حكايات فلاحية: نار الغيرة… والمجرب لا يجرب!
صالح حسين
قبل ستين عاما وأكثر كان التعليم في الريف العراقي مختصرا على المجالس والدواوين بـ( أ / ب / ج ) وكذلك ( جزء عمه ) عدد الطلاب محدداً بين ( 4 – 6 ) من الذكور فقط، ومن عدة قرى مجاورة من الميسورين، والنتيجة ( القراءة والكتابة ) فقط، أي بدون شهادة علمية…وكانت القصص والأحاديث مصدر الثقافة الشعبية من حكم وأمثال، وهناك من ( الحكواتية – حكواتي ) والشعراء…. تذكرت قصة طريفة من تلك القصص التي كنا نسمعها تقول: كان رجل يملك ثروة كبيرة من ( أرض وماشية ) ولديه ولدا واحداً فقط، أراد هذا الرجل، أن يزوّج إبنه قبل وفاته، من فتاة كان ( يحبها – يعشقها ) تم ذلك الزواج، وبعد عدة أشهر توفى ( الرجل – الأب ) ومن بعده زوجته الأم، مجمل تلك الثروة تركها الوالد لهذا الشاب وزوجته، وزاد رقمها، خصوصاً من الماشية… مرت السنين سريعة، ولم ينجبا أطفالا، وعلاقتهما تزاد حبا واحتراما مع كبر سنهما حيث إقتربا من (50 ) عاما، الرجل وبحكم حبه وإخلاصه لزوجته لا يريد أن يجرح قلبها ومشاعرها ويتزوج ثانية، إلا إنها بادرت وفاتحته بالأمر، حيث قالت له: من الذي يملك هذه الثروة الطائلة من بعدنا ؟. طالما لم يرزقنا الله بولد، وأردفت وهي مبتسمة قائلة إلى زوجها اترك الموضوع عليَ، وأخذت تبحث عن زوجة له من ( عائلة – حمولة ) تليق بزوجها جمالٌ وسمعة في القرية، ذهبت إلى شيخ عشيرة، وطلبت منه أبنته ( شريكة – ضرة ) لها، هذا الشيخ، تعجب وقال: أنا أول مرة أسمع من امرأة تسعى جاهدة لزواج زوجها من شريكة لها، إلا إنه وافق على طلبها… بدورها قامت بالواجب بكل ما يترتب بمقام الزوجة الجديدة ومكانة والدها، بتجهيز كل ما يتطلب للعرس، وبنت لها غرفة مجاورة لغرفتها حسب المواصفات الجديدة في ذلك العصر، يعني لها شباك وسطح مسيّج، كل الأمور تسير بهدوء بحضور الوجهاء والمعارف وحضور أكبر عدد من سكان القرى المجاورة أي ” دول الجوار ” الكل يتحدث عن هذه ” المبادرة – الديمقراطية ” وأصبحت حديث الساعة عند العشاق، والسياسيين على حد ( سواء – سوي ) !
مربط الفرس : أيام قليلة ونبدأ دعاية الانتخابات2025 ، كما تبدأ حفلة زفاف ( ! ) والمراسيم الخاصة والعامة بالمدعوّين لحضور ذلك ” العرس ” يتناول الجميع العشاء كذلك المشاركة بالفرح كلٌ بطريقته، وكذلك يتبادلون الأحاديث والحكم والأمثال التي تتعلق بالمحبة والوفاء والعيش المشترك !!! ولكن عندما تبدأ ساعة الصفر أي ( الزفة ) وبالأحرى ( النتيجة ) المتوقعة ، وهنا تسكن العبرات، والقصة الشبيهة هي: لحظات ويجرى البحث المتواصل عن الزوجة الكبيرة، صاحبة المبادرة، وأثناء ذلك البحث، سمع الحضور صوت من غرفة العريس ينادي يقول: يا جماعة ليش تذبون علينا ماء من السطح، وإذا بالجواب سريعا يقول: لا، لا منادية على ( زوجها ) هذا ماهو ماء، هذا ( بول ) أنا زوجتك القديمة ( … ) شخيّت عليك وعلى مرتك الجديدة… طبعا مثل هكذا عمل ينسف الأمور أعلاه برمتها… وعندما سألوها قالت: ( من لاوعد له، لا عهد له ) وهو ذات المعنى لـ( للتحرير والتغيير ) ثم قالت : فقدت أعصابي أعتذر منكم… ولكي أثبت لكم إني ( أمرأة – أنثى ) لها أحاسيسها ومشاعرها لا أكثر.!

2025-04-26