تصدّع حكومة الحرب الاسرائيلية!
أضحوي الصعيب*
نفذ وزير الدفاع الاسرائيلي السابق وعضو حكومة الطوارىء الحالية بيني غانتس تهديده السابق واستقال امس منها، واستقال الى جانبه رئيس الاركان السابق وعضو حكومة الطوارىء غادي آيزنكوت، لأن نتانياهو فشل في اعادة الرهائن كما يقولان. وأعلنا انهما سينضمان للمتظاهرين المطالبين بصفقة اعادة الاسرى، والدعوة لاجراء انتخابات.
مع ان غانتس حدد موعد هذه الاستقالة منذ اسابيع الا ان تزامنها تصادف مع تحرير اربعة اسرى اسرائيليين، فجاءت الاستقالة لتنفي اهمية ما حصل. وحين يضاف اليها موقف عائلات الاسرى المحررين الذي دعا الى انجاز صفقة الاسرى فانها تخنق محاولات نتانياهو تسويق عملية تحرير الاسرى بأنها نصر كبير. وتكمل المقاومة ذلك باعلانها ان ثلاثة اسرى آخرين قُتلوا في العملية.
لم يتمكن غانتس طوال ثمانية اشهر من وجودة في حكومة الحرب ان يكون مؤثراً فيها، كل ما في الامر انه مكمّل شكلي لدور نتانياهو. فلما ادرك ذلك قرر الانسحاب، وراح يزايد على نتانياهو في نقطة ضعفه الخاصة بجبهة لبنان. موقف غانتس من الاسرى لم يحقق له الكثير شعبياً لذلك حاول تعويض ضعفه في هذا الجانب بالتشدد في الموضوع مع لبنان حيث لا يستطيع نتانياهو مجاراته. ثم انه بهذا الضغط على نتانياهو يطرح نفسه كممثل للخط الامريكي داخل اسرائيل.
قد لا يؤثر خروجهما على استمرارية الحكومة لأنهما ليسا وزيرين في الاصل. فالحكومة بأغلبيتها النيابية قائمة بدونهما. لكن هذا الخروج يؤثر سياسياً ويشجع آخرين على الخروج من دائرة الفشل بالتخلي عن المسؤولية لالقاء اعبائها على نتانياهو وحده.
( اضحوي _ 1737 )
2024-06-11