حدث انتخاب مهندس الطوفان تحت مجهر العدو!
رنا علوان
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس أول أمس الثلاثاء ، اختيار يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي بالإجماع (خلفًا للقائد الشهيد إسماعيل هنية) بعد ارتقائه إثر جريمة غادرة استهدفته في حضن العاصمة الإيرانية طهران
ومما لا شك فيه او لبس ان اصابع الإتهام سوف تتوجه مُباشرةً “كتحليل بديهي” صوب العدو الذي حاول التملص بدايةً من جريمته النكراء بطريقته الغبية المعهودة وهي ( الكذب ) ، لكن سرعان ما تعالت الأصوات من داخل الكيان اللقيط تندد بالفعل الذي سيتبعه رد حتمي وهذا ما اعلنته بالفعل بعد ايام الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي اعتبرت الجريمة الغادرة بمثابة المس بشرفها ، وبعد خبر تعيين السنوار قائد للحركة بدأت الأقلام والتصريحات تُحمّل نتنياهو مسؤولية اغتيال هنية الذي ادت الى خلافة السنوار
يصف العدو الإسرائيلي اللقيط القائد يحيى السنوار بـ “الأكثر صعوبة وراديكالية”، كما يقول بحقه الضابط السابق في جهاز الأمن الداخلي “ميخا كوبي” ، الذي استجوبه لأكثر من 150 ساعة عندما كان سجينًا ، انه “صارم” وخالٍ من المشاعر ولكنه “ليس سيكوباتيًا”، وفقًا لتصريح سابق
في صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” كتب آفي يسخاروف ، إن حركة حماس اختارت “أخطر شخص لقيادتها”، كما أشارت صحيفة “معاريف” إلى أن اختيار السنوار يمثّل “مناورة من جانب حماس” حسب وصفها
وتعقيبًا على الحدث طالب وزير خارجية العدو الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” عبر حسابه على منصة إكس بإغتيال السنوار “بأسرع وقت” وقال إن تعيين السنوار زعيمًا لحماس “سبب آخر للقضاء عليه ومحو ذاكرة هذه المنظمة من على وجه الأرض”
كما أوضحت هيئة البثّ الإسرائيلية أن تعيين السنوار لرئاسة حماس “مفاجئة ورسالة إلى إسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى”
وأشار محلّل الشؤون الفلسطينية أوهاد هيمو في حديثه لقناة 12 الإخبارية مساء الثلاثاء ، إلى أن السنوار “أصبح الآن الشخصية الأقوى في حماس ، بل ورسميًا أيضًا ” ، وأضاف : “كانت هذه هي الحال بالفعل ، والآن أصبح الأمر رسميًا “
أما وفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ، قال انه يُنظر في إسرائيل إلى تعيين السنوار خلفًا لإسماعيل هنية على أنه فرصة لدفع الصفقة قُدمًا
ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إن هنية كان حجر عثرة أمام الاتصالات ، وهو من عرقل اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين ، “في المقابل عارضتها صحيفة أخرى فقالت ، أن اختيار حماس للسنوار جعل وقف إطلاق النار أقل احتمالًا”
أما قناة “كان” الرسمية الإسرائيلية فقالت إن اختيار السنوار يُظهر أن حماس في غزة لا تزال قوية
ووصف المحلل الإسرائيلي يوني بن مناحم اختيار السنوار بأنه يُعد انتصارًا كبيرًا لإيران على حد تعبيره
في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية قال الناطق بإسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري إن مكان السنوار بجانب القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف ، في إشارة إلى مزاعم إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال الضيف في خان يونس قبل أكثر من أسبوعين
في حين قال رئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي هيرتسي هاليفي إن “تغيير مسمى السنوار لا يمنعنا من الاستمرار في البحث عنه ومهاجمته”
كما اتفق العديد من المحللين في تصريحاتهم ، ان حماس اختارت زعيمًا قويًا لا يقبل اي تنازلات
يدرك العدو انه بات أمام مرحلة جديدة بعد إختيار حماس لأبو ابراهيم السنوار قائدًا لها ، وهو ما يعكس ترابط الحركة وإجماع مكتبها السياسي على الوقوف وراء الرجل الذي يُعد مهندس هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول
من ناحيتهم قال أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الإسلامية ، في بيان لهم إن على إسرائيل أن تبلغ العالم بوقف التفاوض مع حماس إلى أن تعلن الحركة موافقتها على إطلاق سراح جميع المحتجزين دفعة واحدة ، واعتبر بيان أهالي الأسرى أن حقيقة [ أن يكون السنوار لا يزال على قيد الحياة هي مشكلة بحد ذاتها على حد تعبيرهم ] ، وأعلن البيان دعم أهالي الأسرى مواصلة عمليات الجيش الإسرائيلي لاغتيال قيادات حماس
[” السنوار ” هذا الإسم الذي احدث صدمة عند العدو إثر توليه رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس ، كان له صولات وجولات مع العدو اللقيط
-اعتقل السنوار لأول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي وكان عمره حينها 20 عامًا ، ووضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه وبقي في السجن 6 أشهر من دون محاكمة
- في عام 1985 ، اعتقل مجددًا وحكم عليه بـ8 أشهر
-في 20 يناير/كانون الثاني 1988 ، اعتقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين ، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع العدو الإسرائيلي اللقيط ، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عامًا)
-خلال فترة اعتقاله ، تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون لدورتين تنظيميتين ، وساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام ، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004
-تنقل بين عدة سجون ، منها المجدل وهداريم والسبع ونفحة ، وقضى 4 سنوات في العزل الانفرادي ، عانى خلالها آلامًا في معدته ، وأصبح يتقيأ دمًا وهو في العزل ، لذلك حاول الهروب من سجنه مرتين ، الأولى حين كان مُعتقلاً في سجن المجدل بعسقلان ، والثانية وهو في سجن الرملة ، إلا أن محاولاته باءت بالفشل
-في سجن المجدل ، تمكن من حفر ثقب في جدار زنزانته بواسطة سلك ومنشار حديدي صغير ، وعندما لم يتبق سوى القشرة الخارجية للجدار انهارت وكشفت محاولته ، فعوقب بالسجن في العزل الانفرادي ، وفي المحاولة الثانية في سجن الرملة استطاع أن يقص القضبان الحديدية من الشباك ، ويجهز حبلًا طويلًا ، لكنه كُشف في اللحظة الأخيرة
-تعرض لمشاكل صحية أخرى خلال فترة اعتقاله ، إذ عانى صداعًا دائمًا وارتفاعًا حادًا في درجة الحرارة ، وبعد ضغط كبير من الأسرى أجريت له فحوصات طبية أظهرت وجود نقطة دم متجمدة في دماغه ، قرر العدو اسعافه ، وأُجريت له عملية جراحية على الدماغ استغرقت 7 ساعات ، ظن العدو ان السنوار يرضخ لأوامرهم بعد انقاذه لحياته ، لكنه دائمًا ما خيب ظنونهم
-حُرم خلال فترة سجنه من الزيارات العائلية ، وصرّح شقيقه غُداة الإفراج عنه أن الاحتلال منعه من زيارة يحيى 18 عامًا، كما أن والده زاره مرتين فقط خلال 13 عامًا
- في عام 2011 أطلق سراح يحيى السنوار ، حيث كان واحدًا من بين أكثر من ألف أسير حُرّروا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ضمن ما سميت صفقة “وفاء الأحرار”
وتمت الصفقة بعد أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط في الأسر بغزة ، ولم ينجح العدو الإسرائيلي خلال عدوانها الذي شنته على القطاع نهاية 2008 في تخليصه من الأسر
-في عام 2012 ، وبعد خروجه من السجن انتخب السنوار عضوًا في المكتب السياسي لحركة حماس خلال الانتخابات الداخلية للحركة ، كما تولى مسؤولية الجناح العسكري كتائب عز الدين القسام ، وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي للحركة وقيادة الكتائب
- في عام 2014 كان له دورًا كبيرًا في التنسيق بين الجانبين السياسي والعسكري في الحركة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة
وقد أجرى السنوار بعد انتهاء هذا العدوان تحقيقات وعمليات تقييم شاملة لأداء القيادات الميدانية ، وهو ما نتج عنه إقالة قيادات بارزة - في عام 2015 عينته حركة حماس مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لديها ، وكلفته بقيادة المفاوضات بشأنهم مع الاحتلال الإسرائيلي ، وفي السنة نفسها صنفته الولايات المتحدة الأميركية في قائمة “الإرهابيين الدوليين”، كما وضعته إسرائيل على لائحة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة
ومساء امس ، أعلن الناطق العسكري بإسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة ، مبايعة الكتائب -وهي الجناح العسكري لحركة حماس- “للقائد المجاهد” يحيى السنوار وأعلنت كذلك جاهزيتها الكاملة لتنفيذ قراراته
وقد قال أبو عبيدة في تغريدة عبر قناته على تليغرام ، إن “اختيار السنوار رئيسًا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلفًا لقائدنا الشهيد المجاهد إسماعيل هنية دليل على حيوية الحركة وتماسكها وقوتها بفضل الله تعالى”
ختامًا ، يعتبر العدو الإسرائيلي اللقيط ، “تصفية مهندس الطوفان” ، ابو ابراهيم السنوار ، احد اهداف هذه الحرب ، وتُحمّله مسؤولية تكبدها خسائر بشرية وعسكرية ، كما تهشيم صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم ، هذا قبل تعينه رئيسًا لحركة حماس ، اما بعد اغتيال القائد إسماعيل هنية “المُعتدل” بنظر ثلة منهم ، أصبح رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في “مواجهة ندية” مع السنوار الذي يفهم العقلية الإسرائيلية جيدًا ، وبالتالي على “الشارع الإسرائيلي أن يتحمل هذه المعادلة” ، بل وجميع من يُساند العدو أكان غربيًا شيطانيًا ام عربيًا متصهينًا
2024-08-10