جورج حاتم: طبيب ماو، وحصان الثّورة الصينيّة!
لينا الحسيني
بعد نيله شهادة الدكتوراه عام 1933، قرّر الطبيب جورج حاتم، السفر إلى الصين لاستكشاف الأمراض المستجدة في شنغهاي.
كشفت أبحاثه أنّ معظم الأمراض، التي كانت تصيب الأطفال والمراهقين تحديدًا، سببها سوء التغذية، وظروف العمل المأساوية. وكونه طبيبًا متخصّصًا في الأمراض الجلدية والتناسلية، اكتشف أنّ مادة الزئبق، كانت سببًا في ارتفاع عدد الوفيات في صفوف العمّال.
أجرى أبحاثًا علمية أدّت إلى القضاء على مرض الجذام في الصين، وتقليص عدد المصابين بأمراضٍ تناسليّة، وقد فاز بجائزةٍ، تقديرًا لجهوده في هذا المجال.
خلال ثلاث سنوات فقط من عام 1938 إلى عام 1940، عالج ما هايدي أكثر من 40 ألف شخص، مجانًا، ما بين جنودٍ ومدنيين، فلُقّب بطبيب الفقراء، ونال ثقة القائد الثوري ماو تسي تونغ، مؤسس دولة الصين الشعبية، فأصبح طبيبه الخاص، وكان أوّل أجنبي ينتسب الى صفوف الحزب الشيوعي الصيني في عام 1936، وكذلك أوّل أحنبي يُمنح الجنسية الصينية في عام 1949.
رافق الثّوار إلى جبهات القتال، وأشرف صحيًا على المعسكرات الشيوعية، وقام ورفاقه، بتطوير 8 مستشفيات مركزية و24 مستشفى فرعيًا، خلال الحرب بين الصين واليابان وحرب التحرير، وقد انتهت بهزيمة الكومنتانغ، وانتصار الشيوعيين، وعلى إثرها مُنح ميدالية المقاتل الشيوعي الدولي المتفاني والشجاع.
أوصى بحرق جثته ونثر رماده في نهر يان الذي يصب في المدينة التي أمضى حياته فيها. وقد شُيّد له نصبًا تذكاريًا في مقبرة الثوريين الصينيين.
عُرف في الصّين باسم دكتور ”ما هايدي “Dr. MA HAIDE، وتعني الحصان.
شيّدت له السّفارة الصينية في لبنان، في السّاحة العامة لبلدته حمّانا، نصبًا تذكاريًا، يزوره سنويًا وفدٌ من السفارة، لوضع أكاليل من الزهر، تعبيرًا عن امتنان الشعب الصيني لجهود هذا الطبيب الاستثناني العظيم.

DrMaHaïde
DrGeorgesHatem
2023-08-30