•جيو-اقتصاد: حرب العُملات، الذهب والخيارات الأفريقية!
أدريس آيات*
* ارتفاع قياسي وتاريخي في أسعار الذهب مؤخرًا أثار تكهنات حول وقوع حدث استثنائي وشيك، لكن السؤال المطروح هو: ما هو هذا الحدث؟
في الأوساط المالية، يتم طرح هذا التساؤل بشكل متكرر في الأيام الأخيرة، دون وجود إجابة محددة:
ما السبب وراء القفزة الكبيرة في أسعار الذهب بالأسواق؟
شهدنا زيادة بثلاثين دولارًا للأوقية في يوم واحد فقط!… اليوم، وقبل ساعاتٍ بلغ سعر الأونصة 2,280 دولار.
ما السر خلف الارتفاع؟
يعتقد البعض أن هذه الزيادة، التي تمثل أعلى مستوى تاريخي جديد، تأتي بشكل أساسي نتيجة للتكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيعلن عن تخفيض في أسعار الفائدة في يونيو.
بينما؛ يرى آسيويون: بما أنّه حتى الزيادة في عوائد السندات الأمريكية لم تمنع أسعار الذهب من الوصول إلى قمتها التاريخية، فالدافع هو تصاعد التوترات الجيوسياسية، لذا يسعى المستثمرون نحو الاستثمار في الأصول الآمنة استجابةً للبيانات الاقتصادية الصادرة من الولايات المتحدة.
آخرون، وبناءً على نظريات المؤامرة، يعتقدون أن مثل هذه الزيادات تسبق تقليديًا الحروب العالمية. وبالتالي، نحن مقبلون على حرب، ويعتبر الذهب ملاذًا للمستثمرين كأحد الأصول الآمنة، كما حدث قبيل الحرب العالمية الثانية.
من جانب آخر، وفي تقديري الخاص هنالك سؤالٌ آخر أيضًا يفترض طرحه: هل يستعد أحد أو مجموعة دول لإطلاق عملة مدعومة بالذهب؟
للإجابه عليه؛ تتجه الأنظار نحو البريكس التي تحجم عن الإعلان عن خططها.
ليس سرًا أنّ دول البريكس تسعى لتحدي الدولار، الذي لا يُدعم بأصول ملموسة، بل بالنقد الورقي الذي تطبعه الولايات المتحدة. معمر القذافي سبق أن طالب بالدفع مقابل النفط بالذهب، ونعلم مصيره.
الصين، كذلك، تفضل الآن الدفع بعملة مدعومة بالذهب بدلاً من الدولار. وتشاركها روسيا في هذا الطلب لتعاملاتها الطاقية.
فماذا إذا كان هذا السيناريو الأكثر ترجيحاً؟
من منظور أفريقي، يجدر بدول الإيكواس التحلي بالصبر، ومراقبة تطورات الأحداث من بُعد، وعدم التسرع في إطلاق عملتها الجديدة للخروج من عباءة الفرنك الأفريقي. إذا تحقق هذا السيناريو، يُمكنهم إطلاق عملة إقليمية قائمة على أسس جديدة وأكثر فائدة من الوضع الحالي.
لكن، حتى يتضح الأمر، نبقى نتابع بإثارة الحلقات القادمة من هذا المسلسل المثير…
https://x.com/AyatIdrissa/status/1775519776820879852?s=20
2024-04-04