حكومة بزشكيان تقوم بعمل وصفه الخامنئي بـ “غير المشرّف“!
صائب خليل
مازالت كلمات السيد الخامنئي في وصف اقتراح المفاوضات بين ايران واميركا بأنه عمل عبثي وغير مشرف، ترن في الأسماع. ولم تكن تلك شعارات لتحشيد الجمهور، بل أنها تصف بالضبط حقيقة هذه المفاوضات.
إنه “غير مشرف” أولا لأن ايران تذهب الى المفاوضات تحت التهديدات التي لم يمر على توجيهها اليها سوى أيام معدودة، وبالتالي ليس فقط تحت نفس الإدارة ونفس الروحية، وانما ايضا تحت صدى اصوات الإهانات التي مازالت ترن في الآذان..
وثانيا، وهو الاهم بكثير، أن إيران لا تملك من اوراق التفاوض سوى تقديم المزيد من التنازلات عن حقوقها الطبيعية اولا، وعن ارتباطاتها ودورها في مقاومة المد الأمريكي والصهيوني في المنطقة. فترمب المتصهين اكثر من نتانياهو، ليس مهتما بأي شيء اخر يمكن ان تقدمه ادارة بزشكيان مقابل تخفيف الحصار، كونه “عبثي” واضج جدا، لأن كل التجارب (كما قال السيد الخامنئي ايضا) اثبتت بأن توقيع اي اتفاق مع اميركا لا يعني اي شيء، وان اميركا تبدو وكأنها حددت مسبقا الوقت الذي ستعلن فيه عدم التزامها بما اعطته لمفاوضيها من اوراق عديمة القيمة. وإن كانت هذه عادة اميركا مع خصومها، فهي عادة ترمب مع اصدقائه ايضا، فكيف سيقنع “المفاوض الإيراني” ترمب بأن إيران صارت اقرب اليه من اصدقائه؟
نعم، صدق السيد الخامنئي في وصفه لمثل هذه المفاوضات، ولا ادري ان كان قد غير رأيه أم ان بزشكيان لا يستمع اليه..
أما قضية “مباشر” او “غير مباشر” التي يحاول الاعلام الإيراني ان ينفخ قيمتها وكأنها هي الموضوع الاساسي فكلام فارغ لا يعني أي شيء على الإطلاق ولا قيمة لوجود دولة عمان في الموضوع بأي شكل من الأشكال. فليس هناك حالة “عدم اعتراف” كما هو الحال بين مقاومة لبنان واسرائيل تضطر المتفاوضين الى الشكل غير المباشر، ولا أن دولة عمان قادرة ان تلعب دور الضامن لما يوقع عليه، فذلك يتطلب دولة قوية مهمة يخشى الطرفان اغضابها. وهذا غير موجود بالنسبة لأميركا اطلاقا تجاه اية دولة في العالم، دع عنك دولة عمان التي لا ترى بالعين المجردة.
إن الالحاح على هذه النقطة يؤكد عنصر عدم الامانة في تسويق المفاوضات، ولفت الانظار بعيدا عن الموضوع، وبالتالي يزيد من شبهة ما تنوي إيران في حكومة الاصلاحي بزشكيان التنازل عنه.

2025-04-13