جستا عراقي؟!
انتصار الماهود
ماذا لو كان لدينا قانون مثل قانون جستا؟!
ماذا لو قدم العراق في المحاكم الدولية دعاوى قانونية على الدول التي تسببت بموجة الإرهاب والطائفية التي عانى منها لسنوات طوال؟!
ماذا لو إستلم العراق المليارات من التعويضات المالية عن الأضرار النفسية والجسدية والتي تسبب بها الأرهاب على مواطنيه؟!
هل يستطيع البرلمان العراقي تشريع قانون لضحايا الإرهاب مشابه لقانون جستا الامريكي والذي من الممكن التعامل معه في المحافل والمحاكم الدولية؟!
لنعرف أولا ما هو الإرهاب وفئاته ثم نعرج على قانون جستا:
أشار الباحثوت في القانون الدولي أن الإرهاب عشر فئات يمكن تحديدها، ب( الإرهاب الفكري، إرهاب الدولة، الإرهاب الدولي، الإرهاب الثوري، الإرهاب المحلي، الإرهاب الانفصالي العرقي والطائفي، الإرهاب النفسي، الإرهاب الفردي، الإرهاب الإنتحاري، والإرهاب الفوضوي).
أما الأمريكي وليكنسون فد إختصرها بأربع فئات هي (إرهاب جنائي، نفسي، حربي، سياسي) ومنها إعتمد المشرّع الأمريكي في تشريع قانون جستا.
جستا JASTA هو قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب ويكتب(Justice Against Sponsors Of Terrorism Act)، والذي أقره مجلس الشيوخ الأمريكي في آيار عام 2016 و مجلس النواب الأمريكيّ في أيلول للعام نفسه، وجاء إقراره على خلفية مطالبات مواطنون أمريكان للتعويض عن الإرهاب السعودي، لتفجير برجي التجارة العالميين عام 2001،حيث تقدمت أسرة 850 قتيل و 1500 مصاب برفع قضايا ضد السعودية في المحاكم الأمريكية، تمهيدا لرفعها أمام محاكم دولية لمحاكمة السعودية عن الأضرار الجسيمة التي تسبب بها مواطنيها، رغم أن القانون أخذ سنوات عدة لإقراره، الإ أنه يعتبر نافذا وقابلا للتطبيق، والأهم هو حجم التعويضات المالية التي ستتكبدها السعودية لضحايا جستا.
وجاءت تصريحات ولي عهد السعودية لقناة CNN بإستغرابه من القانون المشرَّع، وذكر بأن مواجهة بلاده للإرهاب هو الأطول والأعنف منذ تأسيس المملكة معبرا عن دهشته حول سوء الفهم العميق من الأمريكيين تجاه الربط بين الوهابية والإرهاب)، فعلا تصريح مضحك ومثير للشفقة،
فالجميع يعرف أن السعودية هي من الدول الأولى التى تتصدر قوائم المقاتلين الإرهابيين والإنتحاريين، في المناطق الساخنة والرخوة أمنيا حول العالم والسبب بالطبع الفكر الوهابي والسلفي المتطرف الذي يكفر ويزندق كل من لم يتبع عقيدة الشيخ الضال المنحرف محمد بن عبد الوهاب.
إستطاعت الولايات المتحدة حصد المليارات من الدولارات، كتعويضات دخلت لخزينتها بسبب هذا القانون، بطريقة قانونية أو بطريقة راعي البقر الأمريكي وهو ضرر ناتج عن 3 اشخاص فقط منهم سعوديين.. تخيل!!!.
ماذا عن العراق؟! والذي تضرر من اكثر من 4000 إنتحاري سعودي حسب إحصاء رسمي وعشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب الدواعش للسعودية حصة الأسد منهم، هل تتوقعون عدد الضحايا الناجم عن هذا العدد الكبير من المتطرفين، والذي تسبب ومنذ العام 2009 وحتى عام 2020 ب 185 ألف الى 208 الف حالة وفاة عنيفة، وتركت كل ضحية خلفها عائلة مفجوعة وهنالك عوائل كاملة قضى عليها إرهاب الوهابيين.
العراق لم يعاني من الإرهاب السعودي فقط بل عانى من الإرهاب الأمريكي، نعم كما قرأتم لم اخطيء في كتابتها، فالدولة الأولى الحامية للديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم لها وجهان وجه متصالح مع الإرهاب،
ووجه تبكي به حقوق الإنسان، كلنا نتذكر ما فعلته الشركات الأمنية والقوات الأمريكية في سجن أبو غريب، من تعذيب وإهانة لمواطنين عراقيين معظم ملفاتهم بقيت طي الكتمان والتعتيم الإعلامي عدا، قضية (الشمري وآخرون ضد شركة سي إي سي آي)، حيث أقرت لجنة محلفين فيدرالية في ولاية فيرجينيا الأمريكية ان الشركة (سي إي سي آي بريمر تكنولوجي للمقاولات الدفاعية)، مسؤولة قانونيا عن التآمر والتعذيب وإساءة معاملة 3 رجال عراقيين بسجن أبو غريب،
ورغم مرور 15 عاما على القضية المرفوعة و 20 محاولة للشركة لتمييع القضية، بحجة أن موظفي الشركة كانوا تحت قيادة الجيش الأمريكي والتعويضات يجب أن يدفعها الأخير، وبموجب هذه القضية تم منح 3 مليون دولار لكل شخص من الثلاثة إضافة الى 11 مليون أخرى لكل منهم، كتعويض عقابي وبلغت قيمة التعويضات المدفوعة 42 مليون دولار بقضية واحدة فقط.
وأكدت المحكمة الأمريكية بأن الحكومة الأمريكية ومن يمثلها خارج حدودها، ملزمة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لتوفير التعويضات عن التجاوزات التي يرتكبها في الخارج، وقد أكد خبراء دوليون أن الحكم في قضايا مماثلة صحيح وقانوني لأنه يندرج ضمن خانة الإرهاب الدولي.
ولا نريد أن نذكر ما فعله الأمريكان في أفغانستان وغوانتانامو، فتلك الجرائم والفضائع كفيلة بإغراق أمريكا ببركة من التعويضات والتي لا تستطيع دفعها لتعويض ضحاياها حول العالم.
وهنا نوجه دعوة الى البرلمان العراقي ليفكر جديا في تشريع قانون مشابه لجستا على الأقل لتعويض ضحايا الإرهاب السعودي، والتحرك على المستوى الدولي والأممي لمحاكمة الدول التي تسببت بمعاناة ملايين العراقيين من ضرر الفكر المتطرف تخيلوا أننا سنتمكن من حلب البقرة الخضراء وراعي البقر الأمريكي في آن واحد (تخيل بسسس وياي حبوبة).
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
2024-11-24