حزب الله لن يطلق الصاروخ الاول ، لكنه يستدرج الكيان ليكون البادىء … .!
كتب ناجي صفا
الفيديو الذي نشره العدو الإسرائيلي لعناصر قوة الرضوان وهم يقومون بدورية على الشريط الحدودي سابقة لم يشهدها العدو من قبل ، وقد اثار زوبعة كبيرة داخل الكيان الذي بدأ يقر بكفاءة وقدرة قوة الرضوان بعد ان كان يتجاهلها ويسخر منها ، ويعمق صورة الردع لدى المواطن الصهيوني .
الخطوات الذكية والمدروسة التي يمارسها حزب الله تجاه العدو تمثل نصف المعركة تكريس ثقافة الردع لدى المواطن والجيش والسياسي معا .
عندما نصب حزب الله الخيمتين في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا قامت قيامة الحكومة الصهيونية، وذهبت الى حد التهديد بعمل عسكري لإزالتهما ، ، لكن سرعان ما ادركت انها مردوعة وانها عاجزة عن القيام بذلك ، لجات الى الاميركي والفرنسي ولكن دون فائدة . .
صحيح ان حزب الله لن يبادر الى حرب ، لكنه يرسل الرسائل للكيان حول جاهزيته للمواجهة فيما لو قرر ارتكاب حماقة .
لم تف الخيمتان بغرض استفزاز العدو بما يكفي ، فكانت دورية الرضوان على الشريط الحدودي مباشرة ، انه تحد واضح . وكان ايضا نشر صورة رئيس الاركان وقائد المنطقة الشمالية على الحدود ، ما يعني انهما كانا مرصودان ويمكن لحزب الله قتلهما (وليته فعل)، كذلك الإستيلاء على الكاميرات واجهزة التجسس التي تم تكسيرها وتفكيكها دون ان يعلم العدو بذلك الا بعد مرور خمس ساعات . كل ذلك جعل شعور الردع يتسرب الى المواطن الصهيوني والجندي والمسؤول السياسي، ودفع المواطنين الصهاينة وليس العرب للتنمر على الحكومة الإسرائيلية من على شبكات التواصل الآجتماعي، والقول لبن غفير ونتنياهو فلترسلا قواتكما الى الحدود لمواجهة حزب الله، بدل المرجلة على جنين وقرى ومدن الضفة ، ولترسلا الطلاب الدينيين الذين لا يخدمون في الجيش للمواجهة بدل تلاوة التوراة في المدارس الدينية .
حزب الله يتفنن في استفزاز العدو وفي كسر معنوياته ، وهو المدرك ان العدو مردوع وعاجز عن الذهاب الى حرب وكذلك العدو يدرك هذا .
سيكون لمواقف وتحركات حزب الله أثر معنوي عظيم على نفسية المواطن الفلسطيني، كما على المقاتل، بارتفاع معنوياته وشحن قدراته على المواجهة، وعلى كسر العنجهية الصهيونية، وخلق حالة ردع في الضفة كما اوجدها حزب الله في لبنان .
الحرب فن ،، ليس في الميدان فحسب ، وانما في تحضير الميدان ، على المستويين النفسي والميداني، هذا ما يفعله حزب الله وقد نجح .
اسرائيل تقول انها لم تشهد مثل تلك الإستفزازات من قبل، يؤكد هذا على مستوى التبدل في الوعي كما اشار سماحة السيد امس ،ويؤشر الى التحول في مستوى الردع الذي حققه الحزب والذي سيكون له ما بعده … .
2023-07-26