تفكيك مفاصل سلطة الدولة القطرية!
د.عادل سماره
ملاحظة: هذا من كتابي القادم ” في نحت المصطلح وتحرير المعنى” تعجّلت نشره لصالح شرف قتا الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى ضدالعدوان الثلاثي الجديد على غزة والضفة”عدوان :الكيان، والغرب بأجمعه، وأنظمة ومثقفي التطبيع العربي”.
تُحكِم أجهزة “امن” الدولة القطرية يدها على خناق الأمة، وهذه الأجهزة من ابناء الشعب! فقط في خدمة السلطة يتخلى رجل الأمن عن الأسرة الأبوية ويتحول إلى أداة ضدها، يتحول بالأمر والجهل والإرتزاق وليس بالوعي الثوري والتقدمي، ومع ذلك لا تلفظه الأسرة!
إن مفاصل السلطة هو تعبير معنوي، أما حضوره المادي فهم أدوات بشرية للسلطة: مخابرات، شرطة جنود مخبرين أجهزة خاصة مناديب مثقفين منشبكين…الخ. هؤلاء عبارة عن تجميع إخباريات، وتلقي رواتب، وحمل سلاح، وتعذيب وقمع، ولُبس أزياء من قميص أزرق للشرطي العادي حتى درع من النياشين للجنرال الذي لم يطلق ضد اعداء الأمة كلمة بينما يلهج في مسح حذاء حاكم يخدم العدو!
هذه هي المفاصل إذن، تجييش جيوس لكبت الأمة وخاصة الطبقات الشعبية مخزون الثورة المحتمل، وإشعارها بأنها عاجزة وبأن الله منحها نعمة حكام كهؤلاء فاعبدوهم!
من هنا نفهم أن السلطة عدو الأمة ، احتلال داخلي لصالح الأعداء ودون كلفة على الأعداء. سلطة تمنع التطور حتى ولو رأسمالي طبقي فما بالك بتنموي اشتراكي. سلطة لها عيون في كل بيت ومقعد مدرسي وسجادة مسجد وصحن طعام في مطعم. شبكة من السموم تغطي الوطن من المحيط إلى الخليج ويتكشف نشاط هذه الأجهزة في تنسيقين أمنيين:
-
تنسيق مع العدو من واشنطن إلى الأرض المحتلة
-
وتنسيق بين أجهزة هذه الأنظمة وهو الوحيد الذي يمتد على طول الوطن، اي ان مظهر الوحدة العربية المسموح والذي يُمارَس هو فقط في تنسيق الأمن والقمع.
بالمقابل، لا يوجد تنسيق ثوري بالمستوى المطلوب. والأخطر أن قوى حركة التحرر العربية غدت تكتفي بتنسيق نقنقة على زووم وغيرها وكأنها وُجدت لهذا فقط.
ما معنى تفكيك المفاصل:
هو تشغيل كل فرد في المجتمع بإرباك هذه السلطة العدوة والتطبيعية والمتصهينة هو:
-
إرباك حركة أجهزة السلطة على الطرقات
-
إرباك مواقع هذه الأجهزة برشقها بالحجارة أو غيرها
-
رشق سياراتهم التي دائما في مهمة قمع لإعاقتها
-
تحريض اسرهم عليهم
-
تفهيم ابنائهم في المدارس بأن آبائكم مجرمين
-
إغلاق مؤسسات الأعداء ورشقها والتحريض عليها
-
رشق منازل رجال مؤسسات الأعداءبالحجارة واسوأ
-
منعهم من التسوق وعدم بيعهم او بيع خدمهم
-
منع التعاطي معهم اجتماعيا كحضورهم ندوات و حوارات أو مناسبات
-
مقاطعة منتجاتهم أولا بالتحذير ثم برميها عنوة في السوق وحرقها
-
مواجهة المطبعين في اي مستوى سياسي اقتصادي ثقافي نفسي أكاديمي إعلامي…الخ
-
إغلاق المساجد التي تخدم السلطات والإرهابيين
هذه مجرد نماذج لتشغيل الشباب ضد السلطات، لكنها تربك وتهلك أعصاب رجال الأمن حيث يحارون اين يتواجدون، ويحمون هذه المؤسسة أو تلك، يفقدون طعم الراحة، يركضون من مكان لآخر يوزعون مجموعات حراسة دائمة على مختلف مؤسسة القمع ومؤسسات الأعداء.
تفكيك المفاصل هذا هو شكل من حرب غوار المدن تمهيدا للقتال المسلح ضد هذه الأنظمة ولكن بعد تفكيك مفاصلها، بعد أن يفقد جلاوزتها شحنة التفاخر والتعذيب والقمع. ويفقدونها أكثر بتذكيرهم قبل تناول الطعام في البيت بأنهم آتون من عار لقاء مع مخابرات العدو أذلاّء متآمرون ضد شعبهم لتنفيذ مؤامرات الحاكم الذي يتزين باوسمة العار ووزنها ضعف وزنه اللحمي، ومع ذلك جميعهم تؤدون له التحية! قائلين :سيدي مولاي، فخامتك، عظمتك، وهو ليس سوى أداة للمحتل والاستعمار والإمبريالية والصهيونية!
تفكيك مفاصل سلطة الدولة القطرية تعني نقد وإدانة كل شارع صامت ومراقب ولو ممرور مقهور لأنه بهذا السكون والموات هو عامود لتقوية وتثبيت سلطة يجب أن يهدمها ويستبدلها.
ليست حرب العدو فقط اثناء قصف غزة أو تدمر أو صنعاء أو طرابلس الغرب أو الصحراء الغربية/بوليساريو، كلا ابداً. تجدون حرب العدو ووجوب تفكيك مفاصل السلطة التابعة له لصد ضخ ثقافته بيننا وضخ ثقافة الاستسلام واستدخال الهزيمة.
تجدون وجوب تفكيك مفاصل السلطة القطرية التابعة والمطبعة في:
-
إغراق سوقنا بمنتجاته ،
-
في قتل اية صناعة محلية،
-
في مجرد وجود سفارة له او قنصلية في هذه العاصمة أو تلك،
-
في مجرد وجود ما يسمى مركز ثقافي وهو مركز تشويه الوعي وتنظيم عملاء ثقافويين
-
في مجرد نشر اي مقال أو خبر من العدو دون نقده وتفنيده والرد عليه.
-
تجدونها في مقابلات مع أعداء غربيين وصهاينة حقيقيين على الفضائيات تحت حجة الراي الآخر…الخ.
-
تجدونها في وجود مؤسسات أكاديمية ومنح أكاديمية تزخر بمطبعين ومروجي ثقافة تسامح الإمبريالية بدم الشعوب تزخر بالباحثين عن اعتراف الغربي بهم حيث بين يديه يتعرَّون هم/هن حتى من القماش،
-
تجدونها في منظمات الأنجزة التي تخصصت في خصي الوعي النقدي وتفريغ اليساري من شحنته ليصح كاريكاتورا احمرا ينفث سموما بيضاء.