جولات من اللقاءات المدوِّخة المرسومة بعناية..!
علي عباس
عبدالرحيم الشمري نائب برلماني عن نينوى. توجه عام 2018 مع وفد من نينوى إلى أربيل للطلب من مسعود بارازاني سحب قواته، “البيشمركه” من مناطق في محافظة نينوى، وهي مناطق تفرض “البيشمركه” السيطرة عليها مع أنها خارج الحدود المرسومة للإقليم.
يقول “عبدالرحيم الشمري” إن مسعود وعد الوفد بالتنفيذ وإعادة تلك المناطق إلى محافظة نينوى وفق القانون. لكنه لم يفِ بوعده. وتكررت الزيارة عام 2020 ووعد البرزاني مرة أخرى وأخلف وعده أيضاً. ثم تكررت الزيارة لنفس السبب عام 2023 والنتيجة نفسها، وعدهم مسعود دونما تنفيذ، وانكشف التسويف.
مازال “البيشمركه” يسيطرون على تلك المناطق ويمنعون الأهالي أصحاب الأرض من العودة إليها دونما مبرر. فهم يسيطرون مثلاً؛ على قرى في ربيعة؛ مثل المحمودية، والقاهرة، وصفية. وكذلك في منطقة زمار؛ مثل الشيحان، وجدرية. مع قرى في الحمدانية، ووانا، وتلكيف، ومخمور”.
* هل ستسمع الحكومة نداء هؤلاء المظلومين الذين تضطهدهم “مليشيا البيشمركه”؟ علما أن هذه المليشيا تحصل رواتبها من حكومة بغداد.
من جهة ثانية يؤكد نائب آخر “غالب محمد علي” أنّ المناطق المُسيطَر عليها تضم حقولاً نفطية، مثل؛ صفية، وباي حسن المنتجان الآن، واللذان تذهب مداخيلها إلى البرازانيين.
ويذكر النائب “غالب” من ضمن تحقيقاته السابقة أن ” نيجرفان بارزاني لديه اتفاقية مع شركة “بوتاش التركية” بهدف تصدير 30% من نفط الإقليم باتجاه الكيان الصهـ…. يوني، ودولاً أخرى على أن تحصل “أنقرة” على ثمن محدد لقاء المشاركة في التصدير”.
هذا ما يفعله البيشمركه في نينوى.
أمّا البيشمركة في كركوك، فلنستمع لتصريح المتحدث بإسم- المجلس العربي في كركوك- “عزام الحمداني”، الذي يقول إنّ:
“هناك حضور واضح للبيشمركه في المناطق المحاذية لكركوك خارج حدود الإقليم، ولدينا مخاوفَ من الدخول المسلح للبيشمركة بالتزامن مع إعادة العمل السياسي للحزب الديمقراطي في كركرك،..” مبينا أنّ “الحزب الديمقراطي لديه محاولات بتزييف هوية كركوك قومياً.”
قد يأخذنا الظن إلى أن الحكومة غسلت يدها من الموضوع، ولم تعد تُعنى بنينوى وحقوق أهلها، ولم يعد يعنيها أيضاً ما يقوم به العنصريون في الحزبين من الاستيلاء على الثروة والأرض، والسياسة المراوغة في اضطهاد العرب والتركمان، واحتلال مليشيتيهما أراضٍ خارج سلطتهما.
إن البرزانيين والطالبانيين ماهرون في التسويف، ومن يتابع مايجري، يجد أنهم ملأوا رؤوس الطارئين في حكومة الخضراء بضجيج جولات المفاوضات المتتالية، والنبش بابرة عن خلاف يطول، فلم تعد رؤوس الحاكمين في بغداد تدرك ما يجري عليها..
2023-08-01