديده.
3- أردوغان منخرط حالياً في صراع مع الأكراد السوريين في منطقة منبج، وفي الأيام الأخيرة هاجم الجيش التركي سد تشرين في منطقة منبج عدة مرات. سد تشرين سد استراتيجي، وإذا انهار بسبب الهجمات التركية، فبالإضافة إلى رغبة الأكراد السوريين في الحصول على الكهرباء، فإن سوريا ستخسر أيضاً جزءاً آخر من بنيتها التحتية وستحتاج إلى تركيا أكثر من أي وقت مضى في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، سينشأ وضع سيئ في العراق، وسيتعرض العراق أيضاً لضربات قاتلة لأن هذا السد يقع على نهر الفرات.
وبهذا يكون أردوغان قد عرض العراق للخطر أيضاً من أجل الوفاء بمسؤولياته الاستعمارية، وقد تنتقل الأزمة من سوريا إلى العراق في أي لحظة. ويبدو أن العراقيين يجب أن يتدخلوا عسكرياً في سوريا في أسرع وقت ممكن لضمان أمنهم.
ولكن كيف يسعى الأميركيون بشكل مباشر إلى إضعاف العراق وخلق الظروف لتدميره؟!
ان الغربيين والاميركيين لديهم دائما عادة نزع سلاح الدول اولا قبل خلق الفوضى والهجوم عليها حتى لا تكون هناك قوة ضد الجيوش الغربية في حال وقوع حرب وهجوم على هذه الدول وكانت الهجمات الاميركية الوحشية على بلغراد وليبيا والعراق وافغانستان امثلة واضحة على ذلك مع اختلاف بسيط في كل منها والان يطالب الاميركيون بحل مجموعات المقاومة العراقية المسلحة مثل الحشد الشعبي لغرضين وهم يحاولون الضغط على الحكومة العراقية للاعلان عن حل مجموعات المقاومة ونزع سلاحها فقد تم تكليف مجموعات المقاومة العراقية بمهمة اخراج الاميركيين من العراق والمنطقة في الخطوة الاولى واذا تم نزع سلاح هذه المجموعات وحلها فان الاميركيين سينجوون من خطر الطرد من العراق والمنطقة ولكن الجزء الاخر من القصة هو انه مع نزع سلاح مجموعات المقاومة العراقية وحلها لن يكون للعراق قوة وقوة دفاع وقد تنتشر الازمات المذكورة اعلاه من سوريا الى العراق وتدمر العراق او في افضل الاحوال تحوله الى عدة دول مختلفة. وكان بإمكانهم بسهولة دخول العراق وتقسيمه إلى أجزاء وفق أهداف الاستعمار وإسرائيل.
كاتب ومحلل ايراني
2024-12-23