جبهة الحسين عليه السلام وجبهة يزيد..
انت مع من تقف؟!
إنتصار الماهود
في تغريدة له ذكر قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنائي دام ظله أن المعركة بين الجبهة الحسينية و الجبهة اليزيدية هي معركة مستمرة وأن القضية هي قضية الظلم والجور والجبهة الحسينية تقاوم اليوم الجبهة اليزيدية.
ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بالإنتقادات المسيئة لتغريدة سماحة قائد الثورة الإسلامية والتي تحدث فيها عن المعركة بين الخير والشر وأشار فيها لمعسكر الخير معكسر الحسين ضد معسكر يزيد الملعون، لا أعرف ما الذي أثار حفيظة جهات سياسية وإعلامية عربية وعراقية من تسمية معسكر الباطل بالجبهة اليزيدية كي يشنوا حملة واسعة ضد هذه التغريدة.
أولا لنبين سبب التغريدة ولأننا نعيش أجواء محرم وصفر وهو ذكرى واقعة الطف التي إستشهد فيها سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على يد الفئة الضالة الباغية وكيف أثرت ثورة الحسين عليه السلام على الإنسانية واصبح رمزا للنضال ضد الظلم و الطغيان والفساد والجور وأصبح سيد الشهداء مثالا للعالم أجمع وجسد صورة ذلك الثائر الذي رفض زخرف الدنيا وزينتها من أجل أن يهادن الباطل ويتقبل الفساد ويسكت عنه وأصبح إستشهاد الحسين عليه السلام وآل بيته من أجل تصحيح مسيرة الإسلام الذي أراد يزيد أن يحرفه مثالا يقتدى به وتمثل هذا الجبهة صورا من صور الفساد والطغيان وحب الجاه والذات والإنحراف عن دين رسول الله وسنة نبيه الطاهر صلى الله عليه وآله وسلم، وإستطاع يزيد الملعون بالإحتواء والإغراءات والمناصب تجنيد من يحارب الحسين عليه السلام كما جند ماكنة إعلامية تطبل وتلمع صورته وتبين مظلوميته وأنه صاحب الحق في تولي كرسي الخلافة وليس ذلك الخارجي الذي يريد أن يشق عصا الاسلام.
لم تكن مظلومية الحسين عليه السلام هي الأولى ولن تكون الأخيرة، فمنذ خلق آدم عليه السلام ورفض إبليس الملعون السجود له بدأت المعركة بين الخير والشر، من سينتصر فيها الإنسان ذلك المخلوق من الطين الذي كرمه الله وحباه وخلق الأرض والجنة من أجله وطلب منه الطاعة وحسن الخلافة في الأرض أم ذلك المخلوق من النار الذي تكبر وطغى وعتى عن أمر الله تعالى في السجود طاعة له.
بالطبع للشيطان طرقه وجنده لمواصلة هذه الحرب ولله جنوده الأقوياء الذين يدافعون عن الفطرة السليمة والخلافة الربانية في الأرض وكان سيدي الحسين عليه السلام أحد هؤلاء الجند الذين دافعوا عن الاسلام وحاول تصحيح مساره (إن كان دين محمد لن يستقيم إلا بقتلي يا سيوف خذيني) هذا هو الحسين عليه السلام وهذه هي عقيدته ولك أن تقيس أي الطرفين على حق.
كلام واضح لا لبس فيه ولا جدال وقد ربط قائد الثورة الإسلامية بين القضية الحسينية والقضية الفلسطينية فكلا القضيتين تدافعان عن الحق والعدل وإن إختلف الزمان وكلاهما ثارا على حاكم ظالم فاسد، فما الفرق بين يزيد والصهاينة، الاول إغتصب حق محمد وآل محمد في الحكم وشرع الله وعاث في الارض فسادا والصهاينة إغتصبوا ارض فلسطين وعاثوا فيها خرابا وفسادا وقتلا تهجيرا وبالطبع هنا تبين المواقف الشريفة المساندة لأصحاب الحق، اصحاب الارض وهي قضية إنسانية واخلاقية قبل كل شيء كما ذكرنا في مقال سابق، فهل من الممكن انك ترى الحق وتحيد عنه وتقف مع معسكر الظلم (الصهاينة) ولا تساند اخوتك الفلسطينيين؟!
(إلا اللهم لو كنت عميلا مطبعا فهنا لا تثريب ولا لوم عليك، إختر الجبهة التي تناسبك والطريق الخاص بك فاتت هنا اعمى لكن اعمى البصيرة والقلب عن رؤية الحق ومساندته).
لا اعلم ما الذي اثار حفيظة الاعراب وعدد لا يستهان به من ابناء بلدي ليشنوا هجوما على التغريدة وسبب تسمية جبهة الصهاينة بالجبهة اليزيدية، لو قلنا انها جبهة الشمر او عمر إبن سعد هل سيمتص ذلك غضبهم؟! و هل سيؤيدون كلام الإمام الخامنائي دام ظله ام سيعترضون مجددا، وهل فعلا يعتبرون ان يزيد الملعون هو فعلا امير المؤمنين بدلا من حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وينكرون حقهم في خلافة الارض وإعمارها (فآل البيت عليهم السلام لم يكونوا ممن يطلبون ملك الدنيا بل كان الهدف هو إعمار الارض وإصلاح الانسان لتصلح خلافته وطاعته لله وحده).
لكن مع الاسف الاعلام الاموي لعب دورا مهما في تضييع وتزييف الحقائق وترسيخها حتى وقتنا الحاضر.
وهنا ياتي دورنا هل سنسمح للتضليل الإعلامي الاموي بالاستمرار في تشويه القضية الحسينية ومحاربة كل من يداقه عنها ويدعمها ونقف بوجههم ام سنكون من المطبلين المدافعين عن يزيد الملعون ومعسكره.
لك الخيار ولك الحق في أن تنضم للجبهة التي تريد لكن تذكر ان للباطل جولة وللحق جولات..
ويم الله ويمكم حبوبة.
2024-08-30