حرب فيها من الغرائب والعجائب ما يسقط الخبراء والاستراتيجيين!
ميخائيل عوض*
جاءت طوفان الاقصى عجائبية واعجازية وغير مسبوقة واستدرجت عنوة حرب غير مسبوقة في زمن الغليان العالمي والاحدث غير المسبوقة.
من لحظتها نصحنا بالتعامل مع هذه الحرب واحداثها ونتائجها بمناهج تفكير ومقاربات من خارج الصندوق واطلاق العنان للعقل والتفكير فغير المسبوق لا يفهم من خلال المسبوقات.
مازالت وسائط التواصل والشبكات والفضائيات والمنصات وضيوفها الخبراء والعالمون والاستراتيجيون غارقون في التفكير التقليدي ومن الصندوق العتيق. وهذا ما جعل الناس والمتابعون في حالة ضياع وغالبا احباط وترقب فارتفعت اسهم المبصرين والمشعوذين والفلكيين والهوبرجية وما اكثرهم.
من غرائبها انها تجري على وقائع وتطورات تخالف غالبية قواعد ومناهج علوم الجيوش والحروب وخلاصاتها.
نتنياهو يعنتر بدون ان تملك اسرائيل عضلات عنترة. ويتمرد على الجميع ويخالف وصايا اباء العلم العسكري في حرب المدن والحرب البرية ويتصرف بعنجهية كشمشوم فيعلنها حرب وجودية ثم يسميها السيوف الحديدية ويطالب بتسميتها بحرب يوم القيامة.
يضرب شمالا وجنوبا وشرقا ولا يأبه لأية ردات فعل وكانه يملك زمام القوة والتحولات ويقرر ويصيغ التوازنات والمستقبل بقياس رغباته واوهامه.
يخوضها حرب استنزاف طويلة بما يخالف مرتكزات واسس النظريات والاستراتيجيات التي بني عليها الجيش الاسرائيلي وبما يخالف المنطق وقدرات اسرائيل الدولة المصنعة ومحدودة الجغرافية وعدد المستعمرين.
لا يرتدع ولا يتحسب لشيء ويضرب بكل قوته وبطشه وينفق ذخائر بلا حساب ويستخدم كل واي من قدرات اسرائيل. ويخالف القوانين والشرعيات والتفاهمات والقواعد ولا يعير اهمية لمقولات قواعد الاشتباك والخطوط الحمر وقواعد الردع.
يخوضها لينتصر او ينتحر وسينحر اسرائيل.
على الضفة الاخرى عجائب وغرائب لا تقل اهمية وخطورة.
محور المقاومة وفصائله لم يصدقوا اعلانات نتنياهو وغالانت ووصفها بحرب وجودية لا مكان لإسرائيل ان هزمت فيها ويستمر المحور وخاصة المقاومة في لبنان بخوضها كجولة حرب ويستعجل وقفها ويتقدم بالعروض وبرغم اعلان السيد نصرالله قبل استشهاده انها حرب مصيرية ووجودية الا انه خاضها وتصرف وكأنها جولة وكان نتنياهو مردوع ومرتهب وملتزم بخطوط حمر وقواعد اشتباك.
اكد الشيخ نعيم قاسم الرغبة بان تكون جولة وبان يلتزم ويرتدع نتنياهو وفي اخر اطلالاته يفترض انه صعد كثيرا قال؛ ان المقاومة ستخوضها ابعد من حرب اسناد لغزة وطالب بوقف النار. ووعد بإيلام الإسرائيليين وبإخضاع نتنياهو ومسك رسنه لإعادته الى الحضيرة.
وفي الميدان تقنن المقاومة والجبهات التي توحدت من انفاق الذخائر وتحتجب عن استخدام الصواريخ الدقيقة والتدميرية والقوة الموعودة.
اعطى المحور نتنياهو فرصة التفرغ لغزة وتدميرها وابادتها وعندما اكمل جهده انتقل الى لبنان وجبهات المحور كأنها في سبات وتتأنى ولم تحتسب ان الدور ات عليها واحدة بعد الاخرى!
معادلة غريبة عجيبة؛ نتنياهو يهاجم ويفرض ما يريد ويدير الحرب حيث يرى والمحور وفصائله الاكثر قوة وحضور تنتظر منه المبادرة لترد بما يتناسب. وايران المستهدفة اولا واخيرا وقد اعلن نتنياهو استهدافها بالتدمير الشامل وازالتها تضبط مشاركتها تبعا لرد نتنياهو ومستواه.
ذاتها ايران تأسست دولتها بعد انتصار الثورة الاسلامية والتزمت ودفعت اثمان تبنيها شعار تحرير الاقصى وازالة الغدة السرطانية وكم هدد مسؤوليها بتسويتها بالأرض بضربة قاصمة. وذاته حزب الله ومقاومته تأسس على شعار تحرير فلسطين والزحف الى القدس.
حقا مفارقة غير مسبوقه.
من كان مرتعبا وملجوما او هكذا كان المحور ينظر الى نتنياهو وإسرائيل صار مهاجما شرسا عازما ومبادرا.
المحور الذي كان اعد عدته وخاض حروبه ودمرت بلاده وجاعت شعوبه وانهكت واكمل استعداداته للحرب الكبرى حرب تحرير فلسطين كما اسماها السيد نصرالله وداب على التبشير بها وباقترابها منذ ٢٠١٩ عندما دنت لحظتها وفجرتها طوفان الاقسى تحول لخوضها بدفاعية سلبية حتى تخاله مرتهبا وعاجزا وكانه يترجى ويرجو وقفها باي ثمن!!.
كل ما سبق منطقي في حرب وزمن واحداث غير مسبوقة.
ونتائجها كما مسارتها ستعيد تأسيس قواعد وعلوم الحروب ومناهج تشكيلات الاسلحة والجيوش والمعارك.
وبكونها غير مسبوقة المنطقي ان يضيع الخبراء والاستراتيجيين وان يتخبطوا وان يجتروا انفسهم وان يفاجؤوا وان يصعقوا عند اي تحول او تطور وحدث.
نحن توقعناها قبل سنة من عملية الطوفان العجائبية وقلنا ان شرارتها من غزة وبانها ستكون وجودية ومصيرية واخر الحروب وستغير حديا ما قبلها وبانها حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر لم تفاجئنا مساراتها واحداثها ولم تفاجئنا غرائبها وعجائبها وسنستمر بالتفكير من خارج الصندوق ونحاول جاهدين فهم جديدها وفك شيفرتها على الضفتين.
ايامنا هي ايام عصف الحرب واشتداد اوارها وتمددها فموعد بدء نهايتها يقترب ويقترن بالانتخابات الامريكية ان جرت وبنتائجها المؤسسة والمغيرة في امريكا والعالم.
ننصح من جديد بالتفكير من خارج الصندوق.
فهءه حرب وجودية ومصيرية ذاتها حرب تحرير فلسطين ونهاية اسرائيل كيفما جرت ومهما كانت احداثها وحملت من غرائب وعجائب.
بيروت؛
١٧/ ١٠/ ٢٠٢٤