تونس : مرتزقة السياسة و ما أكثرهم !
بقلم أحمد الحباسى *
فقط الأغبياء من لا يتغيرون أو يغيرون أفكارهم ، هذه المقولة الشائعة و لئن كانت منطقية بعض الشيء لكنها لا يمكن أن تبرر انقلاب البعض 360 درجة كاملة أو تحوّل آراءهم من النقيض إلى النقيض، المشكلة بالنسبة لكل هؤلاء المتحولين أن كل تصريحاتهم السابقة و كل مواقفهم المعلنة موثقة و لذلك يطرح المتابع السؤال القائل كيف لشخص أن يكون ضد التفكير الداعشى لحركة النهضة و ضد ما تأتيه هذه الحركة الماسونية من إرهاب و من تسفير للإرهابيين إلى الدول العربية ثم ينقلب فى لحظة عبث سياسية إلى شريك لبغي الإخوان و نفاق مرشدهم راشد الغنوشى ، كيف يمكن لشخص مثل الاستاذ نجيب الشابى أن يمد يده إلى يد رجل مثل شيخ الإخوان راشد الغنوشى لا تكفى أطنان من مواد التنظيف لغسل الدماء التي تلطخها .كيف لشخص مثل السياسى السيد الصافي سعيد يدعى الحداثة أن يجد رابط حوار مع شيخ لا يؤمن إلا بالخلافة السادسة .
لقد صنعت حركة النهضة و بالذات بعد قرارات ليلة 25 جويلية 2021 الرئاسية ما يسمى بحراك “مواطنين ضد الانقلاب ” و جاءت ببعض رموز العقر السياسي مثل حمة الهمامى و غازى الشواشى ممن أسقطهم غربال الانتخابات المتوالية بعد الثورة لتجعل منهم أدوات لا تفعل شيئا سوى تنفيذ الأجندة المشبوهة للحركة و جندتهم للقيام بدور النائحات على الديمقراطية و على ما حصل في عهد الرئيس قيس سعيد من إسقاط للمؤسسات ثم نشرتهم في ربوع الوطن ليصبحوا أدوات ضغط سياسية تخدم مصالحهم و أطماعهم في الرجوع إلى عرين السلطة التي انتزعها الشعب منهم في تلك الليلة التاريخية ، لقد أرادت حركة الموت و الإرهاب أن يكون هؤلاء المرتزقة سببا في تعطيل مصالح المواطنين و دفعت بهم إلى الواجهة مع علمها بكونهم مجرد بطاقات محروقة و سخرت كل مواخير إعلامها المرتزق لإدخال البلاد في فوضى عارمة .
في رحلة البحث عن مرتزقة يسندون ظهره المكسور بسبب قرارات الرئيس و مظاهرات ليلة 25 جويلية 2021 وجد الشيخ راشد الغنوشى ضالته في الثنائي نجيب و عصام الشابى ، هذا الثنائي الراقص على طار بوفلس الذي تمثل رحلته السياسية الزاخرة بالمواقف الغامضة المتأرجحة قمة الإفلاس يرى فيه شيخ الإرهاب الثنائي الوحيد القادر على تجميع كل نفايات المشهد السياسي و مرتزقة السفارات و بائعي الكلام في قناة الجزيرة و فرانس 24 . بطبيعة الحال استكثر هذا الثنائي خير الشيخ الذي انتشلهم من النسيان و باتوا متهمين اليوم بتكوين جوقة إعلامية تغطى و تبيّض إرهاب الشيخ و حركته الدموية .بطبيعة الحال لكل عمل ثمن و الثمن الموعود بالنسبة لهذا الثنائي المشبوه و من أتى لمعاضدته مثل السادة محمد عبّو و الحبيب بوعجيلة و جوهر بن مبارك و مدام رجيبة و غيرهم من السياسيين الفاشلين أو ما يعبر عنهم انتخابيا بجماعة الصفر فاصل هو مكان وثير في حكومة ما بعد إسقاط ” الانقلاب ” .
للأسف الشديد ابتلى البلد بعقول خاوية ثبت أنها مفلسة لا تفقه بالخطابة و لا بالنحو و الصرف السياسي و أنها نتاج مناخ سممته حركة النهضة طيلة أكثر من عشر سنوات من الخبط العشوائي ، لا يمكن طبعا لحركة قروسطية دموية تكفيرية مشبوهة بنت قوام مشروعها السياسي الغامض على الانتقام و الحقد و الكراهية و الارتزاق و الخيانة أن تنشأ داخلها أو من حولها تربة صالحة لنمو مناخ ديمقراطي أو نشوء بذرة سياسية قادرة على صنع غد أفضل . لقد حاول شيخ النهضة و مرتزقته إيهام الناس بوجود لعبة ديمقراطية لكن تبين بالممارسة المنقولة تلفزيونيا من مجلس نواب الشعب أن كل ما يحدث هو عملية سمسرة و بيع لثروات الوطن لدول خارجية متآمرة تأتى قطر و تركيا على رأسها و لم تنته تلك المؤامرة لحد الآن مع اختلاف هوية المرتزقة و باعة الأوطان . سقط حكم حركة النهضة بعد أن سال دماء الابرياء و قطعت أوصال الرحم و انقسم المجتمع و تغلغل الفكر التكفيرى فى النفوس . من الواضح أن الشيخ راشد الغنوشى و بعد أن عقد الطاولات على مختلف أشكالها المستطيلة و الدائرية و المنفردة لغاية تجميع الفاشلين و الفاسدين و المتآمرين على الدولة قد انتهى إلى الزاوية و وقفت الزنقة أمامه و لم يعد هناك مجال لمزيد المناورة و التلاعب بالوقت و بالعقول .
ربما يجرى الحديث الآن و على لسان شيخ الإخوان و غلمانه المرتزقة مثل الأستاذ أحمد نجيب الشابى عن حلم بائس بأن جلسات مجلس النواب ستعود و بأن ” الانقلاب ” سيسقط و ستتم محاكمة رأس الانقلاب يعنى الرئيس قيس سعيد و القلة القليلة التي ساندته فان الحقيقة التي يريد الشيخ أن يعتّم عليها كما تفعل قناة الجزيرة تقول أنه لا رجوع إلى الوراء و أن الشعب هو الذي بيده الحل و الربط و بيده مفتاح أبواب المجلس و غير المجل . سيستمر نواح الشيخ الغنوشى و زمرته المأجورة بعض الوقت و ستواصل قطر و تركيا الدعم المادي ” لتنشيط ” الدم في عروق هؤلاء المرتزقة الملتحفين بغطاء الأمريكان و الصهاينة و سوف نتذكر دائما مقولة الفيلسوف النمساوي مارتن بوبر حين وصف هؤلاء المرتزقة بأنهم أشخاص بلا وطن سيقضون نحبهم يوما دون أن يبكيهم أحد و ستلاحقهم لعنات التاريخ .
كاتب و ناشط سياسي .
2024-02-12