حكومة التصريف تنفخ على نار الفتنة وتغذي الاقتتال!
الكاظمي أول المستفيدين من التصعيد
تقف حكومة تصريف الأعمال على “التل” لتشاهد بوادر الفتنة التي اصطنعتها بسبب سياستها التي وُصفت من قبل الجميع بالفاشلة، حيث أخفقت في إدارة الدولة منذ أن وضعت أقدامها على دكة الحكم، بشكل غير شرعي بعد تظاهرات تشرين، إذ جاءت تلك الحكومة بعيداً عن صناديق الاقتراع، وبقيت تلوك الازمات طيلة مدة تواجدها في السلطة الى أن وصلت الاحداث الى ما يمر به المشهد السياسي اليوم من تصعيد وبوادر فتنة.
ويشهد الوضع السياسي حالة من الاحتقان انعكست سلباً على الشارع، الذي انفجر بتظاهرات دعت الى حل البرلمان وإعادة الانتخابات، وسرعان ما تطورت الى التصادم مع القوات الامنية وسقوط ضحايا من الطرفين.
وفي ظل تصعيد الخطاب السياسي بين الاطراف المتخاصمة، بقيت الحكومة طيلة فترة الاحتقان متخذة وضع المتفرج، بل سمحت في بعض الاوقات بإشعال نيران الفتنة عبر ما يبثه مستشاروها وشخصيات قريبة منها من سموم.
كما دعم الاعلام المغرض حالة التصعيد منذ إعلان التيار الصدري انسحابه من العملية السياسية، واستقالة نوابه، حيث دفعت فضائيات معروفة بنهجها الفتنوي، الى إثارة فئة على أخرى، وزجت بشعارات هدفها إسقاط العملية السياسية، والتمهيد إلى حرب داخلية.
مراقبون للشأن السياسي حملوا حكومة الكاظمي مسؤولية ما يجري على الساحة السياسية من أحداث، داعين الى ضرورة حل الازمة الحالية بأسرع وقت ممكن وحقن الدماء والذهاب نحو الجلوس على طاولة الحوار، وإنهاء حقبة حكومة تصريف الاعمال، التي وصفوها بالحقبة “المظلمة”.
وأكد السياسي المستقل سعد المطلبي، أن “رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي يتحمل مسؤولية الانسداد السياسي الحاصل في العملية السياسية والذهاب بالبلاد نحو فتنة جديدة”.
وأضاف، أن “الكاظمي هو الجزء الأكبر والأخطر في هذه المعادلة، بل يعمل ويتعمد على إشعال حرب شيعية شيعية للبقاء في السلطة”.
هذا ودعا المحلل السياسي محمد فخري المولى في تصريح خص به “المراقب العراقي” الى “ترتيب قوى الإطار داخليا إداريا وفنيا وجماهيريا لكي تستطيع المناورة والمفاوضة مع التيار وباقي شركاء الوطن وتجاوز الازمة العصيبة التي نمر بها”.
وبين المولى أن ” الاقرب للواقع إن تعذرت فرصة إيجاد حل سياسي توافقي”.
وأشار الى أن “البقاء على سيناريو المواجهة و التشنج أو التقاطع أو الاقتتال سينتهي الى تشظي العراق أرضا وشعبا وهي نهاية تناحر الإخوة ضمن سيناريو الانجراف للمجهول”.
وكان المتحدث العسكري باسم كتائب حزب الله أبو علي العسكري قد دعا ما أسماهم “بالخصوم والمتنافسين السياسيين الى الابتعاد عن التصعيد احتراما لقدسية أيام الأربعين، وإكراما لضيوف أبي عبد الله (عليه السلام)”.
وأضاف أنه “للتذكير فإن كل من أساء لأبي الأحرار أو لزواره على مدى التأريخ أخزي في الدنيا قبل الآخرة، وعليه؛ يجب لجم رواد الفتنة ومرتزقة الإعلام، إذ إن الكثير منهم قابعون في عواصم الأعداء، ومدعومون من أطراف سياسية”.
يذكر أن الانتخابات المبكرة التي انتهت في العاشر من تشرين الاول “2021”، أحدثت حالة من الانشقاق السياسي بين الاطراف السياسية التي اتهمت مفوضية الانتخابات وحكومة تصريف الاعمال بتزوير نتائج الانتخابات، ومنذ ذلك الحين تشهد العملية السياسية حالة من عدم الاستقرار والفوضى والتصعيد، انعكس سلباً على عملية تشكيل الحكومة.
المراقب العراقي
2022-08-30