حرج إيران الكبير…!
عبد الحق العاني
نشر موقع قناة “المنار” خبرا يعرف الكثيرون حقيقته لكنه كان لا بد لإيران من أن تعلنه لأنها ألزمت نفسها بتهديد كل من يشارك في العدوان الصهيوني المرتقب عليها. وكان الخبر كما نقلته الميادين تصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عرقشجي في قوله إن:
“المقاتلات الصهيونية استخدمت أجواء العراق التي تقع تحت تصرف الولايات المتحدة ضدنا وسنتابع ذلك عبر المسارات القانونية” (الميادين 30/10/2024)
وهذا ليس غريبا لأن طائرات F16 لا يمكن لها أن تقوم بالعملية العسكرية ضد إيران بالطيران فوق بحر العرب، بعد أن رفضت دويلات مجلس الخليج السماح لها باستخدام أجوائها، وهذا يعني بالضرورة أنها طارت فوق الأردن والعراق.
وهذا الكشف يقود لأكثر من سؤال منها ما سألته من قبل فكان رد فعل أصحابي أنهم ادعوا الصمم.
وأول سؤال هو أن إيران صرحت أن من يفتح أجواءه للطيران الصهيوني سيعد شريكا في العدوان، فهل تعد إيران العراق شريكا في العدوان؟ فإن كان الجواب بالنفي فلماذا تكون السعودية مشاركة لو فعلت ولا يكون العراق شريكا وقد فعل.
والسؤال الثاني هو ما معنى متابعة مشاركة العراق عبر المسارات القانونية؟ فأين ستكون المساءلة القانونية؟ أتكون أمام القضاء الإيراني، وما قيمته وهو ليس له أية ولاية قانونية على سلوك العراق. أم ستكون المساءلة القانونية أمام القضاء العراق البائس والعاجز والمعين بكليته من قبل الصهيونية، ولو تم، فتحت أية مادة قانونية في التشريع العراقي تتم المقاضاة إذا كان الطعن بأن الأمر يتعلق بسيادة الدولة العراقية المزعومة؟ إما إذا كانت إيران تعني جادة أنها سترفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية فهذا بدوره سيثير أكثر من سؤال ويبعث أكثر من شك.
ومنها أن دعوى كهذه سوف تأخذ سنوات كي تحسم فما قيمتها وعلى الأخص إذا كانت هناك هجمات جديدة ستتم من فوق العراق.
ومنها أن دعوى كهذه تعني أن إيران، والتي يقول الكثيرون أنها تحكم العراق وإن كنت لم أعتقد ذلك يوما، سوف تقاضي إما نفسها أو حكومة أقوى حلفائها!!
ومنها أن إيران التي مضى عليها عشرون عاما وهي تدافع عن حكومة أربيل (لأن أربيل هي التي تحكم العراق وليس بغداد) سوف تقول للعالم إنها كانت على خطأ كل هذا الوقت لأن العراق متحالف مع الصهيونية.
ومنها أنه لا ينفع وزير خارجية إيران أن يحاول أن يلتف في عبارته بالحديث عن الأجواء العراقية التي تقع تحت تصرف الولايات المتحدة. فالعراق كله تحت تصرف الولايات المتحدة بأرضه وسمائه ومياهه. وقد آن الأوان أن تصرح إيران بذلك.
لكن الأكثر أهمية عندي هو أن الإيرانيين، بسبب العمى المذهبي، لا يدركون أنهم ينالون اللعنة على فساد العراق بينما ينجوا الصهاينة الذي أسسوا الفساد في العراق من تلك التهمة. فمتى يفهم عباس عرقشجي وقادته أن العمي المذهبي الذي يدفعهم للدفاع عن الصهاينة في العراق هو حتفهم.
30 تشرين أول 2024